لقد سار علي منهاج لاوست: البروفسور جورج مقدسي في مقالاته الثلاث التي كتبها عن ابن تيمية بأسلوب علمي مركز. وكانت المقالة الأولي بعنوان: Ibn Taymiyas Autigraph Manuscript on Istihsan. أي "مخطوطة ابن تيمية عن الاستحسان" والمقالة الثانية بعنوان: Ibn Taymiya: A Sufi of the Qadiria Order. أي "ابن تيمية صوفي من الطريقة القادرية" أما المقالة الثالثة فكانت بعنوان: The Tanbih of Ibn Taymiya on Dialectic. أي "تنبيه ابن تيمية عن التفكير الجدلي". وفي جميع هذه المقالات الثلاث حاول جورج مقدسي أن يثبت خطأ ما أورده - دونكان ماكدونالد ? من ملاحظات عدائية تجاه ابن تيمية. حين زعم أن ابن تيمية لم يكن إلا رجلاً أنانياً "وليس لديه من نفع لطريق الزهد أو الفلسفة أو الدين. وأنه لم يقصد إلا نفع نفسه". ويرد جورج مقدسي علي هذا الاتهام بالقول: "إن طريق ابن تيمية والدرجة العالية من الفهم الشامل للإسلام لديه لا يرفضان مكانة الزهد والتصوف إذا كانت محتويات الزهد ومضامين التصوف صحيحة النقل صائبة المحتوي. وما زال - مقدسي - مستمراً في أبحاثه في هذا الميدان وللرجل شغف بابن تيمية سوف يقود إلي أبحاث عميقة مطولة" أ.ه. ابن تيمية قادري الطريقة وقال في صفحة "177" ما نصه:- "تباين الباحثون في موقف ابن تيمية من الصوفية واختلفوا اختلافاً كبيراً. وما زال النقاش حول هذا الموضوع يدور علي صفحات الكتب والمجلات المتخصصة. فلقد صوَّره البعض ? كما فعل المستشرق د. ب. ماكدونالد - علي أنه العدو اللدود للصوفية والحياة الروحية سواء. وآخرون ما زالوا يُصرّون علي أن ابن تيمية لم يكن معادياً للصوفية. وأنه هو نفسه كان صوفياً تلقّي صوفيّته من الطريقة القادريّة. والواقع أن ما استهدفه ابن تيمية هو إبراز الجوهر الأصلي للتصوف كمدرسة تربوية هدفها الأساس تهذيب النفس وتطهيرها من أخلاقها الذميمة. ولذلك عارض كل انحراف طرأ علي التصوف فيما يخص هذا الهدف. وكل ما يخالف القرآن والسنة في هذا المجال. وانطلاقاً من هذه القاعدة أظهر ابن تيمية احتراماً كبيراً لروَّاد الزهد وشيوخ التصوف الذين التزموا بالقرآن والسنة من أمثال الفضيل بن عياض. وإبراهيم بن أدهم. والسري السقطي. والجنيد. وحماد الدباس. والشيخ عبد القادر الكيلاني. وعدي بن مسافر. وأما ما ذكره ? جورج مقدسي ? حول انتساب ابن تيمية للقادرية فقد استند فيه إلي سلسلة شيوخ ابن تيمية التي تبدأ بموفق الدين بن قدامة تلميذ الشيخ عبد القادر المباشر وخريج المدرسة القادرية في بغداد. وللحديث بقية ان شاء الله تعالي