المسلم الحق الصادق لابد وأن يعرف ما له وما عليه - ما عليه لله وما عليه للناس معرفة حقيقية صادقة وما له عند الناس وما له عند الله ويكون معتدلا في كل شيء وفي أفعاله وأقواله وتصرفاته وأن يخلو قلبه من الحقد والحسد أي الحقد علي ما عند الناس من خير ويدرك ادراكا حقيقيا لا غبار عليه بأن هذا العطاء من الله.. فالله يرزق من يشاء بغير حساب ولا يكون عند حسد علي نعمة إعطاء الله تعالي لملخوق فعطاءات الله لا تتناهي ونعم الله كثيرة لا ينكرها إلا جاحد ولا تحصي ولا تعد "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها" وعلي المسلم الحق أن يبتعد عن الكذب والنميمة وأن لا يتكلم بالنميمة علي أي مخلوق وأن يترك الأمور لله فهو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم وكذلك الكذب وكلنا يعلم ان الكذب ضد الإسلام لانه يبعد الحقائق ويزيد الشرور والآثام ولعلنا نعم قول الرسول - عليه السلام - للأعرابي عندما سئل أيكون المسلم بخيلا قال نعم. وقال أيكون المسلم جبانا قال نعم. أيكون المسلم كذابا قال لا فالكذب ضد الإسلام والكذب طريق الخائنين طريق عدم التوثيق فالرسول - عليه السلام - قال للأعرابي: كن صادقا وما عليك أي تحلي بالصدق وابتعد عن الكذب وما عليك شيء ولا ينالك شيئا والمسلم الحق عليه أن يحفظ عبثية النظر إلي ما حرمه الله وأن لا يزدري بهما مسلماً ولعلنا نتذكر الاعرابي الذي جاء إلي رسول الله - صلي عليه وسلم - وقال يا رسول الله أنا لا أصوم إلا شهرا ولا أصلي إلا الخميس ولا أزيد عليه وليس لله في مالي صدقة ولا أتطوع أين مكاني إذا أنا مت قال النبي - عليه السلام - في الجنة يا أعرابي - قال الأعرابي يا رسول الله جعله في الجنة قال النبي نعم وفي الجنة إن حفظت قلبك من أنين الحقد والحسد وان حفظت لسانك من الكذب والنميمة وان حفظت عينك من التبئن النظر إلي ما حرم الله وان نزدري مسلما يا أعرابي ان حفظت ذلك دخلت في معي الجنة علي راحتي هاتين ونحن نري في شوارعنا وميادينا اليوم كذب وافتراء حقد وحسد غيبة ونميمة لا يريدون مصلحة للإسلام ومصر بل مصالحهم الشخصية ومنافعهم الفردية وفوائدهم ومخصصاتهم غير ناظرين لمصلحة مصر والمسلمين ناسين أو غير متذكرين لقوله تعالي: "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين".