اشتعلت حرب شبابية علي الفيس بوك من نوع جديد بسبب موسم الانتخابات البرلمانية.. فتكونت جروبات ومجموعات وأنشئت صفحات دعائية لبعض المرشحين وفي مقابل ذلك وجد الفريق الآخر المعادي الذي أخذ علي عاتقه كشف رموز وأعضاء النظام السابق ومفسديه. وامتلأت صفحات "الفيس بوك" بالتعليقات وأحياناً بالمستندات التي تفضح هذا المرشح أو ذاك.. ولم يتورع البعض عن الخوض في الأسرار والعلاقات الأسرية والعائلية. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن أن تؤتي هذه الحرب الإلكترونية ثمارها في إبعاد المرشحين المزيفين ومساعدة الحقيقيين الذين يسعون لخدمة البلاد والعباد؟! فقد استطاعت التكنولوجيا الحديثة إسقاط نظم وحكام هذه التكنولوجيا بدأت في إيران بتبادل الشباب والناس شرائط كاسيت الإمام الخوميني هذه الأشرطة استطاعت أن تسقط نظام الشاه وبعدها جاء الرئيس الأمريكي أوباما عن طريق "جروب" علي الفيس بوك شارك فيه شباب وأبناء أمريكا لاختياره رئيساً لأمريكا. وقد استطاعت ثورة يناير تسخير هذه التكنولوجيا عن طريق عدة "جروبات" مثل جروب كلنا خالد سعيد إسقاط نظام مبارك وتنحيه عن الحكم.. وغيرها وكذلك فعل شباب تونس واليمن وسوريا.. فهل تستطيع أن تسقط أنظمتهم؟! هذه التكنولوجيا الحديثة هل تستطيع أن تساهم في إنجاح أعضاء مجلسي الشعب والشوري في الانتخابات البرلمانية القادمة أم ستكون وبالاً عليهم؟! هذا ما يكشفه التحقيق التالي ورأي الشباب الذي أسقط النظام بالتكنولوجيا. حاولنا تتبع جروبات ومجموعات أنشأها من يريد ترشيح نفسه عضواً بمجلس الشعب وما كتب فيه وما كتبه الناس عنه.. وجدنا عجائب الآراء وأسوأ العبارات وإساءات للبعض وصلت للتهجم علي العضو المرشح وعلي أسرته. فهذا جروب لأحد مرشحي مجلس الشعب السابقين كتب الشباب عنه كلاماً لا يليق بهذا العضو الذي كان في السابق يشار إليه بالبنان وكان الكل يتمني أن يلتقي معه ليقضي له مصلحته!!.. وآخر امتلأ الفيس بوك الخاص به بألفاظ وعبارات إساءة له ولأسرته لدرجة أنه كتب أنه لا ينوي ترشيح نفسه عضواً مرة أخري!! وهناك جروب آخر مساويء وعيوب وأخطاء أعضاء مجلس الشعب السابق ودون فيه الجميع كل ما حدث خلال السنوات السابقة. وعلي جروبات أخري كلمات وعبارات جديدة ومدهشة وتدل علي ثقافة جديدة بدأت تنمو بين الشباب فهذا شاب يقول: عاوزين نائب بلدوزر يهدم كل مخالفات العهد السابق.. وناخب يقول: أنا موجود والبوصلة في إيدي وانت في البرلمان ممكن أوديك "اللومان" طرة!! ومرشح آخر يقول: حاربت نفسي وقاومتها لكي لا أفعلها ورغماً عني وجدت نفسي أجهز أوراق تقدمي لمجلس الشعب هي موتة ولا أكثر حتي ولو كان سجناً؟!.. وشاب كتب لأحد المرشحين: أي مرتشي زمان مش هيسرق دلوقتي.. لا لأعضاء مجلس الشعب السابق. أما جروب كارهي مرشحي مجلسي الشعب والشوري فهناك كلام وألفاظ علي سبيل المثال وليس الحصر: أعمل إيه لم أجد رجلاً في بلدتي يرشح نفسه فتوكلت علي الله ورشحت نفسي لعلي أنجح!! أما آخر: أنا اليوم أتقدم بطلب ترشيح والله أعلم غداً أكون في اللومان أم مستقيل!!. الأمية الحديثة يقول محمد السيد مهندس : أنا من مدمني الفيس بوك وممن شارك في ثورة يناير ولكن جروبات مجلس الشعب ومرشحي ليسوا مثل النظام وليس هناك عداء لهم إلي الان إلا الأعضاء السابقين ولكن نصف أهالي دائرتي أميون قراءة وكتابة ولا يفقهون في الفيس بوك فهذا يكفي لإسقاط المرشح ولكن الفيس بوك يستطيع أن ينجح مرشح عضو مجلس الشعب إذا كانت دائرته كلها يدخلون علي الفيس بوك ويقتنع بما كتبه عن نفسه وعن برنامجه أما إذا لم يشبع هذا البرنامج شبابنا فلن يختاره ويسقط مؤكداً. أما يارا مصطفي موظفة فتقول: إذا كان الفيس بوك أسقط نظام مبارك فليس هذا دليلاً علي إنجاح مرشحي مجلس الشعب علي الفيس بوك لأن إسقاط النظام كان مطلباً جماعياً أما اختيار المرشح فيخضع لأمور كثير منها حسن السمعة والسيرة الحسنة. فهل كل من يكتب عن الفيس بوك نراه حتي نحكم عليه إذا كان كذلك أم لا؟! فالنظام كان معروفاً