في الوقت الذي وجدنا فيه أحداثا تدمي القلوب قبل العيون في أحداث منطقة التحرير أمام مجلسي الشعب والوزراء وحرق المجمع العلمي وقبلها أحداث شارع محمد محمود.. نجد صورة أخري مشرقة لشباب مصري يسعي إلي العالمية من خلال أفكار مبتكرة تقدم بها في مسابقة تنظمها شركة جوجل العالمية بالاشتراك مع جمعية عصر العلم.. "عقيدتي" عاشت معهم ونقلت أفكارهم لعلها تكون بارقة أمل لمستقبل أفضل في ظل الاوضاع المأساوية الحالية. يوضح المهندس وائل الفخراني.. المدير الاقليمي ل "جوجل في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا" أن هذه المسابقة التي تم إطلاقها في 26 سبتمبر 2011 لتحفيز مجتمع المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مصر وتشجيعه علي تنمية الاعمال وتحقيق النمو. وتستهدف المسابقة إلهام شباب المصريين ليبدأوا مشروعاتهم الخاصة بالتكنولوجيا ولمنحهم الأمل وإفادة مصر خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها حاليا. وأضاف: من خلال مسابقة ابدأ في مصر عن الشباب المبتكر والمساعدة في تحويلهم إلي شركات فعلية وهي فرصة لتعلم كل ما يلزم لبدء وتنمية شركة ناجحة من خلال الفهم الاعمق للعمل وإمكانيات المتسابق ومعرفة المزيد من المعلومات عن الاسواق التي ستستهدفها وتعلم كيفية التعامل مع المستثمرين وورش العمل تحت إشراف الخبراء ورجال الاعمال وأشار إلي انه تم رصد 200 ألف دولار للفائز بالمسابقة التي تقدم لها أربعة آلاف متسابق لديهم أفكار فنية جادة أو شركات ناشئة مصرية تعمل في المجال التقني وتتطلع إلي تحويل رؤيتها إلي واقع ملموس وتسهم في دعم المناخ التكنولوجي وتم عرض الافكار علي لجان تحكيم محايدة قامت بتصفيتهم إلي 200 متسابق يتم إجراء دورات لهم وتصفيتهم إلي خمسين يتم اختيار الفائز الاول من بينهم. وعن مجالات التسابق قال: كل فكرة تتعلق بتكنولوجيا جديدة أو تطبيقات متطورة في مجالات الحوسبة السحابية والتجارة الالكترونية وتطبيقات الهاتف والإدارة والمالية والاسهم الخاصة والهندسة والتسويق والطب وتكنولوجيا المعلومات وتجارة التجزئة والمشاريع التجارية الخاصة. وتأتي المسابقة في إطار اتفاقية التعاون التي وقعتها الشركة مع الحكومة المصرية عام 2009 لتنمية ودعم منظومة الانترنت في مصر. وقد قمنا بجولة في أغلب محافظات مصر لكي نضمن مشاركة أكبر عدد من الشباب المصري وخاصة في الجامعات أو مراكز الشباب ورغم ان مسابقة أطلقتها جوجل إلا ان مساحة الاختيار كبيرة علي مستوي التكنولوجيات التي يمكن استخدمها والتي لا تتقيد ببرمجيات وتطبيقات جوجل فقط ولا نمانع إذا كانت الفكرة الفائزة تنافس موقع جوجل نفسه وعن عوامل التحفيز للمتسابقين قال: منذ بداية حفل إطلاق مبادرة قمنا بتقديم عرض لأبرز قصص النجاح المصرية والتقوا مع الشباب وأوضحوا لهم قصص النجاح وان الفشل في البداية يجب ان يكون بداية لتجربة ناجحة فيما بعد. وعن ضمانات الحياد في التحكيم قال: فضلنا ان نبتعد عن كافة مراحل التقييم والاختيار لهذه المبادرة لهذا تقوم بها جمعية عصر العلم وشركة Innoventures لدعم المشروعات التكنولوجية الناشئة بتنفيذ كافة مراحل هذه المبادرة وتقومان بإطلاق حملة ترويج وتوعية لحث الشباب علي المشاركة. "رعاية النابغين" وأشار المهندس