هو أبوالحسن علي بن إسماعيل ينتهي نسبه إلي أبي موسي الأشعري. يلقب بشيخ طريقة أهل السنة وإمام المتكلمين. والساعي في حفظ عقائد المسلمين. لما يتضمنه فكر الرجل من تعبير عن الوسطية الإسلامية. نشأ في البصرة في رعاية شيخ المعتزلة أبي علي الحبائي. كان عوناً له في العمل الكلامي. بحسن المناظرة والمناقشة. ينوب عن إمام المعتزلة فيها. ظل علي مذهب المعتزلة أربعون عاماً. وكان إماماً من أئمة الاعتزال وأحد أقطاب المذهب المعتزلي. وبعد نظر وتأمل غير مسار فكره. وبالتالي مذهبه من الاعتزال إلي جماعة السنة حيث تحول من فكر المعتزلة إلي فكر أهل السنة في نقطة تحول لها شأنها في حياة الأشعري الخاصة. والحياة الاعتقادية بصفة عامة غيرت مسار الفكر الديني من النظرة المذهبية إلي الوسطية الجامعة للنص والعقل. فقد غاب عن الناس في بيته خمسة عشر يوماً وأعلن علي الناس تحوله هذا علي منبر المسجد الجامع. قال عن ذلك التحول: لأني نظرت فتكافأت عندي الأدلة. ولم يترجح عندي شيء علي شيء. فأستهديت الله تعالي فهداني الله تعالي إلي عقيدة ما أودعته في كتبي. من التوسط بين المقالات الإسلامية المختلفة. رغبة صادقة في جمع كلمة المسلمين علي الوسط الاعتقادي. وفي مجال التأليف أثبت الأشعري فكره وطريقته وتجربته العقدية في بضع مئات من الكتب. تجديده الاعتقادي العام:سلك الأشعري طريقاً وسطاً بين المعتزلة والجهمية والرافضة. فهو يقول: الله علم لا كالعلوم. وقدره لا كالقدرة. وسمع لا كالأسماع. وبصر لا كالأبصار. وهو قول وسط بين المعتزلة: القائلون بأن لا علم الله ولا قدرة ولا سمع ولا بصر ولا حياة ولا بقاء ولا إرادة. وبين قول المجسمة: لله علم كالعلوم وقدرة كالقدر. وسمع كالأسماع وبصر كالأبصار. قال عن رؤية الله: إن الله يري من غير حلول ولا حدود ولا جسوم. بينما قال المعتزلة: إن الله لا يري بحال من الأحوال. والحشوية القائلين: الله يري كسائر المرئيات لها حدود وجسوم. يقول الأشعري: كان الله ولا مكان. فخلق العرش والكرسي. ولم يحتج إلي مكان. قال عن القرآن: كلام الله. قديم غير مغير ولا مخلوق ولا حادث ولا مبتدع. في حين قال المعتزلة: كلام الله مخلوق مخترع مبتدع. قال عن المؤمن العاصي والفاسق: المؤمن الموحد الفاسق هو في مشيئة الله. إن شاء عفا عنه وأدخله الجنة. وإن شاء عاقبه بفسقه ثم أدخله الجنة. بينما قال عنه المعتزلة: صاحب الكبيرة مع إيمانه وطاعاته مائة سنة لا يخرج من النار قط. قال عن الشفاعة: للرسول شفاعة مقبولة في المؤمنين المستحقين لعقوبة. يشفع لهم بأمر الله تعالي وإذنه. ولا يشفع إلا لمن أرتضي. فيما قال المعتزلة: لا شفاعة للرسول بحال. الرافضة "الشيعة": الشفاعة للرسول ولعلي عليه السلام من غير أمر الله وإذنه تعالي. قال الأشعري عن الفتنة الكبري بين علي ومعاوية: كل مجتهد نصيب. وكلهم علي الحق. لم يختلفوا في الأصول. واختلفوا في الفروع. فيما قال المعتزلة: معاوية والزبير وطلحة وعائشة كلهم علي الخطأ. لا تقبل شهادتهم. فيما قال الشيعة: كلهم معاوية والزبير وطلحة وعائشة ارتدوا بعد إسلامهم. أما الأشعري إمام الوسطية الإسلامية فيقول: أشهد علي أني لا أكفر أحداً من أهل هذه القبلة. لأن الكل يشيرون إلي معبود واحد. وإنما هذا كله اختلاف العبارات. وهو قول الثقات الراسخين من أهل العلم الفاقهين لأصول الرسالة الإسلامية. الذين لا يتورطون في وصف الناس بالتكفير طالما نطقوا بالشهادة عن اعتقاد قلبي بأصول الإسلام.