من يتأمل في هذا الكون الذي نعيش فيه، ونقرأ ماتوصل إليه علماء الفلك من معارف حوله، لابد أن يصاب بالدوار لضآلة الأرض بالنسبة للمجموعة الشمسية،وضآلة المجموعة الشمسية بالنسبة للمجرة التي توجد فيها، وما أكثر المجرات التي تضم ملايين الكواكب والنجوم .. والكل يجري بسرعة مذهلة في فضاء الله الفسيح. وكلما قرأ الإنسان عن هذا الكون يجد نفسه أمام العديد من الألغاز، ويري أن العلماء بنظرياتهم المختلفة حول نشأة الكون وتطوره، مما يجعل الإنسان يزداد حيرة.. فما وصل إليه العلم أقل القليل، ومازال العلم يقف عاجزا متخاذلا حتي أمام معرفة أسرار النفس البشرية.. لقد قرأت كتاب (نشأة الكون.. ووحدة الخلق) للدكتور محمد فتحي عوض الله، وفيه يبحر بنا إلي دراسات العلماء والفلاسفة حول هذا الكون في محاولة فهم ألغازه، وتوقفه أمام مختلف النظريات العلمية، ليستدل علي عظمة الخالق، فهو كتاب ينبض بلا إله إلا الله..الله أحد.. الله الصمد.. الله القادر.. الله الخالق كما يقول المؤلف، ويري أنه في آخر الرسالات السماوية.. وختام الكتب المنزلة، تتكرر البراهين علي إثبات وجود خالق الكون وصانعه، والبراهين آيات مكشوفة لمن يريدها ويستقيم إلي مغزاها، ولكنها وحدها لاتقنع من لايريد ولا يستقيم: »وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم ْبَابًا مِنْ السَّمَاء فَظَلُّوا فِيهِ يعْرُجُون.. لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارنَا بَلْ نَحْنُ قَوْم مَسْحُورُونَ« وهو ويري المؤلف يستند إلي رأي الأستاذ العقاد أنه مما يستوقف النظر أن براهين القرآن الكريم، هي أقوي البراهين إقناعا،وأحراها أن تبطل القول بقيام الكون علي المادة العمياء دون غيرها.. ونعني بها برهان ظهور الحياة من المادة (يخرج الحي من الميت). وهي ثانيا برهان التناسل بين الأحباء لدوام بقاء الحياة ولقد ظل الإنسان طويلا يعجب بأعضاء الجسم الحي في إنسان وحيوان ونبات، حتي ظهرت المجاهر والتحليلات فأوضحت مم تتآلف تلك الأعضاء، وعلي أي نحو تقوم بوظائفها.. بل وظهرت عوالم أخري ماكانت تري بالعين المجردة، وهي جميعا علي دقة حجومها تنطق بصوت أعلا شاهدة بوجود خالق. شيئان يملآن نفسي إعجابا واحتراما متجددا وناميا دائما كلما فكرت فيهما وتذكرتهما، وهما السماء المزدانة بالنجوم فوقي، والقانون الأخلاقي في أعماق قلبي.