الجميع يعلم أن شريعة الإسلام السمحة كفلت الحريات بشتي صورها سواء كانت حرية شخصية طالما تقف عند حدود الآخرين أو عقيدة أو تعبير أو إعلام أو فن أو إبداع. ولكن أن يتطاول البعض علي الدين وخاصة التيارات الدينية التي فازت بنسبة كبيرة من مقاعد مجلس الشعب ويتهمهم بأنهم جاءوا ليرهبوا العقول ويضيقوا علي الأدب والفن والإعلام فهذا تطاول وكذب وافتراء علي هؤلاء المخلصين لن نقبله ولن يقبله الشعب المصري الذي قام بثورته علي الظلم والفساد والخلاص من القيود والأغلال التي عاش فيها طوال السنوات الماضية. وإذا كانت بعض التيارات العلمانية والليبرالية أخذت علي عاتقها الهجوم علي الدين والتيارات الدينية للخروج من مأزق الفشل الذريع في الانتخابات البرلمانية فهذا الطريق الذي يسلكونه مسدود لأن الشعب المصري متدين بأصله يبحث عن القيم الفاضلة والأخلاق الحميدة التي تسعي إلي تحقيقها هذه التيارات الدينية المعتدلة. ومن قال بأن التيارات الدينية سوف تضيق علي الفن والإعلام والإبداع كما ادعي بعض المفكرين والأدباء والإعلاميين الذين شاركوا في مؤتمر الدفاع عن حرية التعبير وحق المعرفة الذي نظمته جبهة الإبداع المصرية في نقابة الصحفيين يوم السبت الماضي؟ ومن قال إن الإسلاميين يريدون القضاء علي الثقافة والحضارة المصرية بحجة ثوابت المجتمع وأنهم يريدون تغيير ملامح الشخصية المصرية أو تهجير العقول للخارج أو قمعها في الداخل؟!! كل هذا يحدث لأن مرشد جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع قام بزيارة الفنان أشرف عبدالغفور بعد فوزه نقيباً للممثلين. إذا كان بعض علماء الدين يطالب بتنقية الفن والإعلام والأدب من كل ما يخالف شريعة الإسلام مثل المشاهد العارية والألفاظ المبتذلة التي تدعو وتحث علي فساد الأخلاق فهذا مطلب شعبي عام نؤيده جميعاً ونحن مع الفن المحترم والإعلام الهادف والأدب الراقي الذي هو جزء أساسي من ثقافة وحضارة مصر. وهذا يجعلنا نطالب بتفعيل دور الرقابة علي المصنفات الفنية الذي كان غائباً أو مُغيباً في العهد السابق الفاسد والذي كان يمرر مشاهد الجنس والألفاظ البذيئة في بعض الأفلام لإفساد عقول شبابنا.