فرضت حملة الاساءة للرسول "صلي الله عليه وسلم" علي الدول الاسلامية التحرك للدفاع والتعريف بالاسلام في الدول غير الاسلامية طرح فكرة انشاء ملحق ديني في كل سفارة اسلامية في الدول غير الاسلامية للقيام بمهام التعريف بالاسلام. والوقوف علي اي هجوم بوجه الاسلام.. وتهدئة الاوضاع عند الشعوب الاسلامية. وتوطيد العلاقات مع العالم الخارجي. "عقيدتي".. طرحت الفكرة علي رجال السلك الدبلوماسي وعلماء الاسلام. الكل رحب بالفكرة من حيث المبدأ لكن رجال الخارجية كان لهم رأي آخر. يقول السفير محمود عبدالجواد مساعد وزير الخارجية الأسبق: فكرة انشاء ملحق ديني بكل سفارة في الدول الخارجية هي فكرة صائبة وجيدة من حيث المبدأ ونحن نؤيدها تماماً كعامل قوي للدفاع عن الاسلام. والرد علي اي هجوم علي ثوابت الدين الاسلامي. ولكن هذه الفكرة العبقرية لو طرحناها علي ارض الواقع لوجدناها تصطدم بعدة عوائق قد تؤدي إلي عدم اخراجها إلي ارض الواقع. فتكاليف انشاء ملحق ديني في كل سفارة بالخارج مكلف جداً. ويحمل ميزانية البلد اعباء مادية كبيرة ونحن في ظروف لاتسمح علي الاطلاق بتحمل نفقات زائدة عما هو كائن. هذا بالاضافة إلي تقبل الدول الخارجية لهذه الفكرة ام لا. فقد لاتتقبلها بعض الدول. او ترفضها وهناك نستطيع نحن الخارجية المصرية ان تعترض وضعاً مرفوضاً في تلك الدول وبالتالي لايمكن انشاء هذا الملحق الديني. اتفاقية فينا ويضيف السفير عبدالجواد: ولايخفي علينا نحن العاملين في السلك الدبلوماسي ان اتفاقية فينا للعلاقات الدبلوماسية عام 61 لاتنص في بنودها بند الملحق الديني مما يعني استحالة انشاء هذا الملحق. لاننا جميعاً ملتزمون ببنود الاتفاقية كما تلتزم بها جميع دول العالم. وبالتالي ستخرج علينا البعض من الدول ويلزمنا بالاتفاقية التي لاتنص علي الملحق الديني. ووسط هذه الصعوبات علي ارض الواقع الا انه يمكن ان تنفذ بطرق اخري كما يقول السفير محمود عبدالجواد: الازهر لديه بعثات في معظم دول العالم.. وهذه البعثات لها باع طويل في العمل الدعوي والتعليمي بالخارج فمن الممكن ان يعين رئيس البعثة في السفارة المصرية ويعمل تحت رئاسة السفير المصري. ويقوم رئيس البعثة بترتيب اوراق الدفاع والتعريف الاسلام ويكون حلقة اتصال بين السفارة وبين الادباء والمفكرين ورجال الثقافة وزعماء الاديان.. للحيلولة دون ظهور اي اهانة للاسلام والرموز الاسلامية ويسعي لوأد اي فتنة في مهدها من خلال عمله واتصاله برموز المجتمع المتواجد فيه.. ويمكن ان نفعل هذه الفكرة عن طريق الملحق الثقافي بالسفارة. فيكون من ضمن اعماله عملية التعريف والدفاع عن الاسلام. والثوابت والفكر الاسلامي في الدول الاجنبية. وأري ان هذه الفكرة ادعي للتطبيق لان القسم الاسلامي سوف يتبع الملحق الثقافي المعترف به. ولن يكلف الدولة اعباء كثيرة لان القسم الديني بالسفارة سوف يقدم به البعثة الازهري او رئيسها. ويليق كل ذلك بالقطاع الثقافي في وزارة الخارجية. مع العلم ان بالخارجية المصرية مسئولاً عن الشئون الديني ويرأسه نائب مساعد الوزير للشئون الدينية. ولكن التوصيف هو الشئون الدينية وليست الاسلامية. فيكون هذا العمل خارج نطاق الفكرة المعروضة. ولذلك فمن الاصوب هو اسناد القسم الاسلامي إلي الملحق الثقافي وهذا امر يسير