خلال الأيام الماضية خرجت تصريحات من هنا وهناك وتطمينات من هنا. وقلق من هناك خاصة بعد أن أثيرت قضية عودة العلاقات بين مصر وإيران. مجرد خروج تصريحات قاهرية بضرورة عودة العلاقات مع إيران. انطلق الغضب الخليجي. والسخط الأمريكي. والخبث الإسرائيلي لمحاولة تقويض هذا الاتجاه. وكأن كل هؤلاء يريدون أن يحددوا هم الدور الخارجي المصري. وعلي وهم الماضي ظنوا أن دور مصر الخارجي ليس بيدها. وإنما بيدهم.. وهذا وهم!! ظل النظام المصري البائد فترة وجوده في الحكم يعمل علي صنع عداوات مع إيران دون النظر إلي مصلحة مصر وأراد هذا النظام أن تظل العلاقات المصرية الإيرانية متوترة لحساب بعض الدول الخليجية وأمريكا والاحتلال الإسرائيلي. وصنع هذا النظام عداوة غير مبررة مع إيران. وكانت أقلام نظام مبارك تصدعنا كل صباح عن المحتل الإيراني. والهيمنة الإيرانية. المد الشيعي الإيراني في مصر. محاولة إيران زعزعة استقرار مصر رغم أن الحقيقة تؤكد أنه لا يوجد شيء واحد يبرر قطع العلاقات مع إيران. واتخاذ من إيران نداً لنا. وفزاعة لاستقرارنا. واستقرار الدول العربية. إن وجود علاقات قوية بين قوتين اقليميتين يعد عاملاً قوياً وحيوياً يعمل علي تهديد الوجود الأمريكي في المنطقة. وسوف يكون فزاعة حقيقية للاحتلال الإسرائيلي. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون عامل قلق للدول العربية. فمصر دولة إسلامية عظيمة. هي أم العرب. وإن لم تكن أم الدنيا. وإيران دولة إسلامية قوية علي الحدود الشرقية للدولة العربية ولو تم إن شاء الله تطبيع العلاقات بينهما فستشهد المنطقة تغييراً ايجابياً علي كل الأصعدة سواء الاقتصادية أو السياسية وسوف نحصد نحن في مصر والمنطقة كلها الخير والعزة والقوة والهيبة التي فقدناها طيلة السنوات العجاف الماضية. إن عودة العلاقات مع إيران هو قرار مصر من الألف إلي الياء تحكمه أولاً مصلحة مصر. وشعبها ومصلحة الدول العربية والإسلامية. ولن يتم اللعب في هذا الملف مرة أخري لحساب الغير فالوضع الاقليمي مهم.. والداخل المصري أهم.