مثلت واقعة أحد. مصدر الإنسانية الشامل. حيث برزت فيها سائر المعاني والمشاعر. والوفاء والخيانة. والصدق والكذب. والثبات والفرار. والإيمان والنفاق. والخير والشر. فهي عبرة يستمد منها التاريخ كل شيء. فبعد أن تمت غزوة بدر الكبري بنصر المسلمين علي أعدائهم من كفار قريش الذين جاءوا إلي المدينة ليقضوا علي الإسلام في معقله الجديد ولكن الله خذلهم. وجعل النصر للمسلمين في أول مواقع الإسلام التي رد المسلمون كيد الكفار إلي نحورهم فهزموا شر هزيمة. وقتل منهم السبعون. بعد ان أيد الله المسلمين بالملائكة بشري لهم. ولتطمئن قلوبهم.. وأسر منهم مثل هذا العدد. علي حين استشهد من المسلمين أربعة عشر رجلا من المهاجرين والأنصار.. وقتل في هذه الموقعة كثير من رءوس الكفر. وعلي رأسهم أبوجهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وابنه الوليد. وأخوه شيبة. حيث قتل الثلاثة مبارزة في أول القتال!! انتهت غزوة بدر بالنصر المؤزر للمسلمين والهزيمة الماحقة للكفار والمشركين. ولم تنس قريش قتلاها في بدر. فصممت علي الثأر. وخاصة أبا سفيان بن حرب. وكانت السنة الثالثة من الهجرة. والتي وقعت فيها غزوة أحد. حيث اقترب المشركون من المدينة بجيشهم الجرار لسبع خلون من شوال. في ليلة جمعة فبات وجوه الأوس والخزرج سعد بن معاذ. وأسيد بن حضير. وسعد بن عبادة وعليهم السلاح في المسجد خوفاً علي رسول الله صلي الله عليه وسلم - من المشركين بالاضافة إلي تشديد الحراسة حول المدينة من جميع وجوهها!! علم الرسول - صلي الله عليه وسلم - بحشود الكفر علي حدود المدينة. فخرج جيش المسلمين بقيادة محمد - صلي الله عليه وسلم - حتي نزل جبل أحد وجعل ظهر الجيش للجبل. ووجهه للمدنية. ونزل المشركون ببطن الوادي من قبل أحد واستحضر الرماة. وكانوا خمسين رجلا بقيادة عبدالله بن جبير الإنصاري. وصفهم خلف الجيش علي ظهر الجبل وقال: لا تبرحوا مكانكم إن رأيتمونا ظهرنا عليهم. وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تبرحوا أيضا. كانت تلك أوامر قائدهم. التي كانت لتنفيذ أوامر الرسول صلي الله عليه وسلم قبله. والتي قال فيها للرماة: "لا تبرحوا مكانكم إن نحن نصرنا أو قهرنا" فعصوا أمره ونزلوا حينما رأوا نصر المسلمين في أول المعركة. ولاحت أمامهم الغنائم سائغة فشغلوا بعرض الدنيا عن أمر الرسول فهزموا حينما فاجأهم خالد بن الوليد. بعد ان خلا مكان الرماة. فانقلب انتصار المسلمين إلي هزيمة. وزلزلوا زلزالا شديدا. وسبب الابتلاء التنازع لذا ينبغي الاتفاق لذا ينبغي الثبات. والعصيان لذا ينبغي طاعة القائد. هكذا تحوَّل فرح المسلمين بالنصر في أول معركة أحد إلي مأثم بعد ان خرجوا علي أمر رسول الله صلي الله عليه وسلم - وقائدهم. وتكبد المسلمون فيها خسائر فادحة.