محمد عبود. استشاري تطوير الاعمال جمعية عصر العلم- شريك جوجل في التنظيم - إلي انه بعد نجاح الثورة تحتاج مصر إلي ثورة جديدة في مجالات العلوم والتكنولوجيا لان طاقات شباب الثورة مازالت تبحث عن مكان تنطلق منه للبناء ولهذا فإن المبادرة تقوم علي أربع مراحل تنتهي مايو القادم وتقوم علي تحكيم كل مرحلة لجنة مستقلة من خبراء التكنولوجيا وريادة الاعمال من خلال تطبيق عدد من المعايير حيث أعلنت نتائج المرحلة الاولي بعد تقييم الافكار تم ترشيح 200 متسابق تأهلوا للمشاركة في ورشة عمل مكثفة علي مدار ثلاثة أيام للتدريب علي الجوانب الفنية والإدارية المتنوعة لتحسين أفكارهم ومساعدتهم علي تطوير نموذج أولي للمشاريع وقام عدد من خبراء التكنولوجيا المرموقين وكذا عدد من المسئولين التنفيذيين بشركة google العالمية بإلقاء محاضرات لهم. "أفكار رائعة" التقت "عقيدتي" بأصحاب بعض المشروعات الفائزة في التصفيات ضمن أفضل 200 فكرة منها ما هو فردي ومنها ما هو جماعي. يقول المهندس محمد العبد ابتكر فكرة تساعد أطباء الاسنان في تحديد دقيق لمكونات الاشعة التي تجري علي الفك بشكل دائري ثم تطبع علي طباعة ثلاثية الابعاد تمكن الطبيب من تحديد النقاط والفجوات الموجودة في فك الاسنان وهذه الفكرة دقيقة ورخيصة الثمن وعرضتها علي أطباء الاسنان وأعلنوا إعجابهم الشديد بها. ويشير المهندس مصطفي الوكيل إلي ان لديه فكرة ابتكار جهاز دقيق ورخيص التكلفة يساعد المستشفيات والعيادات الطبية في رسم القلب وقياس ضغط الدم ودرجة الحرارة. المهندسة رانيا سعيدة بالاشتراك مع زميلتها المهندسة سارة أبو نار توصلتا إلي ابتكار يساعد غير الناطقين بالعربية علي تعلمها بمجرد الضغط علي الحرف فينطق الجهاز الصوتي بالحروف والكلمات. كما انه يساعد الاطفال علي تعلم اللغة العربية وكذلك اللغات الاجنبية لمجرد الضغط علي الحرف أو الصورة لينطق الجهاز باسم الصورة باللغة المطلوبة. بل انه يساعد الاطفال علي تأليف قصص من خلال الصور المتحركة التي يتحكم فيها الطفل وذلك علي جهاز المحمول "آي فون" و "آي باد". "ضد الصرع" وكان لطلاب كلية الحاسبات جامعة الفيوم تواجد حيث كونوا فريقا ابتكر فكرة لمساعدة مرضي الصرع وذويهم وأطبائهم فيذكر الطالب معتصم رياض بكلية الحاسبات- الفرقة الثالثة- بجامعة الفيوم ان فكرة مشروعه تتخلص في التنبؤ بمرض الصرع وهي مخصصة لحالات "نوبة" الصرع التي تصيب المريض فجأة ويكون قابلا لأن تتعرض حياته كلها للخطر كالموت وغيره. وعن تفاصيل فكرته يقول معتصم انه وفريقه- الذي يضم خمسة طلاب بكلية الحاسبات- يعملون علي ابتكار تطبيق علي المحمول يربط بين الاجهزة المسئولة في الجسم عند حدوث هذه "النوبة" من خلال زيادة الكهرباء في المخ أو تغير في الاعصاب نفسها فتقوم مثل هذه الاحداثيات والتغيرات داخل هذه الاجهزة بعملية تنبيه للمريض نفسه أو شخص قريب منه أو حتي طبيبه الخاص أو مستشفي معين بحدوث هذه الحالة بعد وقت قصير قد يكون نصف ساعة قبل حدوث نوبة الصرع ويذكر أسامة نجم الدين- أحد أعضاء الفريق المشارك بعملية تنبؤ نوبة الصرع- انه بمجرد أن أعلنت جوجل عن مسابقتها تقدموا هو وأصحابه بسبع أفكار مختلفة منها: الربط بين المحمول والكمبيوتر عن بعد. نجحت منها فكرة التنبؤ بالصرع