المستشار هشام بركات النائب العام الجديد شيخ من سدنة العدالة ورموز القضاء عرفته منذ نحو عقدين فجمعتنا محبة في الله وحوار يتكرر حينا بعد حين استطعت من خلاله آن أعرف هذه الشخصية المتميزة بثبوتها الراسخ علي المبدأ واحترام رأي الغير ولو كان مخالفا والصبر علي أداء الطاعة في خشوع وتأمل كل هذا فضلا عن كونه شخصية اجتماعية تمتلك قلبا ملائكيا يقف للكبير المسن يأخذ بيده ويلاعب حفيدته في براءة ممتزجة بينهما.. إنه المستشار هشام بركات الذي جلس علي كرسي النائب العام في مفاجأة لم يتوقعها هو وكأن القدر اختاره لهذه المرحلة الصعبة بتعقيداتها وملابساتها ليطمئن الشعب إلي نائبه وإنجاز عدالته.. التقيته مهنئا في حوار هو أسرع حوار في حياتي فبادرني : الحمد لله.. وسأعمل بما يرضي الله ويحقق العدالة الناجزة.. لقد عاهدت ربي: لا ظلم اليوم .. لأني أخاف الله رب العالمين. - وأضاف: أشكرك وكل الذين هنأوني وأتقدم للشعب المصري العظيم بأسمي آيات التهاني بالشهر المبارك كل عام وأنتم بخير وبمناسبة هذا الشهر الكريم والدعاء فيه مستجاب أطلب منك ومن كل المخلصين والمحبين أن يخصوني بالدعاء في صلواتهم وصومهم أن يثبتني الله علي الحق وأن يأخذ بناصيتي إلي الحق ويؤيدني بالحق ويؤيد بي الحق الذي نذرت نفسي وعمري له. توقعت اختيارك لهذا المنصب؟ - الحمد لله أولا.. وكما تعرف أنا أعمل واجبي بما يرضي ضميري ولا أنتظر إلا ما قدر الله لي. بدأت عملك مبكرا من أول لحظة حتي أثناء طابور المهنئين! - نعم.. الوقت وقت عمل وأستقبل بعض المهنئين وكثير منهم من الزملاء أعضاء النيابة وأجري معهم مشاورات وتنسيقات وبالفعل استقبلت المستشار خالد محجوب رئيس محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية ومعه أوراق قضية سجن وادي النطرون المعروفة بقضية هروب المساجين تمهيدا لتحويلها إلي نيابة أمن الدولة العليا وبالفعل قام المستشار عادل السعيدالنائب العام المساعد ورئيس المكتب الفني باستلام الأوراق والأحراز كما أتابع باهتمام بالغ سير العمل والتحقيقات في أحداث العنف في الأيام الماضية أملا في سرعة تحقيق العدالة. هل ننتظر ترتيبا للبيت أو حركة تنقلات قريبة أو رؤية جديدة لمنصب النائب العام.. بما نعرف عنك من خبرة وقيادة وحكمة؟ - البيت في قمة أناقته وترتيبه.. كعادة البيت القضائي دائما وقد رأيت أن يستمر العمل بالأعضاء الحاليين حتي يصدر مجلس القضاء الأعلي حركة التنقلات القضائية والتبادل بين النيابة خلال أيام ربما تمتد لأسبوعين أو ثلاثة.. وأما رؤيتنا فثابتة وكما قلت لك : العدل عنوان الحقيقة وأنا أخاف الله ولا أبيع ديني بدنيا وكما تعرف لست انتمي لتيار سياسي معين ولا فصيل ولا جماعة أنا فقط قاض مصري أقسم علي أن يقول الحق ويعمل الحق ويحكم بالحق ولايخشي في الله لومة لائم.. هذه قواعد تربينا عليها في بيت دعائمه الإيمان والحب والحزم والاحترام ثم علي يد شيوخ القضاء العمالقة وسدنته.. فلا تستطيع أن تري لونا يميزني غير لون الحق وحب الوطن.. وأنت تعرف أنه وفق النظام القانوني المصري طبقا »للدستور« فإن النائب العام هو رأس الهرم في جهاز النيابة العامة ،وغالبًا