الخلاف بين العلماء مهما اشتد وحمي وطيه لا يمكن بأي حال ان يصل الي التجريح والي ساحات الأقسام والمحاكم. ولو دخل الخلاف العلمي أو حتي المذهبي الي المحاكم والتجريح فقد خرج أصحابه من ربقة العلماء. ونزع من علي رءوسهم تاج العلم. المعركة الدائرة الآن بين د. علي جمعة مفتي مصر. والداعية السلفي الكبير الشيخ اسحاق الحويني تخطت الحدود. وأساءت للعلم والعلماء. وللإسلام نفسه فمنذ متي كان خلاف العلماء في ساحات المحاكم؟! ومنذ متي كان الخلاف العلمي تجريحاً شخصياً؟! وإذا كانت هذه طبيعة العلماء فماذا تركنا لغيرهم من عوام الشعب وجهلته؟! ماذا يقول أعداء الإسلام والمتربصون به حينما يرون همجية الاختلاف خاصة مع أكبر رءوس العلم في مصر.. المفتي والحويني. أكيد سنعطيهم الفرصة للطعن في الإسلام وإذلال بلاد المسلمين. ألم يقرأ كل من فضيلة الدكتور وفضيلة الشيخ قوله تعالي "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن" طبعا قرأها كل منهما مئات المرات بل الآلاف. وقد يكون فهما الآية علي ان التي هي أحسن مع أهل الكتاب اما مع المسلمين فبالتي هي أسوأ..!! أحب ان أنوه عن نموذجين من نماذج ردود العلماء علي الإهانة فقد تعرض الفقيه والعالم الكبير د. يوسف القرضاوي لحملة شرسة نالته شخصيا. وخرج الجدل فيها من المألوف الي غير المألوف وتطور الي سوء الأدب حتي صنف أحد مهاجميه كتابا أطلق عليه "اسكات الكلب العاوي يوسف بن عبدالله القرضاوي" وكان أحري بالدكتور القرضاوي ان يحرك الدنيا والمحاكم علي صاحب هذه الألفاظ السيئة. ولكنه تحلي بأخلاق العلماء والفقهاء.. ولم يعقب. ولم يرد حتي باللسان. العلامة الكبير فضيلة الشيخ محمد الغزالي رحمه الله تعرض لحملات شرسة غير مهذبة من قبل بعض الشباب المتعنت . ولما طلب منه التحرك والرد عليهم أو اسكاتهم قال قولته: ولو أن كلب القمته حجرا لكان الصخر مثقالا بدينار الذي حدث في قضية المفتي والحويني يؤكد ان مؤسساتنا الدينية والعلماء مازالوا في أزمة. ومازالوا في غيبة عن الواقع والشارع الإسلامي. مازال ثياب العهد المنصرف يغطي عمائمهم. العقل والحكمة والزهد.. أهم سمات العالم والمفتي فاذا ضاعوا. فماذا بقي..؟!