قبل حدوثه بحوالي نصف ساعة تقريبا. ويؤكد المتسابق مختار أحمد- من نفس الفريق- أن الفكرة بحد ذاتها نبعت بداخلنا حينما علمنا من أحد أطباء المخ والاعصاب ان هذا المرض قد يحتاج إلي علاج نفسي أكثر منه عضلي خاصة ان نتائج هذا المرض قد تنهي حياة الانسان. فقد يفعل صاحب الصرع أي شيء دون شعور وقد تأتيه "نوبة" الصرع وهو يقود سيارته مثلا في حالة سمح له بهذا لهذا فكرنا في هذه الفكرة آملين ان تنقذ إنسانا من موت محقق. يشير المتسابق محمد عبدالله - أحد أعضاء الفريق- إلي ان المشروع في مراحله الاولية ويحتاج إلي جهد وعمل متواصل. وأملنا الاكبر من الفكرة وهو أن يعمم هذا الامر علي كل الامراض الخطيرة وإذا كنا قد نجحنا في أمر التنبؤ بالصرع قبل حدوثه فسوف نفكر في غير ذلك لأن هدفنا هو صناعة شركة كبيرة متخصصة في هذا المجال "الطبي التكنولوجي" لأن التكنولوجيا غيرت شكل وأحداث العالم في الفترة الاخيرة. وعن إيجابيات المشاركة في المسابقة قال المتسابق صالح دسوقي أحمد- أحد أعضاء الفريق- ان التدريب شارك في تغيير أفكارنا تماماً ونحن لم نكن نعتقد أننا قد نصل لمثل هذه الفكرة من الاساس. وإذا توصلنا لم نكن لنجد من يعطينا دفعة حقيقية لاستكمالها. ثم إن التدريب هنا قائم علي أعلي مستوي فعليا وذلك بعد مشاركة جمعية عصر العلم مع شركة عالمية مثل جوجل وبالتالي اجتمع العلم والعقل والاستثمار والتنظيم. وهذا أمر جيد. وهذا هو ما كان نريده فعلا مثل مقابلة الآخرين في هذه المجالات ليضيفوا لنا ونتعلم منهم. وأيضا تعلمنا هنا حتمية إيجاد خريطة طريق نسير عليها ووفق أهداف محددة. "تسجيل الأفكار" إجابة عن سؤال: هل شركة جوجل تحاول بمثل هذه المشاريع سرقة أفكار جديدة من مجتمعات عديدة. قال المتسابق معتصم رياض: إن مثل هذه الافكار قد ترد علي الاذهان ولكننا توصلنا إلي قناعة تقريبا أننا لو لم ننشر فكرتنا وننفذها بأنفسنا وأخذها غيرنا فتكون إسهاما حقيقيا في عالم الانسانية فهذا شرف يكفينا ثم إننا سنعمل علي تسجيل الفكرة لضمان حقوق الملكية آملين أن نحصل علي براءة اختراع هذا المشروع ثم بالفعل كفانا تعليق أفعالنا علي "شماعة" الحظ والنصيب والقدر والسرقة لو فكرنا هكذا لن نتطور. ويشارك الدكتور محمد الدسوقي المدرس المساعد بكلية حاسبات المنصورة. بمشروع "طبي تكنولوجي" وهو عبارة عن موقع إلكتروني علي شبكة الانترنت فيه شخصية ثلاثية الابعاد تحل محل الطبيب المعالج إلا انها ستكون أكثر أريحية وأطول زمناً. ونحن نعمل الآن علي إمداد هذا النظام "الشخصية" بالذكاء الصناعي الذي يتعلم من كل جديد. فيتطور وحده يوما بعد يوم. ويضيف د. محمد أن مزايا هذا المشروع هو أن المريض سيأخذ وقته كما شاء مع الطبيب الالكتروني. ثم إننا في المرحلة الاولي سيدير المشروع بكامله أساتذة في كل التخصصات الطبية. وسنعمل علي تعليم هذه الشخصية كل شيء. وإدخال كافة المعلومات الطبية إليه. متابعين له وقراراته وتشخيصاته علي مدار مرحلة وقتية محددة. يؤكد الدسوقي أن المشروع قائم بالفعل وانتهي هو وفريقه من تصميم الشخصية. ودخل الآن إلي مرحلة إدخال البيانات مع الفريق الطبي المتخصص. ثم إننا في المرحلة الثانية وبعد نجاح المشروع سنحاول أن نعمم هذه الشخصية في كافة التخصصات غير الطبية. وهذا هو أملنا.