ويحقق الهدف بلا تكلفة. ولاتعقيدات. المشاكل الاجتماعية اذا كان هذا هو رأي العاملين في المجال الدبلوماسي الا ان علماء الاسلام لهم رأي آخر حيث رحبوا بالفكرة وطالبوا بخروجها فوراً علي ارض الواقع. يقول الشيخ محمد جميعة مدير عام الاعلام بمكتب الامام الاكبر ومن العلماء الذين عملوا في بعثات الازهر بالخارج. هذه الفكرة من اعظم المبادرات خاصة في الوقت الحالي حيث الاساءة "للرسول صلي الله عليه وسلم" ورد الفعل الشديد من قبل الشعوب الاسلامية. واحب ان اعود بالذاكرة إلي الوراء خاصة إلي عهد الامام الاكبر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الازهر الاسبق. فقد طرح الامام الراحل هذه الفكرة في ثمانينيات القرن الماضي. وعرضها علي المسئولين والساسة ورجال الخارجية. وتحمس لها البعض ودخلت الادراج وتاهت مع تعاقب الايام والسنين. ويمكن تنفيذ هذه الفكرة من خلال مبعوثي الازهر حيث يعملون ولديهم القدرة والقبول في الخارج علي تلطيف الجو مع الدول الاخري. وصد الاساءة بالطريق العلمي والفكري. اضف إلي ذلك ان الملحق الاسلامي في اي سفارة بالخارج سوف يساعد في حل المشكلات الاجتماعية للمسلمين في تلك الدول. ولقد لمست هذا جلياً اثناء عملي مبعوثاً للازهر في امريكا ورأيت ان المسلمين هناك في امس الحاجة للملحق الديني في السفارة المصرية لحل المشاكل الاجتماعية والشرعية. التواصل الفكري ويضيف الشيخ محمد جميعة: الملحق الديني بالسفارة سوف يعمل علي التواصل بأهل الفكر والرموز الدينية في تلك الدول للحيلولة دون ظهور أي تيار معادي للإسلام وثوابته. كما ان هذا التواصل سوف يخلق جواً من الود والتلاقي الفكري بين المسلمين المفكرين الغرب- علي وجه الخصوص- الامر الذي يزيل اي شبهات تدور في اذهان مفكري الغرب فضلا عن انه سوف يحكم عمله وتواجده يكون قد كشف عن نظرة تلك الدولة المتواجد بها للاسلام والمسلمين ويقوم هو بمساعدة السفارة بطبع كتب توضح حقيقة الاسلام والرد علي الشبهات وتكون بلغتهم وقريبة لفهمهم. امن قومي ويطالب الشيخ عبدالعزيز النجار مدير الدعوة بالازهر بتفعيل فكرة انشاء الملحق الاسلامي بالسفارات الاسلامية في الخارج ويقول لابد ان تدرك الدول الاسلامية. وعلي وجه الخصوص الخارجية الاسلامية ان الاسلام امن قومي لتلك الدول.. لابد من توظيف جميع الطاقات للحفاظ علي الامن القومي لتلك الدول. وعدم السماح باختزان امننا القومي ولذلك لابد من تفعيل الفكرة بشرط ان يكون تنسيق بين الازهر والخارجية المصرية. مع وضع آليات فكرية وعلمية للانطلاق خارج الاقطار الاسلامية. ويضيف: المسلمون مأمورون بالدفاع عن الاسلام والذود عنه. بل بنشر الاسلام والتعريف به وهذا فرض علي الامة الاسلامية. ويجب ان تفيق الدول الاسلامية للحفاظ علي امنها القومي وتبني فكرة الدفاع عن الاسلام ونشره. والتعريف به. فكرة ثورية يطالب د.عبدالله الصبان استاذ الحديث بجامعة الازهر الحكومة المصرية بتبني هذه الفكرة علي اعتبارها إحدي اطروحات الثورة المصرية المباركة. والتي سوف تعمل علي النفع الكبير بالاسلام والمسلمين. فملحق اسلامي بكل سفارة المفروض هو الشيء الطبيعي فنحن -مثلا- دولة مسلمة. والدفاع والتعريف بالاسلام اهم مهامها وبالتالي أري انها اهم آليات الخارجية المصرية في الوقت الراهن.