«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كشفت عنها دراسة علمية بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية
القضايا المعاصرة الشائكة في رؤية "النور" و"الحرية والعدالة"
نشر في عقيدتي يوم 05 - 06 - 2012

صعد التيار الإسلامي بقوة بعد ثورة 25 يناير.. سيطروا علي بعض مراكز صنع القرار وينافسون علي البقية حتي الآن وأبرزها رئاسة الدولة.. تحمس لهم البعض وتخوف منهم البعض. مما أثار بلبلة في نفوس الرأي العام ما بين مؤيد لهم ومعارض.. وهذا ما دفع الدكتورة سوسن فايد -أستاذة علم النفس السياسي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية- إلي القيام بدراسة علمية علي عينة من الإسلاميين بحزبي الحرية والعدالة والنور تحت عنوان "نخبة من تيار الإسلام السياسي تجاه الديمقراطية" حاورتها "عقيدتي" حول دراستها ومختلف القضايا المطروحة علي الساحة فماذا قالت؟
* ما الهدف من إجراء هذه الدراسة؟
** تهدف الدراسة إلي محاولة فهم ورصد توجهات التيار الإسلامي نحو قيم الديمقراطية التي تحدد مدي قدرة هذا التيار الإسلامي متمثلاً في حزبي "الحرية والعدالة" و"النور" علي التطور في الحياة السياسية بمصر وليس الهدف نقد الإسلاميين بل الاجتهاد في الفهم والتفسير وحسب فإن هذا في حد ذاته هدف يستحق الجهد والسعي.
وبناء عليه طرحت عدداً من التساؤلات وصولاً للإجابات التي تحقق الهدف من الدراسة حول:
مفهوم الديمقراطية لدي تيار الإسلام السياسي بين مفهوم الديمقراطية الليبرالية وثوابت الشريعة الإسلامية؟
وموقف تيار الإسلام السياسي من الاقتباس من الغرب وقراءة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؟
وما هي رؤي نخبة الإسلام السياسي من قضايا المواطنة والمرأة.. وما هي رؤية النخبة في آليات إدارة السياحة؟. كذلك الوقوف علي رؤية النخبة من الإسلام السياسي تجاه الفنون وأشكال الإبداع بوجه عام والقيم الحاكمة في هذه المجالات؟. وما موقف تيار الإسلام السياسي من إحياء الخلافة الإسلامية؟
* ما هي العينة التي طبقت عليها الدراسة؟
** اخترت 30 عضواً من حزبي الحرية والعدالة والنور كنموذجين معبرين عن تيار الإسلام السياسي في مصر حاليا الذي يمثل الأغلبية في نتائج الانتخابات البرلمانية .2012
اعتمدت في تعريفي لحزب الحرية والعدالة علي كونه يدعو لشمولية الإسلام أي الدعوة للإسلام الشامل لكل أوضاع الكون والمجتمع والفرد. بالإضافة إلي عمله من خلال المجتمع وليس خارجه. وبالتالي فدعوته جماهيرية تتجه لمفهوم الناس وتسعي لتبني قضايا المجتمع الحقيقية.
* ماذا بالنسبة لحزب النور؟
** حزب النور أيضا تم تصنيفه في الدراسة لأن هويته تنبثق من المدارس الفلسفية التي تتسم ملامحها الأصلية بدعوة تقوم علي أولوية النص وتقديمه علي العقل وعلي ترجيح حجة النص علي حجة التأويل والعقل. فهي تعني الرجوع إلي الكتاب والسنة.
وقد قمت بتصميم دليل مقابلة يتضمن عدداً من المحاور تدور حول مفهوم الديمقراطية وقيمتها وآليات تطبيقاتها من وجهة نظر بعض القيادات والبرلمانيين المنتمين لهذين الحزبين.
أبرز التحديات
* في رأيك ما هي أبرز التحديات التي تواجه الإسلاميين؟
** التحدي الأساسي الذي يواجه الإسلاميين هو قدرتهم علي إعادة تعريف الديمقراطية باعتبارها مفهوماً يرتبط بالسياق الثقافي الاجتماع.
تحاول عينة النخبة من حزب الحرية والعدالة في تعاملها مع الديمقراطية أن تحافظ علي ثوابت الشرع وقيم الحرية والتعددية والتسامح والحوار دون أن يعني ذلك بتبني الديمقراطية بإطارها الفلسفي ومضمونها التنافسي الصراعي.. بل يرون انتقاء هذه القيم وإدخالها في نطاق أخلاق الشريعة أي تنافس بشرف وصراع علي المصلحة العامة والعفة والفضيلة بعيدة عن الإباحية.
