اكتب قبل أيام من توجه جموع المتظاهرين إلي شرم الشيخ من أجل المطالبة بمحاكمة الرئيس السابق حسني مبارك وأسرته وضبط مجدي راسخ صهر ولده علاء مبارك الذي كشفت التحقيقات والتحريات التي قام بها جهاز الكسب غير المشروع أنه كان من كبار الناهبين لبلدنا المسكين الذي خانه وابتزه بعض أبنائه بشكل يفوق ابتزاز واستغلال المحتلين الأجانب حتي وجدنا من يترحم علي أيام الاحتلال الانجليزي التي كانت أكثر ديمقراطية ولم تكن فيها رأسمالية متوحشة مثل التي رعاها مبارك وأولاده وحاشية السوء المحيطة بهم. لست مع استمرار مبارك في مصر حرا طليقا مع أسرته حتي ولو كان تحت الإقامة الجبرية في قصورهم المستفزة التي بناها لهم حسين سالم أشهر ¢حرامي¢ مقاولات لحساب الرئيس وأسرته وسرعان ما باعهم في اول محطة وهرب خارج البلاد مع ما تيسر له جمعه وتحويله من مليارات. لست مع الإجراءات المتراخية التي تتم في متابعة بعض رؤس الفساد في النظام البائد رغم ان شردوا العباد وخربوا البلاد لأكثر من ثلاثين سنة وخاصة أن بعضهم عتيق و ¢شيخ منصر¢ منذ أيام السادات إن لم يكن من أيام عبد الناصر. ونعوذ بالله أن نكون مثلهم في طول العمر مع البعد عن الله لأن شر العباد من طال عمره وفسد عمله.. لست مع التراخي في الضرب بأيدي من حديد علي كل من عبثوا في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وجمعوا عشرات المليارات وأهلكوا الحرث والنسل بعد أن أظهروا أنفسهم للشعب علي أنهم مبعوثي العناية الإلهية لانقاذ الشعب المصري الذي أكدت الاستطلاعات الوهمية التي قاموا بإجرائها أن الشعب المصري ¢عاشق لحكومته¢ ويسبح بحمد رئيسه وقرينته ونجليه اللذين يظهران في كل المناسبات بداع أو بدون داع. أرفض مبدأ ¢التشفي والشماتة¢ مع أنه جائز من وجهة نظري في مثل تلك السرقات التي لم يشهد له التاريخ مثيلا إلا في بعض الممالك التي ظن أهلها أنهم أرباب الأرض ومن عليها ولهذا إنهم حينما يسرقون إنما يأخذون من أموالهم التي وهبهم الله إياها. ومن المؤسف أن هذا النموذج الصارخ موجود في كثير من بلادنا العربية والإسلامية وكان حسني مبارك يريد تطبيقه في مصر عن طريق توريث الحكم ولكن الله سبحانه وتعالي آتاهم من حيث لم يحتسبوا. وحقا ¢دولة الظلم ساعة ودولة العدل إلي قيام الساعة¢..