* يسأل محمد الغمراوي من كفرالبطيخ: المصري معروف بخفة الدم. وكثير المزاح.. فهل المزاح حلال أم حرام؟ ** يقول الشيخ عثمان عامر المدير بمنطقة دمياط الأزهرية: الإسلام دين الوسطية قال تعالي: "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً.." سورة البقرة.. آية: 143 والوسطية تعني التوسط في كل شيء فلا إفراط ولا تفريط ومن التوسط في التعامل مع الناس في الحياة ألا يكون الإنسان دائماً جاداً متجهماً عابساً ولكن يروِّح عن نفسه ببعض المزاح ساعة بعد ساعة. والمزاح ينقسم إلي قسمين: ممدوح ومذموم. والممدوح منه ما كان الغرض منه هو تسلية النفس عما يعلق بها من الهموم أو يساورها ويخالجها من الأحزان التي لا شك في أنها تضر بالبدن وتؤثر علي العقل فتشغله عن التفكير فيما هو نافع ومفيد. قال ابن حبان: والمزاح علي ضربين. فمزاح محمود. ومزاح مذموم. فالمزاح المحمود هو الذي لا يشوبه يخالطه ما كره الله ولا يكون بإثم ولا قطيعة رحم. والمزاح المذموم: هو الذي يثير العداوة ويذهب البهاء ويقطع الصداقة ويجريء الدنيء عليه. ويحقد الشريف به روضة العقلاء: ص.77 وعن ضابط المزاح بنوعيه يقول النووي: قال العلماء: المزاح المنهي عنه: هو الذي فيه إفراط ويداوم عليه. فإنه يورث الضحاك قسوة القلب ويشغل عن ذكر الله تعالي. والفكر في مهمات الدين. ويئول في كثير من الأوقات إلي الإيذاء. ويورث الأحقاد. ويسقط المهابة والوقار. فأما ما سلم من هذه الأمور فهو المباح الذي كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يفعله فإنه صلي الله عليه وسلم إنما كان يفعله في نادر من الأحوال لمصلحة وتطييب نفس المخاطب ومؤانسته وهذا لا مانع منه قطعاً بل هو سنة مستحبة إذا كان بهذه الصفة الأذكار ص258 وعلي ذلك فالمزاح المباح مثل: 1 روي الترمذي مرسلاً قال: أتت النبي صلي الله عليه وسلم عجوز. فقال لها: لن تدخل الجنة عجوز!! فبكت. فقال لها: إنك لست بعجوز حينئذ قال الله تعالي: "إنَّا أنشأناهُنَّ إنشاءً فجعلناهُنَّ أبكاراً عُرباً أتراباً" سورة الواقعة: الآيتان: 35. .36 2 روي ابن أبي الدنيا قال: جاءت امرأة إلي النبي صلي الله عليه وسلم يقال لها أم أيمن. فقالت له: إن زوجي يدعوك. قال: ومن هو؟ الذي بعينه بياض؟ فقالت: ما بعينه بياض.. قال: بلي. بعينه بياض فقالت: لا والله: فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ما من أحد إلا وبعينه بياض!! وأراد عليه الصلاة والسلام البياض المحيط بحدقة العين. 3 روي أبو يعلي عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان عندي رسول الله صلي الله عليه وسلم وسودة بنت زمعة. فصنعت حريرة وجئت بها فقلت لسودة: كلي فقالت: لا أحبه: فقلت: والله لتأكلن أو لألطخن وجهك! فقالت: ما أنا بذائقته: فأخذت بيدي من الصحفة شيئاً منه فلطخت به وجهها ورسول الله صلي الله عليه وسلم جالس بيني وبينها فخفض لها رسول الله صلي الله عليه وسلم ركبته لتستفيد مني. فناولت من الصحفة شيئاً فمسحت به وجهي. وجعل رسول الله صلي الله عليه وسلم يضحك. نري في كل هذه الأنواع من المزاح أموراً لا تخرج عن حدود المعقول من الأمور أو حدود اللياقة في التعامل بين الناس. كما أنها لا تخرج الإنسان عن شعوره. ومن هنا أقرها الرسول صلي الله عليه وسلم ولم ينكرها. وذلك إما بقوله صلي الله عليه وسلم كما في الأمثلة: 1. 2. 4 وإما بسكوتة كما في المثال رقم .3