ما يكون رجلا بدرجة وزير وعضو في المجلس الأعلي للقضاء، وتكون مسئوليته الوظيفية أمام رئيس الدولة مباشرة وليس أمام وزير العدل، حيث يٌعين بقرار من رئيس الجمهورية، ولا يحق لأي شخص عزله أو إقالته من منصبه، فمنصب النائب العام منصب قضائي بحت كونه عضوا في السلطة القضائية ولا يتصل أو يتبع وزير العدل الذي هو عضو في السلطة التنفيذية إعمالا للمبدأ الدستوري المعروف مبدأ الفصل بين السلطات. فطبقا للقانون المصري فإن النائب العام هو صاحب الدعوي الجنائية، وهو النائب العمومي المختص بالدفاع عن مصالح المجتمع، وأي جريمة تقع علي أرض مصر أو خارجها، ويكون أحد أطرافها مصريا، ويحق للنائب العام تحريك الدّعوي الجنائية فيها. وباعتماد تعديل قانون السلطة القضائية عام 2006 أصبح النائب العام غير خاضع لسلطة وتبَعية وزير العدل، وإنما لرئيس الجمهورية مباشرة. وخلال الفترة الماضية تابعت ملفات شائكة، شغلت الرأي العام منها أحداث بورسعيد وهروب سجناء وادي النطرون. - وأنا الآن أسعي بكل جدية وصبر مع الزملاء المحترمين أعضاء النيابة للانتهاء من جميع القضايا المفتوحة بإجراء تحقيقات موسعة بمعاونة أعضاء النيابة العامة في ظل تكاتف وتعاون بنّاء في منظومة العمل القضائي.. وقد أعلنت منذ الدقيقة الأولي أن بابي مفتوح لكل الناس لا أفرق بين أحد منهم فالمواطنون في مصر سواء لا تمييز بلون أو مذهب أو عقيدة أو حتي صداقة.. أنا نائب كل المصريين علي سواء.. وعما قريب سألتقي بكل الزملاء الإعلاميين والصحفيين لمناقشة تطورات المرحلة الراهنة. قالوا عن بركات يتمتع المستشار هاشم بركات النائب العام بسمعة طيبة بين زملائه نظرا لما يتمتع به من حصافة ورزانة وقوة وثبات علي المبدأ وانتظام في العمل بدقة متناهية. قال عنه المستشار محمد زايد المحامي العام الأسبق لشرق القاهرة في العام 2005م رحمه الله: المستشار هشام بركات واحد من أبرز جيل السبعينات في النيابة.. تميز بخلقه الرفيع وانضباطه في العمل وكراهيته للمجاملات ورفضه المحسوبية.. إنه رجل جاد منذ كان شابا في النيابة.. حضوره منتظم .. عمله دقيق جدا.. متعاون مع رؤسائه وزملائه.. قلبه أبيض من الحليب. وقال المستشار أحمد هاني رئيس مركز معلومات القضاء السابق: السيد المستشار هشام بركات اسم لا يختلف عليه أثنان يتمتع بسيرة طيبة وقلب رحيم وقوة في الحكم ولا تستطيع أن تناقش أو تحلل حكمه في القضية بل يكفي أن تعرف أن القاضي هو المستشار هشام بركات لتطمئن وتتعلم من حيثياته كيف يكون القضاء إنه بالفعل فاتحة خير علي مصر والمصريين. وأما المستشار محمد علاء الدين بالمكتب الفني بوزارة العدل فيقول: - لم أسعد بلقاء سعادته شخصيا ولكن سمعته وشهرته لا تغيب عن أي قاض ودائما القاضي القوي الذكي صاحب الأحكام والمواقف تسبقه سيرته فتعرفه من قبل أن تراه شخصيا أنا سعيد به جدا جدا. وأعرب أعضاء النيابة العامة وشباب القضاة وشيوخهم أيضا عن سعادتهم باختيار المستشار هشام بركات من قِبَل مجلس القضاء الأعلي ليشغل هذا المنصب الحساس. كما لقي تعيين المستشار هشام بركات ترحيباً واسعاً من الأوساط السياسية، وطالبته قيادات حزبية بفتح كل ملفات ثورة