هو كتاب الله تعالي الذي نزل له الأمين جبريل علي الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم باللفظ العربي. المنقول بالتواتر. المتعبد بتلاوته حيث قراءته من أفضل العبادات. المتحدي ببلاغته حيث ادعي المشركون أن القرآن ليس من عند الله فتحداهم أن يأتوا بسورة من مثله. وهو كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير خاطب فيه القلوب بالموعظة الحسنة والعقول بالأدلة والبراهين ولفت النظر إلي ما في الكون من آيات وعظات وأشار إلي كثير من الحقائق العلمية التي ثبت بعضها بعد تقدم العلم والاكتشافات والتي لم يظهر الكثير منها حتي الآن ولاتزال في طي الغيب. قال تعالي : "قال لئن اجتمعت الإنس والجن علي أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا" صدق الله العظيم [سورة الإسراء آية 88]. ولقد كان لهم أن يجمعوا العقلاء والفصحاء ليأتوا بسورة أو بشيء من مثل ما أتي به فيبطلوا حجته ولكنهم لم يستطيعوا ذلك إذ عجز العرب عن المعارضة وقد نزل القرآن بلسانهم أي لغتهم كان غيرهم أشد عجزاً وحيرة. إن إخبار القرآن الكريم بالأمور الغيبية لهي إعجاز إلهي يرضخ بالألباب إلي الحق والتصديق به فعن ابن أبي حاتم عن عكرمة قال : لم نزلت "سيهزم الجميع ويولون الدبر" قال عمر : أي جمع يهزم؟! أي جمع يغلب؟! قال عمر : فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم يثب في الدرع وهو يقول : "سيهزم الجمع ويولون الدبر" فعرفت تأويلها يومئذ. اللهم ارحمنا بالقرآن واجعله لنا إماماً ونورا وهدي ورحمة وذكرنا منه ما نسينا وعلمنا منه ما جهلنا وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار واجعله لنا حجة يا رب العالمين. محمد سعد شمروخ بهجورة نجع حمادي