كما أكدوا علي تطبيق مبدأ الشوري وهو مبدأ أساسي يجب أن تقوم عليه الدولة الإسلامية بكل مؤسساتها. فالشوري منهج عام لإدارة مختلف جوانب الحياة في الدولة والشوري هي قيمة إيمانية يتربي عليها كل أفراد المجتمع.. وأكدوا أن الشوري تعني أن يعيش الناس أحراراً. وتجعل من الشعوب سادة أنفسهم وذلك في حدود شرع الله أي الالتزام بأن تكون الشريعة علي المصدر الرئيسي للتشريع في البلاد.
نري أن حزب الحرية والعدالة يحاول أن يتواصل مع المكون الثقافي والاجتماعي للمواطن المصري الذي تحركه المشاعر الدينية في الالتزام بثوابت الشرع أو علي حساب استحقاقات الديمقراطية مستغلا نظرة المواطنين إلي الممارسة القائمة في وقت النظام السابق ما قبل ثورة 25 يناير. بقدر من الشك والريبة وعدم الثقة.
* ماذا عن رؤية حزب النور للديمقراطية؟
** يري ضرورة تصحيح عقيدة المسلمين كسبيل لفلاحهم في الدنيا والآخرة. فهم يرفضون مفهوم الديمقراطية الليبرالي. ويرون أن الديمقراطية تدعو أحياناً للخروج علي الدين من خلال إطلاق العنان للحريات المطلقة. وأكدوا بالإجماع علي أن الديمقراطية التي يعرفونها مرتبطة بالشريعة. وكان التعليق علي حد قولهم: "إننا لا نقبل أن يكون الحكم لغير الله". وهذا ترسيخ لمفهوم الحاكمية الذي قدمه سيد قطب لذلك لا يعترفون بأن ذلك الشعب هو مصدر السلطة التشريعية بل الحكم لله أي السعي لتطبيق حدود الله والسنة النبوية والأخذ بمبدأ النهي عن المنكر والأمر بالمعروف ولكن ليس بالعنف بل باللين. ومع أن حزب النور يدعو إلي أولوية النص وتقديمه علي العقل ومع أنهم يرفضون فكرة الانتخابات رفضاً مطلقاً وإنها بدعة غربية. إلا أنهم علي حد مقولاتهم قبلوا مسألة الانتخابات علي ما فيها من مخالفة لأنها أقل مفسدة من ترك الساحة السياسية نهباً لأعداء الإسلام من العلمانيين والليبراليين.
الديمقراطية والشوري
* ما هي أوجه الاختلاف بين الديمقراطية ذات المرجعية الإسلامية والديمقراطية الليبرالية ذات المضمون الغربي؟
** أشارت النتائج إلي أن مدخل الخصوصية الثقافية والحضارية هو المدخل الأكثر استخداما من قبل تيار الإسلام السياسي. فالديمقراطية التي تحل الحرام أو تحرم حلالاً مرفوضة بحكم الخصوصية الثقافية والحضارية. ويرون أن حقوق الإنسان المتحررة من أي قيد أو شرط تعالج من خلال مدخل الخصوصية وأيضا حرية الرأي والتعبير يجب أن تكون مشروطة بضوابط أخلاقية يضمنها الالتزام الثقافي.
المفاهيم الغربية
* ماذا عن رؤيتهم فيما يتعلق بالاقتباس من المفاهيم الغربية؟
** يطرح الحزب نموذجاً يحافظ علي القيم الإنسانية القائمة باعتبارها تراثاً إنسانياً مشتركاً. وفي نفس الوقت يحافظ فيه علي قيم الإسلام الأساسية ومرجعيته العليا.. ويري مجتمع ؟ بالإجماع أن هناك اختلافاً بين الديمقراطية ذات المرجعية الإسلامية والمرجعية الليبرالية ذات المضمون الغربي لأن الغرب يختلف عن الشعوب الإسلامية في تطبيقات الديمقراطية التي ترتبط بحريات مطلقة ليست لها حدود. أما نحن في مجتمعنا الإسلامي فلنا منهج وشريعة وعادات وتقاليد يجب أن نلتزم بها ولا نتجاهلها أو نخرج عليها.. ورغم هذا الاختلاف قرر البعض موافقته علي الاقتباس أحياناً من المفاهيم الغربية ولكنها ليست أغلبية. وذلك بشرط أن يكون اقتباساً مفيداً لا يتعارض مع الشرع.
وهذه الشريحة تعبر عما عرف به جماعة الإخوان التي ينبثق منها حزب الحرية والعدالة من الحنكة السياسية ويتضح أن حزب الحرية والعدالة يهدف إلي توطين قيم ديمقراطية كمرجعية أساسية لثقافة مصر. بحيث إذا التقي الخطاب الديمقراطي مع استدعاء للمرجعية الإسلامية بات أصيلاً من أصالتها.
