آثارنا تبكي.. أي مأساة همجية يمر بها وطننا الذي زحفت عليه قوي الشر المبيت.. أمام هذه المأساة الدامية ضد متحف ملوي وضد ما يحدث لآثارنا الإسلامية جريمة بشعة.. إن ما يحدث تجاه نهب وتدمير تراثنا الحضاري ونهب ممتلكاته الثقافية ما هو إلا خطة منظمة من جماعات أرادت هدم الأهرامات والتماثيل الفرعونية وقد طالب مثقفو العالم بضرورة الاحتجاج الصارخ وتكريس بعض الوقت للوقوف حدادا أمام متاحف مدنهم تعبيرا عن استنكارهم لهذا الفعل البربري المتوحش.. إن آلاف المواقع الأثرية التي تحتوي علي أقدم كنوز حضارة مصر الفرعونية والإسلامية والقبطية تركت دون حماية أو حراسة، الأمر الذي سمح باستمرار عمليات الحفر غير المشروعة.. ومهاجمة المتاحف وسرقة ما بداخلها.. وفي هذا العدد نعرض بالصور القطع الأثرية التي نهبت من متحف ملوي أيضا نعرض صورا للآثار الإسلامية التي بدأت تدمر بفعل الإهمال المتعمد من قبل المسئولين بوزارة الآثار . في البداية أكد د.محمد إبراهيم وزير الآثار أن وزارة الآثار تعد تقريرا مفصلا مدعما بالصور عن حالة متحف ملوي بمحافظة المنيا بعد ما تعرض له من اعتداء من قبل بعض الجماعات المتطرفة تاركين المتحف في حالة دمار شامل بعد سرقة معظم محتوياته من المقتنيات الأثرية الفريدة وتكسير البعض وإحراقه، لإرساله إلي الدكتور محمد سامح عمرو المندوب الدائم لمصر لدي منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" ليقوم بدوره بالاتصالات اللازمة مع القطاع الثقافي بالمنظمة، وبصفة خاصة الخبراء المعنيون باتفاقية اليونسكو لعام 1970 بشأن الاعتداء علي الممتلكات الثقافية وسرقة وتهريب الآثار لتوضيح للرأي العام ما فعلته تلك الجماعات بآثار مصر شأنها شأن مافعلوه بالعديد من الكنائس والمنشآت التاريخية بالعديد من المحافظات، وعرض ما اقترفوه في حق الممتلكات الأثرية المصرية علي المحافل الثقافية. أضاف وزير الآثار أنه سيتم إرسال تقرير آخر موثق بالصور للقطع الأثرية المسروقة من متحف ملوي إلي المجلس الدولي للمتاحف (الأيكوم) لوضعها علي القائمة الحمراء علي وجه السرعة، موضحا أن قائمة الطوارئ الحمراء تهدف إلي مساعدة رجال الجمارك والشرطة علي التعرف علي القطع المصرية المسروقة التي تحميها التشريعات القومية، ويشجع ذلك أيضا المتاحف ودور المزادات وتجار وجامعي القطع الفنية علي عدم الشروع في حيازة أي قطعه أثرية. كما أشار إلي أنه سيتم إبلاغ الإنتربول الدولي ورجال الجمارك بهذه القائمة لنشر بياناتها في المزادات والمتاحف والمعارض الدولية لعدم التعامل مع تلك الآثار التي تمتلكها مصر. أيضا تلقي د. محمد إبراهيم ، تقريراً من اللجنة التي شكلها لجرد محتويات المخزن المتحفي بمنطقة ميت رهينة الأثرية بالبدرشين بمحافظة الجيزة ، إثر اكتشاف كسر بسقف المخزن اكتشفه الأثريون أثناء المرور الدوري لتأمين المنطقة الأثرية، حيث أكدت اللجنة فقدان قطعتين الأولي تمثل مائدة قرابين من الحجر الجيري أبعادها 50 * 39سم لا يوجد عليها نقوش أو كتابات، والأخري عبارة عن نموذج لمسلة من الحجر الجيري خالية