إني أري كما هائلا من الحقد والضغينة علي الإسلام والإسلاميين وكأن الإسلاميين قد نزلوا علي أرض مصر من كوكب آخر وكأنهم هم سر كل بلية وسر كل أزمة في الدنيا. فلما لا نتكلم بالعدل إما أن نتطاول علي الناس وأن نوجه التهم علي كل أحد. أري الشعار المرفوع الآن في مصر الشعب يشكك في الشعب الكل يخون الكل والكل صار متهما والأصل في أهل مصر هم الشرفاء وهم الأطهار الأخيار. وانظروا إلي أهلينا في البيوت أصحاب الفطر النقية. وأقول لكم بكل ثقة ومع هذه الأزمة أن الذي يدبر الأمر هو الله ولا يمر يوما إلا أزداد ثقة في أن الذي يدبر الأمر هو الله. فما حدث تم تحت سمع وبصر الملك ولو اجتمع شباب مصر وأهل الأرض ليحدثوا ما تم ما استطاعوا إلا بأمر الله. لذا أنا أثق أن الذي يدبر الأمر للنهاية هو الله. فرئيس مصر معروف وسأكشف عنه في موضوع الجمعة القادمة. وعلق قلبك بربك ولا تنطق إلا ما يرضي ربك فكونوا أهلا للأمانة ولقيادة السفينة وقولوا قولة الحق بحق. ودعوني أوجه تلك الرسائل الهامة ولتكن رسالتي الاولي إلي حصن مصر الحصين ولسان الحق والعدل علي أرض مصر قضاء مصر الشامخ و قضاة مصرالأفاضل : إن القضاة ثلاثة واحد في الجنة واثنان في النار. رجل عرف الحق وقضي به فهوفي الجنة. ورجل عرف الحق وقضي بخلافه فهوفي النار. ورجل قضي بين الناس علي جهل فهوفي النار. إن القضاء العادل تقدس به الأمة ويرفع الله به البلاء والغمة عن الأمة كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ¢لما رجع مهاجرو الحبشة. قال لهم ألا تحدثوني أعاجيب علي ما رأيتموه في أرض الحبشة. قالوا بلي يا رسول الله. بينما نحن جلوس فمر بنا عجوز تحمل جرة ماء علي رأسها. فمر بها فتي من فتيانهم فدفعها علي الأرض فوقعت علي ركبتيها فانكسرت جرتها فجلست المرأة ونظرت إلي السماء وقالت سوف تعلم يا ظالم إذا وضع الله كرسيه يوم القيامة واقتص للمظلوم من الظالم سوف تعلم أمري وأمرك عنده غدا ¢ فقال النبي ¢صدقت صدقت¢ . إن علي قضاة مصر الشرفاء أن يقولوا الحق إن عرفوه ولا يكتموه. فلا تتكلم إلا بعلم والإمام البخاري استدل علي العلم مقدم علي القول والعمل لأن العلم هو الذي يصحح النية التي يصح بها كل قول وكل عمل. فقال الله تعالي ¢فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك¢ فلا تحكم بين الناس بجهل ولا تتكلم بأمر من أمور الدين وأمور الخلق إلا بعلم. وكيف تقدس أمة لله لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم . و أظن أنني قدمت اليوم إجابات واضحة علي أسئلة أولادنا الذين يسألون عن السر وراء تقدم دول الغرب. بينما تأخرت أمة الإسلام. وأؤكد لهم أن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا يقيم الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة. فقد تفشي الظلم بيننا ورب الكعبة لو كان للظلم رائحة ما تنفسنا إلا العفن والقذر. فيظلم الأب أبناءه. ويظلم الولد أمه وأباه. ويظلم الأخ أخاه. ويظلم القوي الضعيف. والدنيا لا تدوم مع الظلم. وتدوم الدنيا مع العدل والكفر موجود. أما الرسالة الثانية فأوجهها إلي الشباب الإسلامي علي مختلف أطيافه وانتماءاته وجماعاته التي ينتسب إليها. أقول لهم ¢ اعلموا يقينا أننا لا نتعصب أبدا ولا نتحزب أبدا لأي شخص مهما كان. بل لا نتعصب إلا للحق وإلا للمنهج. فنحن ننصر منهجا ولا ننصر أشخاصا. نحن ننصر منهج الحق ولا ننصر شخصا بعينه. واعرف الحق تعرف أهله. فإن الحق لا يعرف بالرجال. ولكن الرجال هم الذين يعرفون بالحق. وقال ابن تيميه كلاما يكتب بماء الذهب فهو يقول ¢ ليس لأحد أن ينصب للأمة شخصا يدعو إليه ويوالي ويعادي عليه غير النبي فقط¢ فلا نوالي أو نعادي إلا لمنهجنا وديننا. كيف لأحد أن ينصب للأمة شخصا يدعو عليه غير كلام الله ورسوله؟!. فلا نتعصب لشخص بل نتعصب للحق وندور مع الحق حيث كان. وعلينا أن نصحح النيات لنكون أهلا لتمكين ربنا لنا. وعلينا أن نقدم صورة مشرقة للإسلام والمنتسبين للإسلام ولا ينبغي أن نتعصب حتي يبعدنا تعصبنا عن أخلاق ديننا وعن ضوابط شرعنا لاسيما أن الإسلام الآن متهم بكل المنتسبين إليه. وعلينا أن نقدم الصورة الحقيقية فالإسلام يضبط مشاعرنا وعواطفنا وكلماتنا وهتافاتنا. ولا ينبغي أن تبعدنا العواطف عن أصول هذا الدين . فوسائلنا مشروعة منضبطة بضوابط الشرع. ويجب أن نكون دعاة رحمة وخير للدنيا لنقدم إسلامنا لأهل الأرض بأخلاقنا وسلوكنا. وأوجه رسالتي الثالثة لأبناء التيار الإسلامي من الإخوان والسلفيين والتبليغيين وغيرهم:¢ انتبهوا العدسات مسلطة الآن عليكم بالسوء لتكبر أخطاءكم ولو كانت صغيرة. ولتظهرها للدنيا كلها لتخوف الناس من الإسلام لا من الشخص الذي أخطأ في حق الإسلام قبل أن يخطئ في حق نفسه. فاتقوا الله ما استطعتم. والمرحلة حرجة وتحتاج منا أن نكون علي بصيرة. وأن ننظر إلي مآلات الأقوال والأفعال. وأوجه رسالتي الرابعة الي أخطر وأهم وأبرز وأقوي لاعب علي المشهد السياسي والموجه للرأي العام والمنوط بتبصير الناس بالحقائق ألا وهم الإعلاميون فمازال الإعلام يمارس دورا خطيرا في بث حالة التشكيك والتخوين. وأرجو من الإعلاميين أن يتثبتوا وأن يتبينوا وألا يلقوا بالتهم هنا وهناك جزافا للأشخاص والجماعات والجمعيات. وأرجو ألا نكون موصلين لكلمات وشائعات لا أصل لها تحقق قبل أن تنقل. فالصمت في هذه الأزمة أغلي من الذهب لا تنطق إلا شكرا وإلا حقا وإلا اصمت ودرب نفسك علي الصمت ورب الكعبة ما أحلاها من عبادة وطاعة. وجرب أن تجلس وحدك في صمت تام. واستغفر لذنبك من أعظم العبادات. والتي لا يفطن لها كثير من الخلق إلي لحظة تجد نفسك تنزل دموعك. مدرارا فلا تردد ما لا جدوي من ترديده بدون علم.