يعتبر العمل الاجتماعي والتطوعي من أهم الوسائل المستخدمة للمشاركة في النهوض بمكانة المجتمع في عصرنا الحالي ويكتسب العمل الاجتماعي أهمية متزايدة يوما بعد يوم والحكومة لم تعد قادرة علي سد احتياجات أفرادها فمع تعقد الظروف ازدادت الاحتياجات الاجتماعية وأصبحت في تغير مستمر ولذلك كان لابد من وجود جهة أخري موازية للجهات الحكومية تقوم بتكملة الدور الذي تقوم به الجهات الحكومية في تلبية الاحتياجات الاجتماعية وتسمي هذه الجهة الجمعيات الاجتماعية والمنظمات الأهلية وفي أحيان كثيرة يعتبر دورها دورا سباقا في معالجة بعض القضايا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وليس تكميليا وأصبحت تضع خططا وبرامج تنموية تحتذي بها الحكومات. ولقد شهد العمل الاجتماعي في مصر عدة تغيرات وتطورات في مفهومه ووسائله وذلك بفعل التغيرات التي تحدث في الاحتياجات الاجتماعية فبعد أن كان الهدف الأساسي هو تقديم الرعاية والخدمة للمجتمع وفئاته أصبح الهدف الآن تغيير وتنمية المجتمع وبالطبع يتوقف نجاح تحقيق الهدف علي صدق وجدية العمل الاجتماعي وعلي رغبة المجتمع في إحداث التغيير والتنمية حتي بات يعتبر أحد الركائز الأساسية لتحقيق التقدم الاجتماعي والتنمية فالعمل الاجتماعي للأفراد وأهمية متزايدة مع تعقد الظروف الحياتية والمورد البشري هم العامل الأساسي لنجاح العمل الاجتماعي فنمو تلك المجتمعات تعكس صورة مشرقة لجهود ومسيرة وإدراك أفراده وبعد نظرهم للقضايا الاجتماعية ومن أهم تلك الموارد البشرية الممارسة للعمل الاجتماعي هم الشباب فحماس الشباب وانتماؤهم لمجتمعهم كفيلان بدعم ومساندة العمل الاجتماعي والرقي بمستواه ومضمونه ولكن نسبة قليلة من الشباب هم الذين يمارسون العمل الاجتماعي وهناك عزوف من قبل الشباب للمشاركة في العمل الاجتماعي بالرغم من أن الشباب يتمتع بمستوي عال من الثقة والفكر والانتماء وبالرغم من وجود المؤسسات والبرامج والجوائز التي تشجع الشباب علي المشاركة بشكل فعال في تنمية مجتمعهم فما هو السر وراء عزوف العدد الكثير من الشباب للعمل الاجتماعي وما هي الأساليب لدفع الشباب للعمل الاجتماعي؟ وهل للمؤسسات الاجتماعية دور في عزوف الشباب للعمل الاجتماعي واحتكار أعمال اجتماعية لفئات مخصصة من المجتمع سبب في عزوف الشباب عن العمل الاجتماعي؟ هذه مجموعة من الأسئلة نحاول خلال هذا التحقيق الاجابة عنها وتقديم الحلول لها. غياب روح العمل يري مصطفي سعد موظف ان من الأمور التي تجعل الشباب في عزوف عن المشاركة الاجتماعية هو عدم تشجيع من يحيط بهم علي مثل هذه الأعمال والتي هي تخدمه وتخدم المجتمع وتخدم الجميع وتشد به وتدفعه للرقي والارتقاء فدائما ينصب اهتمامهم علي الأعمال التي تجلب له المال ومن جهة أخري قد نري مجلس إدارة الجمعية الاجتماعية لا يحترم ولا يقدر الشاب الذي يخدمهم ويقدم ويجتهد وربما تجد بعض الاستعلاء أو ديكتاتورية التعامل فغياب روح العمل الجماعي أدي إلي غياب روح العمل الاجتماعي ومنها عدم التفاهم بين أفراد المجموعة التي تعمل عملا تطوعيا في خدمة المجتمع واحترام بعض الفئات وإهانة فئات أخري دون الاهتمام بما قدموا والاهتمام فقط بالمركز الاجتماعي لهم ولعائلته والنظر إلي عيوب وأخطاء المتطوع ومثال علي ذلك شاب في الصفوف الجامعية اشترك بعمل تطوعي وفي وسط العمل سمع أغنية وغضب زملاؤه منه وأصبح الشاب غير لائق للعمل. نعم الجمعيات الاجتماعية لها دور كبير في عزوف الشباب عن العمل الاجتماعي هكذا بدأ يسري عماد طالب وشارك في جمعية وقال مثلا مدير الجمعية غير مرغوب فيه وهذا يسبب مشاكل في الجمعية وأحيانا يتم ترقية شخص لا يستحق الترقية لمرتبة أعلي من مرتبته واحترام بعض الفئات وإهانة أحد المتطوعين أو نقل عدد من المتطوعين وهم لا يقبلون بالانفصال عن بعضهم من الذين شاركوهم في العمل التطوعي لفترة وعدم التفاهم بين أفراد المجموعة التي تعمل عملا تطوعيا في خدمة المجتمع منطق غير مقبول بالعمل التطوعي جملة وتفصيلا ويسبب عائقا في عجلة سير تلك المجموعة والمعاملة السيئة من قبل المؤسسات والواجب