ورد لدار الافتاء المصرية سؤال لسيدة تقول: أنا سيدة مسحورة منذ سنتين حاولت كل ما بوسعي من استماع القرآن والذكر والدعاء ولم يحصل لي الشفاء فهل يجوز لي الذهاب إلي ساحر لفك السحر وعمري 35 سنة وأخاف علي نفسي من الوقوع في الكفر بسبب السحر بذلت كل جهد وأنا علي تلك الحال؟ ** أجاب عن السؤال الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق: السحر من كبائر الذنوب ومن السبع الموبقات وقد ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم النهي عن اتيان السحرة ففي مسند أحمد ومستدرك الحاكم باسناد صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: من أتي عرافا أو كاهنا فصدقة بما يقول فقد كفر بما انزل علي محمد صلي الله عليه وسلم فقد أخطأت أمك فيما فعلته وكان واجبها أن تحفظك وتصونك حسبما شرع الله تعالي فلا تتركك تختلطين بالرجال فإن ذلك هو الذي يضمن بإذن الله تعالي للمرأة حفظ كرامتها وصيانة عرضها كما هو مشاهد في المجتمعات المحافظة علي شرع الله تعالي. واعلمي أيتها الأخت الكريمة أن من فك السحر بالسحر فقد أثم إثما آخر لما في ذلك من اتيان السحرة مرة أخري وتصديقهم فعن جابر رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلي الله عليه وسلم عن النشرة؟ فقال: هي من عمل الشيطان رواه أحمد باسناد جيد. وقال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالي: النشرة حل السحر عن المسحور وهي نوعان: أحدهما حلة بسحر مثله وهو الذي من عمل الشيطان وعليه يحمل قول الحسن البصري: لا يحل السحر إلا ساحر فيتقرب الناشر والمنتشر إلي الشيطان بما يحب فيبطل عمله عن المسحور الثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والأدعية والدعوات المباحة فهذا جائز. ولهذا فلا يجوز لك الذهاب إلي ساحر لحل ما تعانيه من السحر وأن هذا من عمل الشيطان والله تعالي لم يجعل شفاءنا فيما حرم علينا فاقرأ القرآن واستعمل الرقي والتعاويذ الثابتة عن النبي صلي الله عليه وسلم واعلم أن فيها الشفاء والخير والبركة لو صدقت في استعمالها ومن سوء الظن بالله تعالي أن تعتقد أن ما انزله من كتابه شفاء للناس ليس فيه شفاء. والله أعلم