من النقوش أيضا ومكسورة القاعدة يبلغ ارتفاعها 17سم، إحداهما مسجلة كأثر والثانية مسجلة للدراسات والأبحاث. مشيرا إلي أنه تم إبلاغ جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية بأوصاف القطعتين المسروقتين كما سوف يتم إبلاغ الإنتربول الدولي لتعقبهما. عموما ما تعرضت له آثارنا خلال الفترة الماضية شاهده العالم والمنظمات التي تهتم بالآثار فقد أدان المجلس الدولي للمتاحف (الأيكوم) ما تعرضت له المنشآت والمباني من الكنائس والمتاحف الأثرية في مصر من تخريب وتدمير وسرقات علي أيدي الجماعات المتطرفة، صرح بذلك د. محمد إبراهيم وزير الدولة لشئون الآثار، مشيراً إلي أن إدانة منظمة الأيكوم كانت في مقدمة توصيات المؤتمر الدولي للمتاحف الثالث والعشرين الذي عقد في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل بمشاركة خبراء من كل دول العالم وامتد لمدة خمسة أيام وانتهت فعالياته، تحت عنوان "زيادة الوعي الجماهيري لعلوم المتاحف وأهميتها وما يمكن أن تقدمه في خدمة المجتمع المحيط بها". كما أشار وزير الآثار إلي إدانة مدير عام المجلس الدولي للمتاحف (الأيكوم) د. هانز مارتن لشدة العنف والتطرف الذي تحدثه الجماعات المتطرفة في مصر وسوريا من سلب ونهب للمتاحف والمناطق الأثرية وتدمير التراث الثقافي. كما أدانت منظمة اليونسكو ما تعرض له متحف ملوي بمحافظة المنيا من سرقة محتوياته وإحراقه وتدميره علي أيدي بعض العناصر المتطرفة ، كما أدانت الدمار الذي طال العديد من المباني الدينية مثل المساجد والأديرة القبطية. جاء ذلك كرد فعل سريع علي التقرير المدعم بالصور الذي أرسله د.محمد إبراهيم وزير الآثار إلي مندوب مصر الدائم بمنظمة اليونسكو لإطلاع المسئولين والخبراء بالمنظمة الدولية علي ما تعرض له متحف ملوي من تدمير . أوضح د.محمد إبراهيم أنه تلقي خطاباً من د. سامح عمرو مندوب مصر الدائم لدي منظمة اليونسكو أشار فيه إلي أن منظمة اليونسكو أصدرت بياناً أكدت فيه مدير عام منظمة اليونسكو، د. إيرينا بوكوفا إدانة المنظمة للسرقات التي لحقت بمتحف ملوي القومي بالمنيا وكذلك الدمار الذي طال العديد من المباني الدينية في صعيد مصر والفيوم والقاهرة. كما أبدت بوكوفا استعداد منظمة اليونسكو تقديم الدعم التقني اللازم للسلطات المصرية للحيلولة دون الاتجار في القطع الأثرية المنهوبة أو تهريبها للخارج. أشار د.محمد إبراهيم إلي أن مندوب مصر باليونسكو أفاد في خطابه بانزعاج فرانسسكو باندارين مساعد المدير العام لقطاع الثقافة بمنظمة اليونسكو لما تعرضت له المباني الدينية وما تعرض له متحف ملوي من تدمير ، مشيراً إلي أن منظمة اليونسكو سوف تتعاون مع وزارة الآثار في ترميم القطع الأثرية التي تم تدميرها بالمتحف. وأكد بندارين أنه سوف يبلغ الإنتربول الدولي فوراً بقائمة المسروقات التي قدمتها الوزارة ليتم وضعها علي قاعدة بيانات الإنتربول لمطاردة وملاحقة من يقوم بنقل هذه القطع الأثرية والاتجار فيها.