علي القائمين علي الجمعيات أن يسعوا جاهدين بأن يكونوا حضنا دافئا يضم هذه الطاقة الشبابية الجبارة وسوف ترون غدا ان ما جنيتموه سوف تحصدونه ومن زرع حصد. جهود الشباب ومن الأساليب المثلي لدفع الشباب للعمل الاجتماعي والانضمام للجمعيات يؤكدها رمضان محمد رئيس جمعية اجتماعية الابتعاد عن الواسطة وأسلوب معين في العمل وكشف مواهب الشباب في العمل الاجتماعي وتقدير جهود الشباب ومكافآته في إنجاز أو نجاح في عمل معين وأن يكون الإشراف من شباب مستقلين بعيدين عن أي ضغط موجه إليهم وانتقاء شباب يكون لهم صلة ببعض من قبل وتكليفهم بعمل واحد حتي يتسني لهم النقاش والأخذ والعطاء مع بعض مما يزيد تقبلهم العمل وتوجيه الشباب وحثهم للعمل الاجتماعي وتقوية الشباب الذي يعمل وتجعله أفضل ممن لا يعمل وترفع ذا الخبرة والكفاءة وعدم احتكار تلك المؤسسات للعمل الاجتماعي. تؤكد زينب سعيد مشتركة في نشاط جمعية اجتماعية ان العمل الاجتماعي وخاصة بالريف يعاني من عزوف الشباب عن المشاركة الفعالة رغم انه وعاء لصقل إبداعات الشباب ومده بأسس ثقافية هامة ويهدف إلي تغيير بنيان الواقع واحداث تغيير علي مستوي أشكال التفكير فيه وهو حقل متميز ومجال خصب تنتعش فيه روح تحمل المسئولية بشكل جماعي ويتم فيه الدفع بالشباب نحو تحرير طاقاتهم وإمكانياتهم الإبداعية وخلق أفراد يحكمون ضمائرهم الحية في الإنتاج والإبداع والنقد يرجع عزوف الشباب إلي التخوف من العمل الاجتماعي بسبب ما توصل إليه من انطباعات سيئة من خلال زملائه والجهل بحقيقة العمل الاجتماعي وغياب برامج تستجيب لحاجات الشباب وغياب الحوار واحترام رأي الآخر والافتقار للتجهيزات والإمكانيات الضرورية للاشتغال وضعف الموارد المالية وانعدام الابداع والمبادرات وتكرار نفس الأنشطة وعدم التجديد يخلق الملل لدي الشباب. أهمية العمل الاجتماعي أشار الدكتور سيد صبحي أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس ان العمل الاجتماعي في السنين الأخيرة أكد أهميته وجدارته في مجال التنشئة الاجتماعية والتنمية وهو الأمر الذي تنبهت إليه مختلف الدول وتغيير النظرة إليه وأصبح العمل الاجتماعي من مكونات المجتمع المدني ولازال يفتقر إلي العديد من الدراسات والأبحاث التي يجب أن تجتهد قدر الإمكان في توجيه جانب من اهتماماتها في خدمة هذا القطاع ومن سلبيات هذا العمل الخلط بين ما هو سياسي وما هو اجتماعي يطرح لبسا لدي الشباب والارتماء في ميادين دون اختصاص والعمل داخل الجمعيات يتم بطريقة غير ديمقراطية ويتم إقصاء الشباب وكثرة الجمعيات ذات التوجه السياسي واستغلال الشباب لهذا الغرض غياب الحوار داخل الجمعيات لاعتبارات عديدة وكذا عدم اتساع دور الشباب وعدم تلبيتها لطموحات الشباب للابتكار والإبداع والخلق ولكي تقوم الجمعيات بدورها لدعم الشباب وتدفعهم للاشتراك في الجمعيات والعمل التطوعي يجب أن نحفز الشباب ونعرفه بالعمل الاجتماعي المتقدم إليه قبل انخراطه وغرس ثقافة العمل التطوعي وروح المبادرة وعدم استغلال الجمعيات في الانتخابات السياسية واستعمالها للحملات الانتخابية وبناء الجمعيات علي أسس ديمقراطية والثقة الكاملة في قدرات الشباب لتسيير الجمعيات وضرورة استعادة دور الشباب لمكانتها ومصداقيتها. يقول الدكتور أحمد يوسف سليمان أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة القاهرة: إن الجمعيات الاجتماعية لا يمكنها أن تخالف الاداب العامة والأخلاق الحميدة فهي أهداف تسعي دائما إلي نشر الوعي الفردي والجماعي عن طريق فتح المجال أمام الشباب للتعبير عن رغباتهم والتعرف علي العالم الخارجي وصقل المواهب وتطوير المعارف والمساهمة في التنشئة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للبلاد كما ان للجمعيات دورا أساسيا في تلقين الشباب روابط أخلاقية واجتماعية من خلال افادتهم بأهدافهم الذاتية وتساعد الشباب في نموه العقلي ونظام الجمعية وعاداتها تشابه إلي حد ما نظام المجتمع مما يجعل الشباب قادرا علي الاندماج في المجتمع ونظامه بسهولة ليصبحوا أعضاء نافعين يشاركون في التنمية.