* يسأل هشام علي من الإسكندرية: ما حكم الشرع في تعلم اللغات الأجنبية؟ ** يجيبه المرحوم الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوي بالأزهر الأسبق: حكم تعلم اللغات الأجنبية فهو الجواز. وقد يصل إلي حد الوجوب عند الحاجة إليه. وهو داخل في عموم الأمر بطلب العلم ومدح العلماء. والنصوص الكثيرة الواردة لم تحدد نوعاً معيناً من العلم. بل وسعت ميدانه ومما يدل علي ذلك قوله تعالي في سورة فاطر: 28 "إنما يخشي الله من عباده العلماء" بعد ذكر نزول الماء من السماء ونمو النباتات واختلاف طبقات الأرض ومكونات الجبال واختلاف المخلوقات الحية من الإنسان والحيوان. مما يدعو إلي الإيمان بالله وحسن استخدام كنوز الأرض شكراً لله وتحقيقاً للخلافة. حتي العلم الذي يظن أنه شر لا بأس بتعلمه لاتقاء شره كما قيل: عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه ومن لا يعرف الشر من الناس يقع فيه وتعلم اللغات الأجنبية فيه خير لا شك في ذلك. فمن تعلم لغة قوم أمن مكرهم. حيث نتمكن من الإطلاع علي ما كتبوا لنفيد من خيره ونتقي شره ونرد عليه. واليهود كانوا يسبون الرسول صلي الله عليه وسلم بعبارة يدل ظاهرها علي أنها خير مثل "راعنا" فهي في لغتهم تعني الرعونة. وكانوا ينادون بها الرسول. والمسلمون يقلدونهم فيها دون علم بما يقصدون منها. ظانين أنها كما في لغة العرب تدل علي الرعاية.. قال تعالي: "يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا" البقرة: .104 وكان ابن عباس رضي الله عنهما يترجم بين يدي الرسول عند قدوم الوفود بلهجاتهم المختلفة "البخاري ج1 ص32" ويقال: إن الذين حملوا كتب النبي صلي الله عليه وسلم بدعوة الملوك كانوا يعرفون لغاتهم. وأمر الرسول صلي الله عليه وسلم زيد بن ثابت أن يتعلم لغة يهود. لأن كتباً تأتي منهم تحتاج إلي من يترجمها له. روي البخاري تعليقاً والبغوي وأبو يعلي موصولاً عن زيد بن ثابت الأنصاري قال: أتي بي إلي النبي صلي الله عليه وسلم مقدمه المدينة فقيل: هذا غلام من بني النجار قد قرأ سبع عشرة سورة.. فقرأت عليه فأعجبه ذلك فقال: "تعلم كتاب يهود. فإني ماآمنهم علي كتابي" فتعلمت. فما مضي لي نصف شهر حتي حذقته. فكنت أكتب له إليهم. وإذا كتبوا إليه قرأت له: "الزرقاني علي المواهب اللدنية للقسطلاني ج3 س323". فتعلم اللغات الأجنبية مشروع. ويجب أن يكون في الوطن من يتقنونها كلها. حتي لا يعيش المجتمع في عزلة عن العالم.