للجميع بالفساد لهذا استطاع الفيس بوك إسقاط كل مرشح لا يأخذ هذا العمل شعاراً له لأنه إذا احتكم إليه يكون حكم علي نفسه بالسقوط في الانتخابات فاللقاءات المباشرة والندوات أفضل من الفيس بوك. بدعة انتخابية أما عاطف الطنطاوي طالب فيؤكد أن هذه بدعة انتخابات هذا العام لأن المرشح وجد نفسه وحيداً فأراد أن يجعل لنفسه جروباً ويعرفه الناس من خلاله وهذا خطأ لأن الناس اليوم دخلوا علي الفيس بوك بلا ضابط فأنت تتكلم وتكتب عبر جهاز أصم لا يتكلم ولا يري فهل أخاطب واختار من يكتب من وراء جدار ولا أراه ولا أسمعه؟! فهذا هو العيب فيمن يدعي أنه سوف ينجح لأنه دخل علي الفيس وكوَّن جروباً فيه ملايين فهذا استخفاف بالعقول والناس فأقول لهم: ارجعوا إلي رشدكم واتركوا هذا الجهاز الأصم وتحاوروا مع الشباب وجهاً لوجه وناقشوهم بدلاً من الهروب خلف جهاز. وتؤكد بسمة الفخراني طالبة علي هذا وتقول: نحن في قري مصر كل يوم نري جروبات ومجموعات ما أنزل الله بها من سلطان تتكلم وتكتب وتتبادل الشتائم والألفاظ ولا تعرف هل هذا هو المرشح أم عدوه؟ وهل هذا الناخب تابع هذه الدائرة أم من دائرة أخري؟! فليس هذا مقياساً يقاس به مدي شعبية المرشح. وأقول للمرشح: أيها المرشح الذي تستمع لهذا الكلام الفارغ وتقنع نفسك به وتتقدم للترشيح فهذا دليل علي سقوطك وتخلفك في الحكم علي أهل دائرتك لأنهم ليسوا جميعاً من رواد الفيس بوك ولكنهم رواد المقاهي والبيوت ودور المناسبات.. وهل أقنعت نفسك بهذا العدد الذي يريد ترشحك الذي هو من صنعك أو من صنع أو من صنع عدواً لك يريد أن يوقعك في شر لا مقر منه ويريد أن يضحك عليك في الآخر فلا يغرك هذا العدد لأنه من الممكن أن يكون صنيع فرد واحد أو مجموعة لا تريد إلا الشماتة فيك والضحك عليك وعلي أسرتك. فأنزل إلي الشارع لتري نفسك ومن يحبك وعدوك وعلي ضوء ذلك تقرر الترشيح أم لا أو تستقبل إذا كنت رشحت نفسك. يتفق معهم محمد مصطفي علم الدين الفرقة الرابعة كلية التجارة بحلوان قائلاً: لقد تحول الفيس بوك فعلاً إلي وسيلة جيدة خاصة أن الشباب وظفوه لكشف الأعضاء التابعين للنظام السابق والمرتشين.. وقد حدث هذا فعلاً في دائرتنا بمحافظة المنوفية حيث وضع أبناء الدائرة صفحة سوداء للمرشحين المرفوضين وأخري للمقبولين. قفص الغرور ويري الدكتور سيد صبحي أستاذ علم النفس وعميد كلية التربية النوعية الأسبق أن المرشح الذي يقدم نفسه أولاً علي الفيس بوك ويضع برنامجه عليه هو يريد أن يجعل من نفسه طرزان أو أبو زيد الهلالي ويكتب للناخبين ما لا يملكه في يده ويؤكد لهم أنه يملك الدنيا وما فيها ووضع نفسه في قفص الغرور وهذا المرشح سجين نفسه وداخله ويصاب بعدم الرضا من الناخبين لأنه يعتقد أنه قدم لهم كل شيء ورضوا عنه وهذا خطأ جسيم يوقع نفسه فيه والناخب يريد المرشح ذي الجوانب الأخلاقية لا يسب الآخرين أو يعطي نفسه الصورة التي لم يخلق مثلها في البلاد ولابد أن يكون المرشح متواضعاً وبرامجه واضحة تحقق كل ما يريده الناخب فإذا تكلم كان متواضعاً وإذا تحدث كان صادقاً وإذا وعد أخلص وأوفي وكان واضحاً لأن الشعب اليوم يريد عضو مجلسي الشعب والشوري صاحب الأخلاق والوضوح والموضوعية وهذا للأسف لا يتحقق من داخل الفيس بوك ولكن من خلال اللقاء والندوة والحوار لأننا شنا سنوات يضحك علينا عضو مجلس الشعب الذي لم يحقق ما قاله ولم يفعل إلا ما يريده لنفسه ولا لبلده ووطنه وكان يعمل لتحقيق مآرب شخصية لنفسه ولعائلته ونريد عضو مجلس الشعب أسداً شرساً لطلب المصلحة العامة ولا يهادن لمصلحته الشخصية ويري الله لأن الله يراه ومن يري الله يحاسب نفسه ويتحري الدقة ويكون دائماً شخصاً مميزاً متميزاً تتطلع إلي هذا الشخص ويريده شبابنا وإذا رشح نفسه يفهم أنها خطوة بسيطة في طريق الرصلاح والإنجاز والموعظة الحسنة فهل هذا نراه أو نقرأه علي الفيس بوك! هذا بلا شك مضيعة لوقته وللناخب فهذا المدعو الفيس بوك لا ينجح أحداً ولا يساعد الناس علي إعطائه صوتهم ولكن هو مفسدة له تضيعه ولا ينجح أبداً.