* تسأل سناء محمد عثمان من المرج : أريد معرفة وصف أم معبد لرسول الله صلي الله عليه وسلم؟ ** يجيب د. عادل عبدالله عبدالشكور من علماء الأوقاف. قالت : بينما أنا جالسة بفناء خيمتي مر علي قوم نفد زادهم وأصابهم جهد كبير وطلبوا مني أن أبيعهم أي طعام فقلت لهم : والله لو كان عندنا شئ ما أعوذكم القري .. فنظر أحدهم إلي شاة في كسر الخيمة وقال لي ما هذه الشاة يا أم معبد .. فقلت له : هذه شاة خلفها الجهد عن الغنم فقال : هل بها من لبن .. قلت : هي أجهد من ذلك قال : أتأذنين لي أن أحلبها .. فلما أذنت له أمسك بالشاة ومسح علي ضرعها وذكر اسم الله وقال : "اللهم بارك لها في شاتها" فدرت لبنا غزيزاً فطلب إناء فملأه وسقاني أولاً. قلت : سقاك أولاً قالت : نعم سقاني أولاً .. ثم سقي أصحابه ثم شرب هو بعدنا وقال وهو يشرب "ساقي القوم آخرهم". قلت : لم يغادرنا إلا بعد حلب الشاة ثانية وترك لنا اللبن لنشرب منه .. فلما حضر زوجي وكان يسوق أمامه أعنزاً عجافا هزلي. قلت مقاطعاً : أظنه ذهل من المفاجأة. قالت : لقد عجب من هذا الأمر وقال لي من أين لك هذا والشاة عازبة ولا حلوبة في البيت فقلت له : لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك .. ثم قصصت له ما حدث .. قال والله أني لأراه صاحب قريش الذي يطلب .. صفيه لي يا أم معبد. قلت : وصفيه لنا يا أم معبد .. صفي لنا رسول الله صلي الله عليه وسلم. قالت :لقد رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة منبلج الوجه حسن الخلق لم تعبه ثلجة "وهي ضخامة البطن" ولم تزد به صلعة "وهي صفر الرأس" وسيم قسيم في عينيه دعج وفي أشفاره وطف "أي أن شعراً جفانه طويل" وفي صوته صحل يعني ليس حاد الصوت أحور أكحل أرج أقرن شديد سواد الشعر في عفقه سطح "أي ارتفاع وطول" وفي لحيته كثافة إذا صمت فعليه الوقار وإذا تكلم سما وعلاه البهاء وكأن منطقه حززات نظم يتحفرن حلو المنطق فصل لانزد ولاهذر أجهر الناس وأجمله من بعيد وأحلاه وأحسنه من قريب ربعة لاتشنؤه من طول ولا تقتحمه عين من قصر غصن بين غصنين فهو أنضر الثلاثة منظراً وأحسنهم قدراً له رفقاء يحفون به إذا قال استمعوا لقوله وإذا أمر تبادروا إلي أمره محفود محشود لا عابث ولا مغند. قلت : أكملي وصف رسول الله صلي الله عليه وسلم يا أم معبد. قالت : لقد وصفته بقدر ما أستطيع. قالت: وماذا قال لك زوجك بعد أن وصفتيه. قالت: قال: هذا والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر ولو كنت وافقته يا أم معبد لالتمست أن أصحبه ولأفعلن إن وجدت إلي ذلك سبيلاً. قلت : وماذا كان من أمرك أنت يا أم معبد. قالت : لقد آمنت برسول الله صلي الله عليه وسلم ولحقت به في المدينة. قلت : سعدت يا أم معبد .. وسعدنا بالاستماع إلي قصتك.