يعد تيسير زواج اليتيمات من المشروعات الرائدة التي تتنافس فيها الجمعيات الخيرية ليس في مصر فقط بل إن المهاجرين المصريين إلي الخارج بدأوا تطبيق تلك التجربة الفريدة التي بدأتها الجمعية الشرعية قبل سنة ثم بدأت في الانتشار ابتغاء مرضاة الله واعفافا لمن فقدن رحمة الآباء فأصبح أهل الخير كلهم آباء لهن في الله. - أعانت 46344 يتيمة من الفتيات اليتيمات علي الزواج. البداية يؤكد الدكتور محمد المختار المهدي الرئيس العام للجمعية الشرعية أن الفكرة انبثقت من مشروع كفالة الطفل اليتيم الذي بدأته الجمعية في بداية الثمانينيات وحقق نجاحا كبيرا وكان بداية الخير لكل المشروعات الخيرية ومنها مشروع تيسير زواج الفتيات اليتيمات الذي بدأ بقرية اسطنها مركز الباجور منوفية علي يد الدكتور هاني عبد الحميد فرج ومنها انتشر في كل المنوفية ووافقت الجمعية الشرعية علي تعميمه لتذليل الصعاب التي قد تواجه زواج الفتاة اليتيمة وتفادي المشكلات التي قد تبرز أمام الأم والفتاة عندما لا تجد الأم ما تستطيع أن توفر به احتياجات ومطالب الزواج الذي صار في وطننا عبئًا ثقيلاً نتيجة تحكم العادات والتقاليد التي تقضي بأن يتحمل أهل العروس بعض تكاليف أثاث بيت الزوجية مما قد يؤدي إلي طول فترة الخطبة أو عرقلة إتمام هذا الزواج لعجز الأم عن توفير المطلوب منها وهاتان الحالتان قد تؤديان بالفتاة إلي اليأس أو الانحراف عن الجادة. وأشار إلي أن المشروع يقوم علي أن توفر الجمعية الرئيسية وفروعها الاحتياجات الضرورية اللازمة لإتمام زواج الفتاة مثل: قطن التنجيد والقماش والبوتاجاز والغسالة العادية وأطقم الميلامين وأطقم الأواني الألومنيوم للمطبخ والمطابخ الخشبية وفي بعض الأحيان توفر الجمعية حجرات نوم كاملة. وانهي كلامه بالتأكيد علي أن اليتيمة ليس معني وفاة أبيها أنها لا تجد من يتحدث باسمها في زواجها وترتكن إليه في اختيار رفيق رحلتها والإعداد لهذه الرحلة ولكن بعد أن غاب أبى اجتمع حولها خمسة آباء أو أكثر يسألون عن خاطبها ويقفون معًا لأجل وصولها إلي بيتها الجديد في عزة وطمأنينة. وبين عائلة كبيرة هؤلاء هم أعضاء مجلس إدارة فرع الجمعية الشرعية المسئول عنها. وإذا كان العرف السائد الآن يقضي بأن جهاز العروس يدخل في صلب الصداق وأن الشباب في بدء حياته الزوجية لا يستطيع أن يقوم بأعباء هذا الجهاز وحده بحكم الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها وأن أهل كل فتاة يتكفلون بالتعاون مع الزوج في هذه المتطلبات وبما أن الأب هو الملزم الأول بهذا التعاون فغيابه يلقي العبء علي الأمة في القيام بهذا الواجب نيابة عن الأب الغائب وسدًا لثغرات الفساد في المجتمع وإعطاءً لحق الإعفاف لهؤلاء اليتيمات وتمكينًا لهن من خدمة المجتمع في تربية جيل مستقر نفسيًا ودينيًا. من هنا تستمد الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية الأصل الشرعي لرعاية الفتيات اليتيمات وتقديم الضروريات لهن بصفة عينية عند بلوغهن مبلغ الزواج قيامًا منها بفروض الكفاية وسد حاجات المعوزين ورفعًا للحرج عن الأمة . خطوات عملية وعن خطوات المشروع قال المستشار محمد إبراهيم ..المشرف العام علي مشروع تيسير تزويج اليتيمات بالجمعية الشرعية: تتقدم الأم أو الفتاة الراغبة في صرف إسهام الجمعية الشرعية في زواجها إلي المسجد التابع للجمعية والذي يقع في دائرته محل إقامتها فيقوم المسجد بناءً علي ذلك بعمل بحث اجتماعي للفتاة للتأكد من أنها في حاجة إلي صرف هذه المساهمة والتأكد من أنها لم يتم زواجها فعلاً والأصل أن يقوم الفرع مستقلاًّ عن الرئيسية بتوفير المعونة العينية للفتاة. وفي هذه الحالة ينبغي أن يشتمل ملف الفتيات علي البحث الاجتماعي وصورة شهادة وفاة الأب وصورة عقد القران وصورة البطاقة الشخصية للفتاة والعائلية للأم و