يناير، وفترة حكم الإخوان، وأحداث العنف الأخيرة. وقالت لجنة شباب القضاة والنيابة العامة إنها تلقت ببالغ الاعتزاز نبأ تعيين المستشار هشام بركات نائباً عاماً ، وذلك ليس مدحاً في شخصه وإن كان يستحق، إنما لأن مجلس القضاء الأعلي من اختار النائب العام في سابقة هي الأولي في تاريخ القضاء المصري . وأكد عدد من أعضاء النيابة وشباب القضاة أن المستشار هشام بركات لا ينتمي إلي أي تيار سياسي، كما أنه أحد المشهود لهم بالكفاءة والانضباط في العمل، وهي الأولويات التي أكد أعضاء النيابة مرارا رغبتهم في تحلي من سيشغل المنصب بها. من جانبه قال المستشار محمد عبد الهادي وكيل لجنة الإعلام بنادي القضاة والمتحدث باسم حركة شباب القضاة والنيابة العامة، إن القضاة سعداء بتعيين النائب العام الجديد المستشار هشام بركات، لأنه أول نائب عام في تاريخ مصر من اختيار مجلس القضاء الأعلي ، مما يحقق الاستقلال الذي طالما نادي به القضاة لمنصب النائب العام، وأن هذه خطوة كريمة للمستشار عدلي منصور، الرئيس المؤقت، الذي أعطي هذا الحق لمجلس القضاء حتي مع تعطيل الدستور. بركات في سطور والمستشار هشام محمد زكي بركات من مواليد 21 نوفمبر 1950 وحصل علي ليسانس حقوق من كلية الحقوق جامعة عين شمس بتقدير عام جيد جدا عام 1973 والتحق بالعمل بالنيابة العامة كمعاون نيابة وتدرج في مواقع مختلفة علي مستوي نيابات الجمهورية وعمل في القضاء بالمحاكم الابتدائية ثم بمحاكم الاستئناف تدرج فيها بالدوائر الجنائية المختلفة . وكان اخر منصب قد شغله رئيس المكتب الفني لمحكمة استئناف القاهرة ، ففي عام 2013 وبعد تولي المستشار نبيل صليب رئاسة محكمة استئناف القاهرة، تم انتداب المستشار هشام بركات رئيسا للمكتب الفني بالمحكمة خلفا للمستشار محمد طه شاهين. ويعد النائب العام الجديد من القضاة المدافعين علي استقلال القضاء ، وارتبط اسم بركات بعدد من القضايا الهامة التي شغلت الرأي العام، أبرزها قضية "مذبحة بورسعيد" التي راح ضحيتها العشرات من رابطة مشجعي النادي الأهلي "الألتراس"، حيث كان بركات خلالها رئيسًا للمكتب الفني والمتابعة لمحكمة استئناف الإسماعيلية التابعة لها محكمة جنايات بورسعيد التي كانت تنظر القضية. وخلال فترة ترقب الجميع لجلسة النطق بالحكم في قضية المذبحة في يناير الماضي والمخاوف من الحسابات السياسية لها، خرج المستشار هشام بركات معلنًا أنه "لا يمكن لأي مسئول صغير أو كبير أن يتدخل في سلطة واختصاصات الدائرة التي تنظر القضية". كما تردد اسم بركات خلال محاكمة المتهمين بمقتل طالب كلية الهندسة بالسويس، الذي لقي مصرعه علي أيدي جماعة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" في أغسطس من العام الماضي، حيث كان رئيس المكتب الفني والمتابعة لمحكمة استئناف الإسماعيلية لمدة 4سنوات. ومن المقرر أن يخرج المستشار هشام بركات علي المعاش في عام 2020 أي بعد 7 سنوات، كما أنه يعد ثالث نائب عام يتولي هذا المنصب بعد ثورة 25 يناير عام 2011. أما عن الجانب الاجتماعي للمستشار بركات فهو متزوج ولديه ثلاثة أبناء، بنتان "إحداهما حاصلة علي بكالوريوس تجارة شعبة إنجليزية