نواصل حديثنا عن التأملات في كتاب الله ونقول وبالله التوفيق: 1 الملائكة ذوو أجنحة: يقول تعالي في أول سورة فاطر:"الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مني وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله علي كل شئ قدير" ولو تقيدنا بالتفاسير القديمة التي اعتبرت الجناح مثل جناح الطير.. وما دام هو جناح مَلَك.. والمَلَك عظيم فلا بد أن يكون الجناح مزينًا بالذهب والفضة واللآلئ طبعًا !! وسيدنا جبريل يحمل قرية سيدنا لوط عليه السلام علي طرف جناحه وليس علي جناحه كله نظرًا لقوته وعظمته.. إلخ هذه التفاسير. وماذا يكون ردُّك إذا سألك طفلك الصغير الذي يعلم الآن أنه لا هواء بين الكرة الأرضية والقمر والنجوم وأن الطيران لابد وأن يكون في هواء وليس في فراغ .. فكيف تستعمل الملائكة أجنحتها في التحليق بدون هواء !!! فإذا عرفت أن لفظ الجناح تذكره العرب بمعني القوة والشدة .. فيقولون مَهيض الجناح علي المستذل الضعيف.. وفي القرآن الكريم يقول تعالي:" واخفض لهما جناح الذل من الرحمة..." الإسراء 24 فإذا فهمنا لفظ الجناح في القرآن الكريم بمعني القوة والسطوة لكان المعني أكثر استساغة وعقلانية وليس هناك من داع لأنْ نَصِف الجناح بالذهب والفضة ونزيد ونعيد في كلامنا ثم لا نستطيع أن نرد علي المتسائلين عن الطيران وكيفيته. وصدق اللَّه تعالي فإن لكل ملك قوة خاصة ومقومات خاصة تهيؤه لما خلقه اللَّه تعالي له.. وهل تتصور أن رضوان خازن الجنة مثل مالك خازن النار!! الجمال والأنس كله في رضوان .. والغضب والقسوة كلها في مالك.. والاثنان يتمتعان بصفات من اللَّه تعالي من الرضا والغضب. 2 الصحف والأقلام والكتابة في القرآن الكريم : ترددت في القرآن الكريم هذه المسميات عند الحديث عن تسجيل أقدار الخلق.. وأعمالهم.. وحسابهم عند البعث. فالملائكة تسجل الأقدار وتكتب لكل عبد في بطن أمه عمله وعمره وشقي أم سعيد.. ثم عليه في حياته في الدنيا كرام كاتبين يسجلون أعماله وأفعاله " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" سورة ق آية 18 . ويوم القيامة .." وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا" وللحديث بقية العدد القادم بمشيئة الله تعالي