* يسأل صلاح - ع.ع - من دمياط : أكرمني الله بالحسب والنسب وتزوجت زميلة لي في العمل لخلقها ودينها لكنها فقيرة وجدت معها سعادة الدنيا والآخرة لكن اخوتي قاطعوني وأساءوا إليّ فهل أنا مخطئ فيما فعلت؟ وهل أكون قاطع رحم لأهلي؟ ** يقول د.صبري عبدالرءوف - أستاذ الفقه بجامعة الأزهر : جاء في صحيح مسلم عن سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه قال: كنت عند النبي - صلي الله عليه وسلم - فأتاه رجل فأخبره انه تزوج امرأة من الأنصار فقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - أنظرت إليها؟ قال لا: قال: فأذهب فانظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئا ولكن الفقهاء قد اتفقوا علي أن الذي يباح النظر إليه من المرأة التي يريد الانسان أن يتقدم لخطبتها أن ينظر إلي الوجه والكفين فقط وما عدا ذلك فالنظر إليه حرام والحكمة من ذلك ان يتحقق السكون النفسي والرحمة التي من أجلها كان الزواج قال تعالي في سورة الروم "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة" ودعا الإسلام أيضا إلي حسن اختيار الزوج. وجاء في سنن الترمذي وسيدنا أبوهريرة رضي الله عنهما قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - "إذا خطب اليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض". أجمع الفقهاء علي أن الكفاءة في الزواج تكون من جانب الرجل لا من جانب المرأة لأن الرجل يرفع الزوجة إلي مكانته ولهذا فان هذا يكن مخطئا فيما فعل لانه اختار الزوجة التي ارتاحت إليها نفسه وارتضاها قلبه واختارها لتدينها وحسن خلقها ولهذا بارك الله له فيها وبارك لها فيه ولهذا قيل: ثلاثة من السعادة المرأة تراها فتعجبك وتغيب عنها فتأمنها علي نفسها ومالك والدابة تكون وطيئة فتلحقك بأصحابك والدار تكون واسعة كثيرة المرافق جاء في سنن الترمذي عن ثوبان رضي الله عنه قال: لما نزلت "والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله..." إلي آخر الأية قال كنا مع رسول الله - صلي الله عليه وسلم - في بعض أسفاره فقال بعض أصحابه نزلت في الذهب والفضة فأي المال نتخذ فقال: أفضله لسان ذاكر وقلب شاكر وزوجة مؤمنة تعينه علي ايمانه" وأنت أيها الأخ السائل لست بمخطئ ولست بقاطع رحم وانما أهلك هم المسيئون فامسك عليك زوجتك واشكر الله علي ما انعم به عليك من نعمة الزوجة الصالحة التي هي خير متاع الدنيا وما فيها.