نموذج اختيار المعونة العينية بتوقيع الفتاة والأم وفاتورة شراء الأصناف وإيصال استلام الفتاة لمعونة الجمعية. وعن الحل إذا لم يستطع الفرع وحده تحمل تكاليف تجهيز اليتيمة قال المستشار محمد إبراهيم : يقوم الفرع بطلب مشاركة الرئيسية في توفير المساهمة لعدم وجود رصيد كافي لديه لمواجهة حالات الزواج العاجلة أو التي لا تتحمل الانتظار حتي اكتمال الرصيد يقوم الفرع بإعداد ملف الفتاة كما سبق بيانه بالكامل عدا فاتورة الشراء وإيصال استلام الفتاة للمعونة وتقوم الفروع بتسليم الملفات إلي مشرف القطاع بعد إثبات رغبات الأم والفتاة في نموذج اختيار المعونة والتوقيع عليه منهما واعتماده من الفرع بعد توقيع اللجنة المختصة بتسليم المساهمة و يقوم مشرف القطاع بتسليم الملفات إلي مشرف تيسير زواج الفتيات اليتيمات بالمحافظة والذي يقوم بدوره بتسليمها إلي مشرف المشروع بالرئيسية فيحولها بعد اعتمادها إلي المختص بالمراجعة .وبعد المراجعة يقوم المختص بتحرير طلب توريد للخزينة بقيمة المساهمة المطلوبة ويسلمه لمشرف المحافظة الذي يقوم بالتوريد مقابل إيصال من الخزينة يستخدمه في تسوية المبلغ المورد في الفرع الرئيسي للمحافظة ويقوم المختص بالرئيسية بعد قيد رقم إذن التوريد علي الطلب وإرفاقه بالملف له بتحرير إذن صرف للأصناف المطلوبة لكل محافظة وتسليمه إلي مشرف المشروع بها ويقوم المشرف باستلام المساهمات المخصصة لمحافظته بموجب إذن الصرف المذكور وتسلم المساهمات للفتيات حيث يوقعن باستلامها علي إيصالات الاستلام وتسلم هذه الإيصالات للرئيسية لإرفاقها بالملفات وانهي كلامه بتوضيح كيفية المساهمة في المشروع للراغبين قائلا: المساهمة في المشروع تكون عن طريق التبرع المالي أو العيني للجمعية الشرعية الرئيسية أو فروع الجمعية علي مستوي المحافظات ويمكن المساهمة بالتبرع بتجهيز فتاة أو أكثر أو المشاركة في تجهيز فتاة واحدة بتحمل جزء من نفقاتها وهكذا تمضي الجمعية الشرعية في طريقها لقضاء الحوائج للمحتاجين ورفع الكرب عن المكروبين حيث تمت حتي الآن المساهمة في زواج جميع الفتيات اللائي تقدمن وعددهن 46704 في 23 محافظة من خلال 1130 فرعا ومكتبا وبلغت تكاليفه أكثر من 27 مليون جنيه وبالتحديد 27209544 جنيها. جمعية التقوي وعن تجربة جمعية التقوي في تنفيذ مشروع تيسير زواج الفتيات اليتيمات قال علي محمود الديب رئيس مجلس الإدارة: بمساهمة أهل الخير نساعد هؤلاء الفتيات اليتيمات تساعد علي تأثيث بيت مسلم وتدخل الفرحة علي قلب مسلم ومسلمة وعائلات كثيرة فقدت عائلها كنت أنت السبب في إدخال الفرحة علي قلوبهم وقد تم توفير الكثير من الاحتياجات لعرائس كثيرة حتي الآن وتوجد العديد من الفتيات اللاتي تحتجن إلي مساعدتنا بإذن الله في تحقيق أهدافنا بجعل الفتاة اليتيمة المقبلة علي الزواج تشعر بأنها لا تواجه متاعب الحياة بمفردها ولكن المجتمع ككل يقف معها مما يؤدي للمساهمة في بناء بيت مسلم والقضاء علي الفحشاء بالمساهمة في هذا المشروع . وعن كيفية التنفيذ قال عمرو احمد المحمدي نائب رئيس مجلس الإدارة :هناك حالتان أولاهما: فتاة يتيمة ضمن اسر الجمعية ويتم عمل ملف خاص بالأسرة تحت بند تيسير الزواج وإعطائها كودا خاصا بها وتسجيل كل ما يتم تسليمه للفتاة لتأكد المتبرع أن هذه الأشياء تم استلامها من قبل الفتاة وكتابة تعهد علي أم الفتاة اليتيمة بإعادة الأشياء المستلمة في حال عدم إتمام الزواج لا قدر الله. وانهي كلامه بقوله: نحن نحاول أن نساعد كل فتاة يتيمة أو فقيرة بدون عائل لها مقبلة علي الزواج ولا تستطيع توفير معظم الاحتياجات الأساسية بداية من الأثاث حتي فستان الزفاف وبدلة الفرح وكل مسلم مدعو للمساهمة معنا في مساعدة هؤلاء الفتيات اليتيمات في تأثيث بيت مسلم وتدخل الفرحة علي قلب مسلم ومسلمة وعائلات كثيرة واذا كان