تلقت "عقيدتي" العديد من رسائل الاخوة القراء يستفسرون عن العديد من القضايا المعيشية وهموم المجتمع عرضنا بعضها علي الدكتور صبري عبدالرءوف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر وكانت هي إجابته. حقد النساء * تسأل حمدية محمود من فوة - كفر الشيخ: مات والدي وأنا طفلة صغيرة وعشت مع أخي وزوجته وأكرمني الله بزوج أحبني وأحسن إلي ووسع الله عليه في الرزق ولكن زوجة أخي حقدت علي بعد زواجي وفوجئت بها تحقد علي زوجي حقدا شديدا حتي انها أصبحت تصرح بذلك أمامي فهل يجوز لي ان أقاطعها؟ ** يقول د.صبري عبدالرءوف: من المعلوم ان الحقد مرض خطير لأن الإنسان إذا حقد علي إنسان كرهه وتمني له الشر والضرر لأن الحقد يقتضي التشفي والانتقام فإذا عزم الحاقد علي الانتقام سلك كل الوسائل التي تلحق الضرر فإذا عجز عن التشفي بنفسه تمني ان يتشفي منه الزمان. فظاهر القلب يتمني الخير للناس يفرح لفرحهم ويتأثر لهم إن أصيب أحد منهم بمكروه وبذلك يستطيع الإنسان ان يحيا ناصع الصفحة راضيا عن الله وعن الحياة. مستريح النفس من نزعات الحقد. ذلك ان فساد القلب بالضغائن داء عضال وما أسرع ان يتسرب الإيمان من القلب المغشوش كما يتسرب الماء من الإناء المثلوم. فالحقد هو المصدر الدفين لكثير من الرذائل التي رهب الإسلام منها. ولهذا كان السابقون يحرصون علي طهارة القلب والابتعاد عن الحقد بشتي صوره قال زيد بن أسلم رضي الله عنه ان أبا دجانة رضي الله عنه حين اشتد به المرض ودخل عليه بعض أصحابه فوجدوا وجهه يتهلل فقيل له ما لوجهك يتهلل قال: ما من عمل أوثق عندي من اثنتين كنت لا اتكلم فيما لا يعنيني أما الأخري فكان قلبي للمسلمين سليما. علي السائلة ان تعلم ان الحقد مرض خطير ما انتشر في أسرة إلا انتشر فيها الفساد والخراب فعلينا ان نبتعد عن الحاقد وألا نجالسه وألا ننقل ما سمعناه منه حتي لا نقع في الخطأ الذي وقع فيه الحاقد الذي لا يرضي بقضاء الله وقدره. جاء في سنن أبي داود عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "لا يبلغني أحد منكم عن أحد من أصحابي شيئا فإني أحب ان أخرج إليكم وأنا سليم الصدر" أما عن زوجة شقيقك فلا تخاصميها ولكن تجنبيها لأنه لا يحل لمسلم ان يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام كما قال حبيبنا المصطفي صلي الله عليه وسلم. غيره عمياء * تسأل: ن ف من الاسكندرية: تزوجت منذ ثمانية عشر عاما برجل مطلق وله ولدان من مطلقته التي أذاقته العذاب وأقامت ضده قضايا متعددة لكنني وقفت بجانبه حتي أصبح له مكانة عالية في المجتمع وحينما ذهبت معه لأداء عمرة فاجأني بإن مطلقته ستكون معنا وفوجئت بعد ذلك بسوء معاملته لي وما زال يتعامل مع مطلقته كأنها زوجة ولا يحترم مشاعري فماذا أفعل معه؟ ** يقول د.صبري عبدالرءوف: اتفق الفقهاء علي أن الحياة الزوجية تقوم علي السكون النفسي والمودة والرحمة قال تعالي في سورة الروم "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة" وشريعة الأسلام أمرت كلا من الزوجين: بحسن العشرة لينعم كل منهمها بحياة زوجية سعيدة طيبة يتعاونان معا من أجل السعادة والاستقرار الاجتماعي وأمر الاسلام بالعدل بين الزوجين وحذر من ظلم الزوجة علي حساب الأخري قال عليه الصلاة والسلام: من كان له زوجتان فلم يعدل بينهما جيء به يوم القيامة وشقه مائل. وذلك حتي يراه الناس ويعلموا أن هذا الأنسان كان ظالماً لإحدي زوجتيه فيفضحه الله عز وجل في يوم يجعل الولدان شيباً علي رءوس الخلائق هذا بالنسبة لمجاملة احدي الزوجتين علي حساب الأخري. فكيف يكون حال المطلقة؟ الزوجة تشكو لأن زوجها يتعامل مع مطلقته علي أنها زوجة ويفضلها علي زوجته ولا يحترم مشاعر الزوجة. فماذا تفعل؟ هذا الزوج آثم بفعله ولا يجوز له أن يتعامل مع مطلقته ولا كما يتعامل الأجنبي مع الأجنبية فإن جاوز الحدود كان آثماً بفعله ظالماً لنفسه ولزوجته التي لم يحترم مشاعرها ولم يحافظ علي كيانها لان مطلقته صارت أجنبية عنه فان كان قد طلقها طلقة أولي أو ثانية وله رغبة فيها فعليه أن يعقد عليها عقداً جديداً وان كانت الطلقة الثالثة فهي لا تحل له ونقول لهذا الزوج: أتق الله وراقب ربك ولا تؤذ زوجتك التي وقفت بجانبك وكانت وفية لك وحافظت علي عرضك وشرفك وصانت لك مالك وربت عيالك والتزم بقول الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم "من أسدي إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تكافئوه فادعو له بالخير حتي تعلموا إنكم كافأتموه"