إعلان من حقوق الإنسان
* كيف يري حزب الحرية والعدالة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؟
** جاءت مقولاتهما إن الإسلام يحث علي إعطاء كل فرد حقه في الكرامة وحرية الرأي والتعبير والاعتقاد وحقه في المحاسبة مراقبة الحكومة.. وذلك دون تمييز علي أساس دين أو جنس أو لون. ونري أن الإسلام أحرص وأدق صياغة والأسبق في طرح قضية حقوق الإنسان وبقراءة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تجده لا يختلف أو يتناقض مع ما يحث عليه الإسلام من الحقوق. ولكن الاعتراض علي إطلاق الحريات دون حدود فنحن غير مجبرين علي تقليد الغرب فيما يخالف الشرع.
* ماذا عن حزب النور؟
** يثير أعضاء الحزب كثيرا من التحفظات حول مدي مواءمة الديمقراطية وتوافقها مع تعاليم الإسلام. ورفضوا فكرة الاقتباس من الغرب لأن المجتمع هو الذي يسعي لحل مشاكله بالطرق التي تتوافق مع عادات وقيم هذا المجتمع والشريعة الإسلامية. وأعلنوا رفضهم للإعلان العالمي لحقوق الإنسان استناداً إلي أن الشريعة الإسلامية كفلت للفرد المسلم حقوقه في الكرامة والحرية والعدالة مع عدم التمييز بين البشر علي أساس ديني أو عرقي أو جنسي وجاءت مقولاتهم إن هذا الإعلان مستمد من قراءات الغرب للإسلام. وأن العالم الإسلامي والعربي علي وجه الخصوص ليس في حاجة لهذا الإعلان لأن الشريعة الإسلامية كفلت حقوق الإنسان.
حقوق المواطنة
* ماذا عن حقوق المواطنة؟
** كقاعدة عامة يري الإسلاميون أن الذميين كالمسلمين في الحقوق والواجبات. إلا أن هذه القاعدة يقع عليها استثناء هو أن الدولة الإسلامية تشترط للتمتع بحقوق تولي بعض الوظائف مثل:
الحكم والقضاء وإمارة الجيش. توافر العقيدة الإسلامية في الشخص. ومن هنا كان التحفظ علي ولاية غير المسلمين للولايات العامة. ويري حزب الحرية والعدالة أن المسلمين والمسيحيين نبع واحد وهم متساوون في كافة الواجبات والحقوق. ولا يوجد تعارض بين تطبيق الديمقراطية في الدولة الإسلامية وممارسة حقوق المواطنة.
أما حزب النور فجاءت مقولاتهم إن الإسلام أقر حق غير المسلمين في الاحتكام إلي دينهم في أمور العقيدة والشعائر الدينية والأحوال الشخصية وأن الإسلام يحافظ علي الأقليات ويحترم كل الأديان ويوجد أمثلة كثيرة فعلها الرسول صلي الله عليه وسلم مع أهل الذمة بالمدينة.
قضايا المرأة
* ماذا عن إشكالية قضايا المرأة؟
** أشار الأعضاء إلي أن الله كرم المرأة وأعزها وأعطاها حقوقاً لم تأخذها في الجاهلية وحقوقاً لم تحصل عليها المرأة في الغرب مثل حقها في الميراث ونفقة الزوج. وأن الإسلام يعطيها الحق في العمل ولكن إذا لم تجد في نفسها قدرات خاصة ونوعاً من الإبداع ولم تكن في حاجة ملحة للمال. فبيتها مملكة لماذا تهجرها؟!
يرون أن المسئولية الأولي للمرأة تكمن في دورها في حماية الأسرة والحفاظ علي تماسكها وصيانتها. وأكدوا حقوق المرأة التي كفلها الإسلام خاصة حقها في التعليم والعمل. وهو ما يتناقض مع أول ممارسة للعمل السياسي في انتخابات مجلسي الشعب والشوري. حيث لم تمثل المرأة تمثيلاً حقيقياً في إطار أغلبية التيار الإسلامي.. ورفضت الأغلبية النموذج الذي تطرحه مؤتمرات الأمم المتحدة "المرأة والسكان والطفل". وأكد أعضاء الحرية والعدالة أن الحزب لا يوجد لديه أي تحفظات لوصول المرأة لأي منصب عدا منصب رئيس الجمهورية.
مستقبل السياحة
* كيف يري أعضاء حزبي الحرية والعدالة والنور إدارة السياحة في مصر؟
** بالنسبة لحزب النور رفضوا الاعتماد علي مصدر دخل يخالف شرع الله وأكدوا ضرورة القضاء علي انتشار الخمور والبارات والملاهي الليلية. وعلي السائح أن يحترم القيم والسلوك العامة للدولة التي يزورها وليس العكس أن تنقلب الدولة وتتخلي عن ثوابتها حتي تصبح ملائمة للسائح.
