قال تعالي: "ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون".. سورة الأحقاف أية "19" ان منزلة الانسان عند ربه مرهونة بعمله كما وكيفا. والناس متفاوتون في التقوي والله يؤتي كل ذي فضل فضله ومن البديهي أن العمل الشاق الذي يصاحبه صبر وإخلاص يزداد عند الله أجره وثوابه.. ولا شك أن الحج من أشق التكاليف من جهة البدن والمال.. ولذلك جعله الله واجبا في العمر كله مرة واحدة. فالمشقة فيه اكبر من مشقة الصيام لأن جهده بدني. ولذلك كان في العام مرة وأكبر من مشقة الزكاة لأن جهدها مالي. ولذلك كانت في العام مرة في أكثر أوعيتها. أما الصلاة فجهدها البدني قليل. ولذا شرعت في كل يوم خمس مرات. وحتي يهون الله علي الحاج ما يعانيه من مشقة جعل له مرغبات كثيرة. وأعد له منحا وهدايا قيمة من أهمها: أن الله جعل الحج ركناً أساسياً من الأركان التي بني عليها الاسلام. وهذا يطرد التفكير في إهماله والتقصير فيه. أن الله جعله من أفضل الأعمال فرفع قدره وأعلي مكانته. فقد سئل النبي صلي الله عليه وسلم أي العمل أفضل فقال "إيمان بالله ورسوله ثم الجهاد في سبيل الله ثم الحج المبرور" والحج المبرور هو الذي لا تقع فيه معصية أو هو ماكثر فيه اطعام الطعام وطيب الكلام كما جاء في الاحاديث. ان الله جعله جهادا بل جعله أفضل الجهاد للضعفاء ومعروف ان الجهاد ذروة سنام الاسلام فقد روي البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله تري الجهاد أفضل الاعمال أفلا نجاهد؟ فقال "لكن أفضل الجهاد حج مبرور".. جعل الله الحج مكفرا للسيئات ففي الدين من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه". النهاية الأخيرة للحج هي الجنة وهي منتهي آمال المؤمن" الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة". كافأ الله الحاج بألا يجعل نفسه تذل بالفقر لغير الله" تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد". فمن نعم الله للحاج قبول دعائه.. الحجاج والعمار وفد الله ان دعوه اجابهم وان استغفروه غفر لهم". جعل الله للحاج بركة علي غيره عند دعائه له ففي الصحيح يغفر للحاج ومن استغفر له الحاج". ضمن الله أجراً عظيما لو مات قبل أن يتم حجه وهو متوجه اليه فقد روي الشيخان أن رجلا مات بعرقه فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم "اغسلوه بماء وسدر وكفنوه بثوبيه ولا تخمروا رأسه ولا تحنطوه. فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا". جعل الله النفقة في الحج مضاعفة الثواب.. ففي الحديث النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله الدرهم بسبعمائة". فكل هذه مرغبات ستشد المؤمن الصادق شداً إلي أداء الفريضة بل ستغريه بتكراره اكثر من مرة وان كان التكرار للمرة غير مستحب كما رأي كثيرمن العلماء. فإذا أردت أيها الحاج الكريم أن تحظي بهذه المكرمات التي أعدها الله لك فالتزم حدوده وأخلص لوجهه وكن رحيما بالناس متسامحا عفوا. صابرا محتملا لتنال ما أعده الله للحاج من ارصدة ضخمة من الثواب والمكافأة علي كل عمل يعمله ومباهاة الله به الملائكة ومغفرة ذنوبه والنور العظيم يوم القيامة.