كما ستقوم المنظمة بالاتصال من جانبها بالاتحاد الدولي للجمارك لوضع قائمة المسروقات ضمن القائمة الحمراء الخاصة بالاتجار لمنع تداول هذه القطع بين الدول. ومن أهم سرقات متحف ملوي تمثال أميرة من عصر العمارنة، يعتقد أنه من الحجر الجيري سرق من متحف ملوي يوم 15 أغسطس 2013رقم السجل 615. تمثال لطائر الإيبيس (أبو منجل) يحمل نقشا ديموطيقيا علي قاعدته. مصنوع من الحجر الجيري ورأسه ملونة سرق من متحف ملوي يوم 15 أغسطس 2013 أرقام السجل 37، 1715،787. قناع مومياء لسيدة ترتدي قرطاً يونانيا رومانيا. الشعر والأعين والحواجب ملونة باللون الأسود. يوجد بعض بقايا اللون الأصفر علي الوجه. تم ترميم التمثال بالماضي وبه بعض الشروخ. مركب علي قاعدة خشبية حديثة (يمكن أن يتم فكها) الحجم: 23.3*18.8سم رقم السجل: 12 سرق يوم 15 أغسطس 2013. قناع مومياء يوناني روماني لسيدة. والشعر ملون والعيون مزججة.رقم السجل 132 سرق يوم 15 أغسطس 2013 من متحف ملويبالمنيا. قناع جنائزي يوناني -روماني لسيدة. يوجد بقايا للون الأسود علي العيون والشعر، ولون أحمر علي الشفاه. مادة الصنع: جص رقم السجل 112واقعة السرقة: سرق يوم 15 أغسطس 2013 من متحف ملويبالمنيا. قناع جنائزي يوناني -روماني لسيدة مذهب. كانت العيون مطعمة قديماً ولايزال جزء من التطعيم حول العيون موجودا. الشعر ملون باللون الأسود رقم السجل: 108. قناع جنائزي يوناني -روماني لسيدة. الشعر ملون بالأسود. تتدلي ثماني خصلات من شعرها علي جانبها الأيمن. جزء من الأنف مكسور. رأس يوناني -روماني لسيدة. الشعر والعيون ملونة باللون الأسود. أداة موسيقية (ما يعرف بصلاصل أو شخشيخة) تحمل رأس حتحور من الفايينس عليها نقش هيروغليفي. قناع جنائزي من الذهب المطروق من مقبرة المدعو "بادي كم" . أطراف القناع والوجه بهما شروخ. مادة الصنع: ذهب رقم السجل: 124 مومياء لفتاة صغيرة ملفوفة بالكتان وعليها قناع جنائزي من الجص يظهر عليه. تمثال أميرة من عصر العمارنة، يعتقد أنه من الحجر الجيري. - أيضا الخراب والتدمير والسرقة لم يطل فقط الآثار الفرعونية وإنما امتد إلي الآثار الإسلامية فهناك القصر الأثري لمكرم عبيد بمدينة قنا وللأسف العاملون في الآثار لايعرفون عنه شيئا ويقع أمام ديوان عام محافظة قنا. تم إضرام النيران فيه وبسبب كميات المياه الكبيرة من الإطفاء تهدم كما يظهر في الصورة. مدرسة الراهبات الفرنسسكانيات (قلب مريم الطاهر) بالفيوم، المدرسة افتتحها الخديو إسماعيل سنة 1875 في إطار افتتاح مدارس أجنبية في مصر للنهوض بالتعليم، والمدرسة كانت تحتوي علي مقتنيات ثمينة من تحف وتماثيل وأيقونات وصور نادرة للأسف فقد كله، أيضا مسجد عارف باشا، في الدرب الأحمر أصبح مقلبا للزبالة بعد أن دمرته المياه الجوفية وضريح فاطمة خاتون، في الخليفة وجامع الطنبغا الماريداني، في الدرب الأحمر وشارع باب الوزير وقصر حياة النفوس بملوي محافظة المنيا كلها أصبحت في خبر كان بسبب التعديات والمياه الجوفية والقرارات التي تهدد تراث القاهرة الإسلامي.. والسؤال هل يتحرك المسئولون بالآثار بدلا من التصريحات التي لا تسمن ولا تغني من خوفنا علي الآثار لإنقاذ مايمكن انقاذه.