الحديث الشريف لرسول الله صلي الله عليه وسلم والذي يقول فيه: "إذا تصافح المسلمان تناثرت الذنوب" والحديث الآخر الذي يقول فيه: "هم القوم لا يشقي جليسهم" والثالث "مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير" كلها تشير بوضوح إلي مدي الروحي الذي تتركه الصحبة البشرية لأهل الصلاح والتقوي. فالذنوب تتناثر من مجرد السلام بالأيدي.. والذي صادف أهل الذكر لا يشقي بل له ما لهم بالرغم من أن مراده كان في مصلحة تنقضي ولم يكن معهم في صحبتهم القلبية بل لمجرد المجاورة الجسدية الطارئة.. والثالث الجليس الصالح والذي يترك في النفس أثراً روحياً جميلاً. والمعني أن هناك إضافة نورانية قلبية تحصل لعبد من مجرد الاختلاط المادي بمن هم في درجته أو أعلي منه روحانياً دون أن يدري. وعلي العكس تكون النتيجة إذا كانت المصافحة والمرافقة المادية لأهل الدنيا.. فتكتسي النفس بالظلام.. وتنزل بك إلي أسفل دون أن تدري. فإذا كان هذا هو الحاصل بين أتباعه في أمته صلي الله عليه وسلم وهو من هو.. خير الخلق.. وصاحب النفس الأكرم.. والروح الأعظم.. والمقام الأعلي.. والمتفرد عند ربه بمقام العبودية والعلم بالله.. وفيه كمال الخلق والخلقة والبهاء.. فلم يستودع الخالق سبحانه من كمال في الروح والنفس والجسد كما استودع حبيبه صلي الله عليه وسلم. ونتساءل عن مدي التأثير والتفاعل الروحي في مجتمع الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين مع رسول الله.. والمجاورة المادية لحضرته.. والإضافة القلبية والروحية من مجرد الصحبة فقط لذات الشريفة.. الاجابة عن التساؤل العدد القادم إن شاء الله.