جاء في سورة الأنعام :"فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتي إذا فرحوا بما أتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين "هذه الآيات نزلت في جماعة من المسلمين تشبه الإخوان المسلمين في وقتنا الحالي الذين تركوا العمل بما وعظوا وأمروا به من تذكير الحق لهم من خلال الرسول([) ورغم ذلك فإن الله سبحانه وتعالي لم يحرمهم من النعم ساعة أن تركوا شكرها بل فتح عليهم أبواب كل شيء ماعدا بابي الرحمة والتوبة، فقد أعطاهم من النعم أكثر فأكثر، فأترفوا وعاشوا في ألوان من حياة العز والسعة والجاه والمكانة والحكم، ثم ماذا حدث؟ فرحوا بما أتوا وهذا الفرح يشبه فرح قارون بما أصاب من الدنيا، فقد بطروا وأشروا وأعجبوا وظنوا أن ذلك العطاء لن يبيد أبدا وأنه دليل علي رضاء الله عز وجل عنهم، لكن الرسول الكريم([) قال: إن الله إذا أراد بقوم اقتطاعا فتح عليهم باب خيانة من النعم استدراجا لهم. وفتح عليهم أي سلط عليهم لا فتح لهم، لأن الفتح علي أحد يعني الاستدراج إلي إذلال قسري سوف يحدث ولذلك يقول الحق سبحانه وتعالي: "حتي إذا فرحوا بما أتوا أخذناهم بغته فإذاهم مبلسون "لأن القبض يأتي لحظة الفرح وفجأة وعلي حين غفلة منهم ,فالعذاب يأتي بغتة عقابا، وهم مبلسون أي يائسون من كل خير ولا منجي ولا خلاص لهم، فقد قطع دابر الذين ظلموا أي استأصلوا بالعذاب فلم يبق منهم باقية والحمدلله رب العالمين علي كفايته شر الظالمين إذا أهلك المكذبين .