وتعمل في شركة خاصة، والثانية رئيس نيابة بالنيابة الإدارية"، أما نجله الوحيد فيعمل مديرا بإحدي نيابات الإسماعيلية، بينما زوجته كانت تعمل وكيل أول للجهاز المركزي للمحاسبات وأحيلت للتقاعد. من إسماعيل باشا لبركات ويعود تاريخ منصب النائب العام في مصر إلي سنة 1881 ميلادية وبالتحديد في التاسع والعشرين في نوفمبر، حيث تم تعيين أول نائب عام في مصر وهو إسماعيل يسري باشا، وكان ذلك قبل إنشاء المحاكم وعند إنشائها تم تعيينه رئيساً لمحكمة استئناف مصر، وبعد الاحتلال الإنجليزي لمصر تعاقب علي هذا المنصب عدد من النواب العموميين الأجانب حيث كان ثاني نائب عام لمصر هو السير بنسون ماكسويل في مارس 1883 وجاء بعده إيموند وست ليقضي عاماً آخر ويحل محله نائب عام فرنسي هو المسيو لوجول الذي قضي في هذا المنصب 6 سنوات كاملة انتهت في إبريل 1895 ليحل محله نائب مصري هو إسماعيل صبري باشا الذي لم يستمر سوي أقل من عامين ليعود ثاني إنجليزي هو المستر كوربت بك الذي استمر في موقعه أحد عشر عاماً متواصلة ليأتي بعد ذلك عبد الخالق ثروت باشا في نوفمبر 1908 ومن وقتها لم يتول أي أجنبي آخر هذا المنصب. وارتبط منصب النائب العام بالكثير من القضايا التي جذبت انتباه الشعب منها قضايا توظيف الأموال حيث كان ولا يزال الآلاف ينتظرون كل قرار يصدر من قبل النائب العام والخاصة برد أموال المودعين حتي إن أول تصريح للمستشار ماهر عبد الواحد النائب العام السابق كان حول هذه القضية التي يرتبط بها مصير الكثير وكذلك قرار النائب العام الأسبق المستشار عبد المجيد محمود بالتحفظ علي أموال الملياردير النصاب نبيل البوشي. ومن أشهر القضايا التي ارتبطت بهذا المنصب قضية مقتل أمين عثمان باشا والتي اتهم فيها الرئيس السادات قبل الثورة حيث قام النائب العام في ذلك الوقت المستشار عبد الرحمن الضوير بالحضور بنفسه لعمل طابور عرض المتهمين، وقام بتبرئة السادات في هذه التهمة وقام الرئيس أنور السادات بعد ذلك بتكريم هذا النائب بعد توليه الحكم وكان قد أحيل إلي التقاعد وقتها. وفي السنوات الأخيرة، ارتبط منصب النائب العام بقراراته بالعديد من القضايا الكبيرة التي شغلت الرأي العام، وكانت محطاً لأنظار كل فئات الشعب وبعض هذه القرارات وصفت بأنها جاءت متأخرة، خاصة قرارات منع بعض الشخصيات من السفر مثل نواب القروض الذين فروا خارج البلاد وبعد استيلائهم علي المليارات من أموال البلد وكذلك مالك العبارة، وإيهاب طلعت وغيرهم. وبالنسبة لنواب مصر خلال السنوات الأخيرة فهم: محمد عبدالعزيز الجندي رجاء العربي ماهر عبد الواحد وهو رئيس المحكمة الدستورية الآن وكان النائب العام في قضية العبارة السلام 98. - عبد المجيد محمود من 2006-2012 بتعيين من الرئيس السابق حسني مبارك، وأعيد إلي منصبه في 5 يوليو بقرار من مجلس القضاء الأعلي تنفيذا للحكم القضائي النهائي الصادر من محكمة النقض لتأييد عودته لمنصب النائب العام، وبطلان عزله. - طلعت إبراهيم بداية من 2012/11/22 الذي عين بقرار من رئيس الجمهورية المعزول محمد مرسي - وأخيرا هشام بركات الذي قام بأداء اليمين أ يوم الاربعاء الموافق 10 / 7 / 2013