أكد الدكتور سيد نافع الباحث في الإعجاز العلمي للقرأن والسنة. أن الإسلام دين العقل والعمل وأن إهمال المنظومة العقلية والعلمية ادي إلي تراجع المشروع الإسلامي وتخلف الشعوب الإسلامية. مبينا أن تغيير حالة التردي والضعف يتطلب من الأمة إحياء قيمة العقل والاجتهاد والنظر العقلي والاخذ بالاسباب وفتح الباب للعلماء للمشاركة وردم الفجوة العلمية والمعرفية بيننا وبين العالم المتقدم. وقال في الندوة التي نظمتها كلية العلوم بجامعة القاهرة تحت عنوان "الاسلام والعقل" إن الغاية من وجود العقل هي ارشاد الإنسان للطريق السليم. واستخدامه في التفريق بين الحق والباطل. مضيفا أن العقل من الأمور المحيرة للعلماء والفلاسفة منذ القدم وحتي الآن. فلم يتمكنوا من حل لغزه ومعرفة حقيقتة وموضعة وكيفية إجراء العلميات العقلية بالرغم من الدراسات المستفيضة التي أجروها. وأوضح أن القرأن الكريم والسنة النبوية المطهرة قدما لنا حلاً لهذا الغز المحير في قوله تعالي: "أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو أذان يسمعون بها فأنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور "46 الحج". وهو ما يعني وبصريح الآية وبدلالة قطعية أن العقل الحقيقي للإنسان في القلب. ولكن ليس في أي قلب. إنما في القلب السليم. فالعقل السليم في القلب السليم الذي سلم من فتن الشهوات والشبهات وبالتالي ليس كل القلوب تعقل. وكشف أن القرأن الكريم سبق العلم الحديث في اثبات الربط بين العقل والقلب. وليس بين العقل والمخ كما ذهب العلم. مضيفاً أن الدراسات الحديثة التي تمت علي العديد من الحالات التي حدث فيها تغيرات نفسية عميقة في شخصية المرضي الذين تم لهم عملية زراعة قلب من أشخاص مات فيهم جزع المخ متوفين حديثاً حيرت العلماء في الغرب ولم يجدوا لذلك تفسيراً علمياً للظاهرة. ويقول إن العلماء توصلوا إلي تفسير مادي واحد وهو أن القلب مراكز خاصة بالذاكرة تشرف علي عمل الدماغ. مبينا أن التفسير ليس ماديا وإنما هو تفسير روحي يؤكد الإعجاز الإلهي في قولة تعالي: "يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور" غافر 19. وقوله تعالي: "أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها" الحج. ويضيف أن العلماء ارجعوا نقل ذاكرة الشخص المتوفي صاحب القلب إلي المنقول إليه القلب علي أنها ذاكرة خلوية في خلايا القلب. ولو كان هذا صحيحاً لكانت التغيرات تحدث وبنفس الدرجة في جميع الحالات. بينما الدراسات الحديثة تقول عكس هذا. والتفسير الصحيح أن الوعاء الحقيقي للذاكرة هو في النفس لأنها الفاعلة بالحقيقية ومنها النيات. كما يؤكد العلماء أن القلب يبث المعلومات للدماغ والدماغ يعطي أوامره للسان والعين والأذن وغيرها من أعضاء الجسم لأنه منبع النية والإرادة والقصد. وهنا نستطيع أن نفهم لماذا ربط الله تعالي علي قلب أم موسي. يقول تعالي: "وأصبح فؤاد أم موسي فارغا أن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا علي قلبها لتكون من المؤمنين" القصص .10 وقال العلماء لم يجدوا تفسيرا لكون هذه التغيرات تحدث في أشخاص دون غيرهم ولا يتساوي فيها كل المنقول لهم قلب أو رئة. موضحاً أن التغيرات النفسية المصاحبة لهذه العمليات تكون أكبر ما يمكن في أصحاب الإدراك القلبي وهم الغالبية من أصحاب الفصائل B _ O وأقل ما يمكن في أصحاب الإدراك الذهني وهم أغلب أصحاب الفصائل A _ AB. ويؤكد أن هذه العمليات سوف تصحح مسار علم النفس التجريبي بما يتفق مع الكتاب والسنة النبوية وهذا ما الإعجاز والسبق العلمي في القرآن.