يجب علينا أن نعلم أن سفينة المحتمع إن خُرق فيها خرق ستغرق بالجميع كما قال سيدنا رسول الله كما في صحيح البخاري من حديث النعمان بن بشير:[مثل القائم علي حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا علي سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وأصاب بعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا الماء مروا علي من فوقهم فقالوا لو أنَّا خرقنا في نصيبنا خرقاً] يعني لو أنَّا خرقنا في قاع السفينة خرقاً لنحصل علي الماء الذي نريده من البحر مباشرة بدل أن نمر كل ساعة علي إخواننا الذين نزلوا علي سطح السفينة يقول سيدنا رسول الله:[لو تركوهم وما أرادوا لهلكوا وهلكوا جميعا]. لأنه منطق السفهاء منطق الحمقي منطق أهل الرعونة الذين يريدون أن يغرقوا السفينة بمن يسكنها جميعاً سواء كانوا في الأعلي أو في الأسفل [لو أخذوا علي أيديهم لنجو ونجو جميعاً]. ولو تركوهم وما أرادوا لهلكوا وهلكوا جميعاً.. فلو ترك الحكماء والعقلاء في مصر السفهاء والحمقي وأهل الرعونة ستغرق البلد كلها ستغرق السفينة بأسرها والله لن يبقي صالح ولا طالح سيهلك الصالحون والطالحون. دخل الحبيب المصطفي يوما علي أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها والحديث في الصحيحين وهو يقول:[لا إله إلا الله لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فُُتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه] وحلق حبيبنا بالإبهام والسبابة [فُتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه فقالت أم المؤمنين: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟. قال: نعم إذا كثر الخبث]. وأنا أقسم بالله لقد كثر الخبث وإن لم يقف العلماء الربانيون والدعاة الصادقون والحكماء والعقلاء لتطهير هذا الخبث وإزالته أو تغييره علي الأقل سيهلك الصالحون وسيهلك الطالحون سيغرق الجميع في هذه السفينة. لماذا؟ لأن نار الفتنة لا تحرق من أشعلها كلا كلا بل تحرق من أشعلها وتحرق الخبثاء الذين يحرضون ولا زالو يحرضون عليها والفضائيات كل ليلة تشعل النيران في البلد علي أيدي أولئك المحرضين من أصحاب الفرقة الماسية المخربة التي تنتقل من فضائية إلي أخري لتشعل البلد بنار الفتنة وبنار التحريض فالفتنة لن تحرق من أشعل الثقاب فقط بل ستحرق هؤلاء وستحرق المحرضين علي الفتنة وكذلك ستحرق السلبيين الصامتين المخذلين الذين هزوا أكتافهم ومضوا وكأن الأمر لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد وهم يتصورون أن الفتنة بمنأي عنهم لا والله والله ليست نار الفتنة بمنأي عن واحد منا لا من المسلمين ولا من الأقباط فالننتبه ولنحذر. وأنا أقولها لله.. لن تحل الأزمة الطائفية أو الفتنة الطائفية يا إخواني وقد ذكرت ذلك مراراً لن تُحل بهذا النفاق نعم أنا أسميه نفاق أن يُرفع الصليب مع الهلال نفاق نفاق ليس مقبولاً لم يعد سائغاً الآن أن نرفع الصليب مع الهلال وأن يرفع شيخا يده ليضعها في يد قسيس ولتلتقط الكاميرات كاميرات الفضائيات وعدسات الإعلاميين المصورين وانتهت الأزمة كذب ودجل ونفاق وتملق! كفانا نفاقاً أقولها لله كفانا نفاقاً فالنصدق مع الله مرة فالنصدق مع أنفسنا مرة فالنصدق في حل مشكلة مجتمعنا المزمنة مرة. أريد لله تعالي ثم لهذا البلد ورب الكعبة قلبي يحترق علي هذا البلد الذي نحبه من كل أعماقنا لأنها وصية رسول الله لنا لنا. رسول الله أوصانا بمصر يا احبابي وكل محب للنبي محمد يحافظ علي تراب هذا البلد وعلي مقدرات هذا البلد وعلي مكتسبات هذا البلد. كل محب للنبي محمد يسمع وصيته لأصحابه رضوان الله عليهم:[إنكم ستفتحون مصر وهي أرض يسمي فيها القيراط فإذا فتحتموها فأحسنوا إلي أهلها]. يا من تعيش علي أرض مصر احسن إلي أهل مصر طاعة منك لمحمد بن عبد الله.. يا من تعيش علي أرض مصر احسن إلي أهل مصر طاعة منك وحباً منك لرسول الله فأحسنوا إلي أهلها فأهل مصر يا إخواني كانوا ولا زالوا وسيظلون إلي قيام الساعة كانوا هم أهل كرم أهل شرف أهل دين أهل إيمان لا لا لا بل أهل ورع بل أهل مصر أهل ورع قال يحيي بن سعيد القطان إمام الزهد والورع: "لقد تجولت بالبلدان فما رأيت الورع ببلد أعرفه كما رأيت الورع بالمدينة النبوية ومصر". مصر مع المدينة في الورع بشهادة إمام من أئمة العلم والزهد والورع. بل لقد قال كعب الأحبار: "لولا أنني أسكن الشام لسكنت مصر. قيل ولما يا أبا إسحاق؟ قال لأني أحب مصر وأهلها وأهل مصر في عافية إلي قيام الساعة ومن قصد مصر بسوء قصمه الله عز وجل". اللهم اقصم ظهر كل من يريد بهذا البلد سوء ووفق كل من يريد بهذا البلد خيرا يا أرحم الراحمين. استوصوا بأهل مصر خيراً. اسمع للنبي قال:[ فإن لهم لهم ذمة ورحما] لن تحل هذه الأزمة الخطيرة الأولي إلا بالصدق إلا بالمصارحة إلا بالوضوح إلا بأن يأخذ كل ذي حق حقه إلا أن نُحكم القانون بحزم وحسم وقوة ووضوح علي المسلمين والأقباط معاً. من أخطأ من المسلمين ومن الأقباط يحاسب بلا مجاملة وبلا خوف لا من الخارج ولا من الداخل لن تحل الأزمة أبداً بالمجاملة الكذابة وإنما بالحق والعدل بالحزم لابد أن نحرص جميعا علي أن نعلي هيبة الدولة من جديد. لا تسقطوا الدولة لو سقطت الدولة سنتحول إلي أناس وكأنهم يعيشون في غابة من الغابات. لن يأمن واحد منا علي سيارته في الشارع ولا علي مصنعه أو مزرعته أو متجره أو ابنته أو ولده أو علي نفسه» والله لن يأمن واحد منا علي نفسه في بيته إن أسقطنا هيبة الدولة وتحول المجتمع إلي مجتمع فوضوي يخرج كل أحد بسلاحه الآلي ليأخذ حقه بيده ولتسقط الدولة وليسقط القانون حتي ولو كان موافقا للحق. هذا خلل وهذه سفاهة ليس بعدها سفاهة ولا ينبغي أن يبقي الحكماء والعقلاء صامتين لا أقصد العلماء فقط بل أقصد جُل الشعب المصري من أهل العقل والحكمة والفضل والمسؤولية من أصحاب الحكمة والتأني. لا ينبغي أن تكون سلبياً قط وأن تترك حتي شاباً واحداً من أولئك الشباب الذين يريدون أن يختزلوا مصر القامة وأن يجروا مصر القيمة ورائهم إلي حيث الفوضي وإلي حيث المجهول لا ينبغي يا ولدي ويا أخي الحبيب أن تري هذا الشاب يضع مادة مفبركة مخربة علي موقع من مواقع التواصل الاجتماعي وان تدع هذه المادة إن استطعت أن تزيلها فأزلها وإن استطعت أن ترد عليها بمادة مسؤولة محترمة صادقة واضحة هادئة هادفة نافعة فافعل لا تكن سلبيا بل كن إيجابيا فالبلد يحترق وسيزداد احتراقاً بهذا الصمت المريب وبهذه السلبية القاتلة لم أري في عيوب الناس عيبا كنقص القادرين علي التمام. فاليجلس عقلاء الكنيسة مع ساداتنا من علماءنا في الأزهر وغير الأزهر مع بعض المسؤولين وليطرح كل فريق ما عنده بمصداقية وشفافية ويطبق القانون بحسم وحزم وعدل وقوة علي الجميع من أخطأ يحاسب سواء كان مسلماً أو نصرانياً أو قبطياً. لقد أرسل والي عمر بن عبد العزيز في خراسان رسالة إلي عمر بن عبد العزيز يقول: "يا أمير المؤمنين إني أستئذنك في أن أستعمل بعض القوة مع أهل خراسان فإنه لا يصلحهم إلا السيف والسوط. فقال له عمر: كذبت قبح الله رأيك. بل يصلحهم العدل والحق فابسط ذلك فيهم واعلم أن الله لا يصلح عمل المفسدين". لا يصلح أهل مصر بل والأمة كلها إلا العدل والحق أخاطب إخواننا في المجلس العسكري أخاطب إخواننا في الحكومة أن يُطبقوا القانون بعدل وحق وحسم وحزم حتي تخرج بلدنا من الفوضي حتي لا يُفكر كل واحد أن يأخذ حقه كما زعم هو بسلاحه الآلي أو بيده. أنا أسمع كلمات غريبة علي شاشات الفضائيات تسمع كل ليلة من يهدد بالخروج هنطلع هنخرج. تخرج فين؟ وتطلع فين؟ هذا سفه. لابد أن يطبق القانون بكل قوة علي كل من يخالف علي كل من يريد أن يحرق البلد وعلي كل من يريد أن يحول بلدنا إلي فوضي حتي لا يشعر أهل هذا البلد بالنعمة التي انعم الله تبارك وتعالي بها علينا. أسأل الله أن يتم علي وعليكم النعم وأن يجعلنا أهل لها وأن يعيننا علي ذكره وشكره إنه ولي ذلك والقادر عليه.