أكد علماء الأمة أن المرحلة القادمة تطلب أن نحدد أجندة أولوياتنا للإصلاح تبدأ من الأمن والتعليم واصلاح الدعوة واصلاح الإعلام وتحديد حلم قومي للمصريين جميعا ينهض بهم من سكونهم ويبين لنا رؤية واضحة للمستقبل. حول أهم أولوياتنا للإصلاح في المرحلة المقبلة تدور هذه السطور : بداية يؤكد الداعية الإسلامي الشيخ محمد حسان أن ترتيب أولوياتنا في الوقت الراهن ضرورة لا غني عنها ويجب أن نعي جميعا أن التغيير والإصلاح لا يتم أبدا دفعة واحدة وإنما بالتدرج فهذه سنة كونية لن يحدث تغيير وإصلاح حقيقي في العملية التربوية والتعليمية إلا إذا أعدنا النظر إلي المدرس علي أنه ليس شخصا أو موظفا يؤدي وظيفة وإنما هو شخص صاحب رسالة محترمة راقية ويجب أن نوفر له كل ما يحتاج إليه للقيام بهذه الرسالة علي أكمل وجه .والشباب طاقات هائلة وهم أغلي ما نملكه من مصادر القوة إن أحسنا توظيفه وتوجيهه لصالح الدين والوطن . ولابد أن يعود المسجد إلي رسالته وأنا أنادي بصوت مرتفع بتجديد الخطاب الديني والدعوي في المرحلة المقبلة للربط ربطاً صحيحاً بين الأصول والثوابت والمتغيرات . وعلينا أن نعيد النظر في هيكلة ومنظومة جهاز الشرطة بالكامل لتحويل شعارها "الشرطة في خدمة الشعب" إلي واقع عملي لا يجوز أبدا أن يكون التغيير والإصلاح في ناحية واحدة وأن نعطل التغيير في النواحي الإخري من أجلها بل يجب أن يبدأ التغيير في هذه النواحي كلها حيث يوجد كل فرد فينا مهما كان موقعه أو عمله أو منصبه والله إنها لأمانة سنسأل عنها جميعا بين يدي الله جل وعلا . ونظرا للظروف الحرجة التي تمر بها بلادنا في هذه الأوقات العصيبة فإنني أري أن نبدأ التغيير والاصلاح في المؤسسة الأمنية "جهاز الشرطة" إذ أن ما حدث في الايام الماضية من انفلات أمني مروع أصاب الناس بالهلع والفزع يحتم علينا أن نعيد النظر في هيكلة ومنظومة جهاز الشرطة بالكامل لتحويل شعارها "الشرطة في خدمة الشعب" إلي واقع عملي .. مشيرا الي انه يمكن أن يلي ذلك التغيير والإصلاح في المؤسسة الدينية وهو ما يبدأ حتما بتحرير المساجد وإعادة دورها ورفع القيود عنها وإلقاء الرقابة عليها. فالمساجد قطب الرحي في الإسلام. فلابد أن يعود المسجد إلي رسالته وأنا أنادي بصوت مرتفع بتجديد الخطاب الديني والدعوي في المرحلة المقبلة للربط ربطاً صحيحاً بين الأصول والثوابت والمتغيرات لتحقيق المناطات العامة والخاصة للربط ربطاً صحيحاً بين دلالات النصوص الشرعية والواقع الذي تغير ويتغير كل ساعة بلا مبالغة. قال :التغيير والإصلاح في المؤسسة التربوية والتعليمية إذ تمر بأزمة حقيقية علي مستوي العالم ومن التربويين المتخصصين من يرد هذه الأزمة إلي أسباب اقتصادية ومنهم من يردها إلي أسباب نفسية ومنهم من يردها إلي أسباب تربوية أخلاقية لكني أري أن أخطر ما يواجه التعليم في بلادنا أنه تعليم بلا هدف والحصول علي المؤهل الدراسي أصبح الغاية التي من أجلها تبرر أي وسيلة ولو كانت بالغش والتزوير والطرق غير المشروعة ولذا صار التعليم في واد ودفع عملية الإنتاج والإبداع والتنمية في واد أخر تماما وأصبح عاجزا عن تقديم الكوادر العلمية والتربوية والفنية المتخصصة القادرة علي تلبية حاجات المجتمع في كل مناحي الحياة ويلي ذلك التغيير والإصلاح في المؤسسة الإعلامية والفكرية والثقافية إذ أن وسائل الإعلام والفكر والثقافة هي التي تحكم العالم بحكامه وشعوبه. أضاف :التغيير والاصلاح في المؤسسة الاقتصادية هو ما يلي ذلك في الأولويات إذ أن الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي عضت بأنيابها التي لا ترحم كثيرا من الناس وقطاعات عريضة من الشباب العاطل عن العمل كانت هذه الأزمة مع غيرها من غياب العدالة الاجتماعية في توزيع الثروات والتفاوت المرعب بين الطبقات فقلة قليلة تمتلك المليارات والكثرة الكاثرة لا تمتلك الجنيهات مع انتشار الفساد والظلم والرشوة والمحسوبية وغير ذلك كانت هذه الأسباب سببا فيما وقع من أحداث في تونس ومصر ولبيبا وما يجري الآن في دول عربية أخري والأمر يحتم علي العقلاء والمخلصين الغيورين أن نفكر من الآن تفكيرا جديا في تحقيق نهضة اقتصادية وزراعية وصناعية كبري علي أيدي هذا الشباب الواعد الذي أبهر العالم وأدعو أهل الفضل من رجال الأعمال لإنشاء صناديق للتبرع بمبالغ ضخمة للاستغناء عن المعونة الأمريكية. ويري الدكتور عبدالله حسن بركات - استاذ الأديان والمذاهب بجامعة الأزهر - أن من أهم أولوياتنا الآن الوقوف واقعا علي الإصلاح الدستوري الذي يهيئ البلاد للمرحلة المقبلة التي تحتاج جهدنا جميعا و اذا كانت مصر تعيش مرحلة إعادة البناء فإن البناء يحتم أن نبدأ من خلال أجندة أولويات وليس أولي ولا أهم من الأمن ثم يليه أن نصنع حلما للأجيال القادمة بدلا من أن نبقي أمة بلا هدف ولا هوية وليس أهم من صناعة العقول والعلم من أن يكون مشروعا قوميا لمصر كلها. أضاف : يلي التعليم كمشروع قومي عودة الهيبة للمؤسسة الدينية من خلال الاستقلال الكامل لكل هيئاتها من جامعة ومعاهد ووعظ ومشيخة وانتخاب كافة القيادات وتحرير الدعوة من كافة القيود .. مشيرا الي أن تحقيق الأمان الاقتصادي لكل المصريين حلم يجب ان نسعي جميعا لتحقيقه. ويعرض الدكتور مصطفي مراد - الأستاذ بجامعة الأزهر - الي أن التعليم والصحة والأمن وتوفير الحد الكريم للعيش لكل المصريين الذين يحلمون يتحقيق كل احلامهم وطموحاتهم من خلال ثورة يناير العظيمة التي اعادت مصر لتبني مجدها من جديد. وبين ان توافق الآراء والسعي الي تحقيق المصلحة العامة واجب وطني يجب ان نتوافق خلفه من أجل صالح امتنا كلها.