قد تم توفير الكثير من الاحتياجات لعرائس كثيرات حتي الآن إلا أن هناك فتيات كثيرات يحتجن للمساعدة من خلال المساهمة بالتبرع. اقتراحات بناءة تقترح ناهد المنشاوي رئيس جمعية أحباب الله أن يتم العمل علي إيجاد أوقاف خيرية ثابتة يصرف ريعها علي مساعدة الفتيات الفقيرات عامة واليتيمات خاصة في تكاليف الزواج ولا مانع من أن يمتد ذلك الي الشباب الفقراء وكذلك تفعيل دور الزكاة والصدقات في تجهيز الفتيات اليتيمات وتمويل مشاريع الزواج الجماعي من أجل تقليل المصاريف وإعانة المحتاجين ولا مانع من تخصيص بعض حفلات الزواج الجماعي لليتيمات فقط. خارج الحدود الطريف أن فكرة مشروع تيسير زواج اليتيمات انتقلت الي خارج مصر حيث طبقها مسجد "الفتح" في العاصمة النمساوية فيينا وقد كتب عنه الشيخ رمضان إسماعيل الذي أكد انه بدأ منذ أربع سنوات امتدادا لفكرة مشروع تيسير زواج الفتيات اليتيمات الذي ينفذ داخل محافظات مصر بهدف تذليل الصعاب التي قد تواجه زواج الفتاة اليتيمة نظراّ لتحكم العادات والتقاليد التي تقضي بأن يتحمل أهل العروس بعض تكاليف أثاث بيت الزوجية مما قد يؤدي إلي طول فترة الخطبة أو عرقلة إتمام هذا الزواج أصلاّ لعجز الأم عن توفير المطلوب منها ويقوم مشروع مسجد الفتح علي توفير الاحتياجات الضرورية اللازمة لإتمام زواج الفتاة مثل البوتاجاز والغسالة العادية. وأطقم الميلامين وأطقم الأواني الألومنيوم للمطبخ. أشار الشيخ عبدالعال عياد أحد القائمين علي المشروع إلي أنه قد تم توفر احتياجات ومطالب الزواج ل 12 فتاة حتي الآن وإلي جانب مشروع زواج اليتيمات قامت إدارة المسجد في الأعوام السابقة بتوزيع أكثر من 120 بطانية من أجود الأنواع علي الأسر الفقيرة الغير قادرين وعلي الأيتام و الأرامل التي تعاني من عدم وجود أسقف بالمنازل لحمايتهم من برد الشتاء القارص ويتم هذا كله بالتبرع و المشاركة في هذه الحملة سواء من الأفراد أو رجال الأعمال. مسارعة إلي الخير وعن كيفية تشجيع الناس علي المساهمة في مشروع تيسير زواج اليتيمات قال الدكتور احمد عمر هاشم الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر: لاشك أن اليتيمة تكون في شدة مادية بعد صدمتها النفسية من خلال اليتم مما يجعلها ضمن طائفة المبتلين الذين قال الله عنهم "وَلَنَبلُوَنَّكُم بِشَيءي مِّنَ الخَوفِ وَالجُوعِ وَنَقصي مِّنَ الأَموَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ" . وواجب علينا شرعا ان نحاول الخروج بها من هذا الابتلاء أو التخفيف عنها بتشجيع الإنفاق في سبيل الله القائل "الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَموَالَهُم بِالَّيلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وعلانية فَلَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبِّهِم ولا خَوفى عَلَيهِم ولا هُم يحزنون" وقوله "مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَموَالَهُم فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةي أَنبَتَت سَبعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةي مِّاْئَةُ حَبَّةي وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعى عَلِيمى" واضاف الدكتور عمر هاشم: علينا ان ننشر الوعي لدي المواطنين عامة وأهل الخير والفضل خاصة بقول رسول الله صلي الله عليه وسلم "ما مِن عبدي أنْعَمَ الله عليهِ نِعْمَةً فَأَسْبَغَها عَلَيْهِ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ حَوَائِجِ النَّاسِ إِلَيْهِ فَتَبرَّم. فَقَدْ عَرَّضَ تِلْكَ النِّعْمَةَ لِلزَّوال" .وقول رسول الله صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "إن لله عباداً يختصهم بالنعم لمنافع العباد فمن بخل بتلك المنافع علي العباد نقلها الله تعالي عنه وحولها إلي غيره".