أما حزب الحرية والعدالة فيري ضرورة تطوير المنظومة الكاملة للسياحة لزيادة الدخل القومي بما لا يخالف شرع الله. فمصر تمتلك مقومات هائلة ويجب تشجيع القطاع الخاص علي الاستثمار وتسويق المنتج السياحي علي المستوي العالمي والعربي.
الفنون والإبداع
* ما هي رؤيتهم للفنون والإبداع؟
** تري عينة النخبة من الحزبين أنها مع أي فن يعمل علي الترقي بالشعب ويقدم موضوعات تخدم القضايا التي تهم أفراد الشعب بالشكل الذي يتسق مع قيمتها وعاداتها وأخلاقياتها ومع الإبداع الذي يرتقي بالروح والنفس. أما ما هو دون ذلك فسوف يتصدي الحزبان له بقوة ويغيرانه.
الخلافة الإسلامية
* كيف ينظر أعضاء الحزبين لمسألة الخلافة الإسلامية؟
** يري حزب الحرية والعدالة أن إحياء الخلافة الإسلامية ووصول الإسلاميين للحكم يبشر بنهضة كبيرة جدا وخير كبير للبلاد لأن الإسلاميين لديهم مشروع للتقدم والنهضة للبلاد من خلال تحقيق العدالة والقضاء علي الفساد. وأشار أعضاء حزب النور إلي أن هذا الحلم أصبح قريباً ومن السهل أن نحكم بشرع الله في مصر بل في معظم البلدان العربية وتحقيق الأمل في إحياء الخلافة الإسلامية.
تقييم موضوعي
* ما هو تقييمك للآراء التي صدرت من كلا الحزبين؟
** بالرغم من أن عينة النخبة من الحزبين في تعاملها مع قيم الديمقراطية تحاول أن تحافظ في آن واحد علي النصوص الإسلامية الملتزمة بثوابت الشرع. فضلا عن تأكيد حزب الحرية والعدالة تطبيق مبدأ الشوري. وسعي حزب النور إلي تصحيح عقيدة المسلمين كسبيل لفلاحهم في الدنيا والآخرة. نتوقع أن هذا سوف يؤثر علي قدرة التيار الإسلامي علي الوفاء باستحقاقات الديمقراطية مما قد يزيد من احتمالية دخول تيار الإسلام السياسي في نفق طويل من التناقضات. حيث لا يتفق سلوك العمل السياسي مع الفكر الإسلامي لأن صعوبات الواقع لن تمكن من الالتزام بمبادئ الشريعة بشكل يضمن حرفية التطبيق لقيم الديمقراطية وسوف يعلن المستقبل عن حقيقة هذه المعادلة الصعبة. فقداسة الدين لا يمكن أن تلتقي مع ألاعيب السياسة اللانهائية التي لا تحتفظ بسقف أخلاقي. فإما صدام مع المجتمع الدولي أو الاعتراف باستحقاقات الديمقراطية وفصل الدين عن السياسة. فكيف يمكن تطبيق مبادئ الدين بأخلاق السياسة؟!
توقع المستقبل
* ما هو توقعك في حال تولي حكم البلاد لأحد المرشحين الحاليين؟
** جماعة الإخوان لهم اتجاه واحد في الرؤية ويتسم حكمهم بالسمع والطاعة أي الديكتاتورية وهو ما يمكن أن يثير نوعاً من الجدل واحتمال الصدام مع المواقف الدولية. كما أن توليهم مقاليد الحكم سوف يدخلهم في مفاصل المجتمع وهو ما يؤدي إلي صعوبة إزاحة الجماعة وأفكارها وسيطرتها علي المجتمع "تتجذي ما في المجتمع". وهو ما يمثل خطورة.. أما المرشح الآخر برغم مرجعيته التابعة للنظام السابق فإنه يريد أن يثبت أنه قادر علي النهوض والنجاح ومواكبة أهداف الثورة. كما أن وجوده يحدث توازناً خاصة بعد سيطرة التيار الإسلامي بأغلبيته علي البرلمان.
* الخلافات السياسية والانفلات المتصاعد في حياتنا.. هل هو إفراز طبيعي لثورة 25 يناير؟
** ثبت تاريخيا أن الثورات شهدت العديد من الضحايا والدمار. أما ثورة 25 يناير فهي ثورة ذات طابع خاص كان لها قوة أسقطت نظاماً مستبداً ويري الغرب أنها بداية تاريخ جديد لأنها اتسمت بالسلمية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.