الصوفية تقوم علي ذكر الله.. والصلاة علي رسوله.. وحب آل البيت.. وكل منها فريضة.. وكلها فروض مكلف بها أي مؤمن حتي وإن لم يسم نفسه صوفياً.. الصوفية محبة.. والمحبة اتباع.. والمحب لمن يحب مطبع.. والاتباعپليس عبادة.. والمحبة ليست عبادة.. لكنها الأساس الذي يبني عليه الإيمان لقوله تعالي: "من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه". ولا جدال أن الجهل أو الخطأ في الفهم أو التعريف هما سر الصراع والخلاف بين الصوفيين وغيرهم ممن يرفضونهم ويرمون ما يفعلون بالبدعة.. أما تعدد الطرق الصوفية فهو تعدد في وجهات النظر.. تعدد في وسائل التعبير عن الحب.. تعدد أساليب التدريس والتعليم والتعبير.. وهو أمر لصالح الصوفية وليس عليها. وبسبب الصورة الشائعة الخاطئة عن الصوفيين والتي نراها في الموالد والمساجد فإن الناس تفاجأ عندما تعرف أن عالماً مبتكراً.. أو سياسياً بارعاً.. أو طبيباً رحيماً.. أو فناناً مبدعاً يمكن أن يكون صوفياً.. إن النسبة الغالبة للصوفيين في مصر من حملة الشهادات العليا.. أصحاب التميز في مجالاتهم.. لكن.. لا أحد ينكر أن هناك مشعوذين ودجالين ومتسولين ننسبهم إلي الصوفية.. لكن السؤال: هل هذه هي الصوفية؟ إن وجود صفة ليست حميدة في مسلم ليس معناه أنها صفة في الإسلام.. فاللصوص والمرتشون والمختلسون قد يكونون مسلمين.. لكن هذا هو الإسلام؟ إن النبي صلي الله عليه وسلم لم ينكر أن في الأمة من يغش.. فقد تجول في السوق ووضع يده في طعام معروض للبيع فأصابت يده الشريفة بللاً فقال صلي الله عليه وسلم: "من غشنا فليس منا" لم يقل: "من غشنا فليس فينا" ففينا الغشاش.. ولكنه ساعة أن يغشنا لا يكون منا.. إن وجود من يفعل الخطأ في طائفة لا يسمح لنا أن نصمها بجريرة واحد منها. إن الصوفية كتاب ضخم.. لم نقرأ منه سوي السطر الأول.. ولم نمش إليه إلا الخطوة الأولي.. ولم نستنشق منه إلا قطرات الندي في فجر الحب والإيمان.. والبقية بإذن الله وبمدد منه تأتي وتشملنا برعايتها. ولا حول ولا قوة إلا بالله.