ابن القيم معروف عنه تعصبه في أمور التصوف ودقائقه لأقوال شيخه ابن تيمية كما يشهد له بذلك مؤلفه "مدارج السالكين". وسننقل قطعاً من كلامه في أبحاث مفيدة ومحققة عن جملة من أمور التصوف إن شاء الله. والآن نشرع بإذن الله وتوفيقه في نقل قطع مفيدة للمقصود من كلام الشيخ السلفي ابن القيم من كتابه "مدارج السالكين" الذي هو شرح لكتاب التصوف الكبير "منازل السائرين" للإمام شيخ الإسلام أبي إسماعيل الهروي الصوفي قدس الله روحه. المقامات والأحوال: - قال ابن القيم في الجزء الأول منه في ص 135 "طبعة دار الكتاب العربي بلبنان" ما نصه: - ولأرباب السلوك اختلاف كثير في عدد المقامات وترتبيها. كل يصف منازل سيره وحال سلوكه. ولهم اختلاف في بعض منازل السير: هل هي من قسم الأحوال؟ والفرق بينهما: إن المقامات كسبية. والأحوال وهبية. ومنهم من يقول: الأحوال من نتائج المقامات. والمقامات نتائج الأعمال. فكل من كان أصلح عملاً كان أعلي مقاماً. وكل من كان أعلي مقاماً كان أعظم حالاً. فمما اختلفوا فيه "الرضا" هل هو حال أو مقام؟ فيه خلاف بين الخراسانيين والعراقيين. وحكم بينهم بعض الشيوخ فقال: إن حصل بكسب فهو مقام. وإلا فهو حال. وللحديث بقية ان شاء ا لله تعالي