إن عاجلا.. أم عاجلا.. سيعود المجاهدون من سوريا.. ويومها سيكون للعالم معهم حديث آخر.. فالخوف بدأ يدب في أوصال عدة بلدان عربية وأوروبية من الآن.. حول كيفية مواجهة هؤلاء بعد عودتهم من الجهاد في سوريا.. هل سيتم استيعابهم داخل بلدانهم؟ أم سيتم إيداعهم السجون بعد استجوابهم.. خوفا من تكرار تجربة عودة المجاهدين بعد انتهاء الحرب في أفغانستان؟! والخوف الأكبر.. هو أن يكون هؤلاء النواة الحقيقية.. لدولة الخلافة ليس في البلدان العربية والإسلامية فقط... بل في بلدان أوروبية تخشي من خطر الإسلاميين وأفكارهم؟ والذي أثار كل هذا الجدل.. هو ما صرح به أحد قياديي تيار أنصار الشريعة في المغرب العربي.. وهو الشيخ: أبا عياض.. الذي طالب أنصاره أن ينتظروا عودة المجاهدين الأبطال الذين يحاربون الطاغوت في سوريا، قبل أن يقوموا بأي عمل ضد السلطات هناك. وقال أحد شيوخ التيار. إن أبا عياض أكد لهم هم وجماعات أخري منها: أنصار السلفية الجهادية أن المواجهة مع الأنظمة العربية والإسلامية الظالمة ليست في مصلحتهم الآن.. لأنهم وببساطة لا يمتلكون ترسانة عسكرية قوية مثلما تملك المؤسسات والدول.. وأجهزتها الأمنية القمعية. وماصرح به أبا عياض.. لصحيفة (المغرب) اليومية تلقفته صحف أمريكية وأوروبية كبري.. وزادت عليه. ومنها صحيفة الجارديان البريطانية التي أكدت أن هناك أكثر من 600 شخص جاءوا إلي سوريا. وعبر معسكرات تدريب تمت إقامتها علي الحدود السورية التركية، وهؤلاء جاءوا من 14 دولة أوروبية ونحو نصف العدد من دول إسلامية وعربية.. وكلهم يؤمنون بضرورة الجهاد ضد نظام بشار كفريضة إسلامية واجبة. والدول التي جاءوا منها علي رأسها : بريطانيا وأسبانيا وألمانيا والسويد والنمسا ودول أخري وقد شاركوا في الصراع بين النظام السوري والمعارضة المسلحة ومنها: الجيش السوري الحر.. وجماعة النصرة.. وأنصار الشريعة والسلفية الجهادية وجماعات أخري ملتزمة بفكر تنظيم القاعدة ولها قواعدها في كل من : الأردن والعراق وأفغانستان وباكستان وبعض دول الاتحاد السوفيتي السابق مثل: الشيشان وطاجيكستان. ويتركز معظم هؤلاء في الشمال الغربي السوري وفي مدن مثل: حلب وإدلب. ولهم سيطرتهم الكاملة علي المناطق التي يتواجدون فيها.. وبعضهم لايعترف نهائيا بسلطة الدولة أو الجيش الحر السوري.. علي السواء.. ومنذ اندلاع الثورة السورية منذ نحو العامين وأغلب العدد من هؤلاء من البريطانيين 135 شخصا.. ثم أشخاص جاءوا من : هولندا وبلجيكا وإيرلندا.. وكل هؤلاء المجاهدين الأوروبيين يمثلون طبقا لدراسة أجرتها كلية كينج في لندن نحو أكثر من عشرة بالمائة من أعداد كل المجاهدين الأجانب داخل سوريا والذين يقدر عددهم بنحو 6 آلاف شخص. ومن بين الجنسيات الأخري التي تحارب في سوريا. هناك من فرنسا وفنلندا وكندا وألمانيا وكوسوفو المسلمة. وفي بدايات الصراع كان معظم هؤلاء قد وفدوا لسوريا.. بدعوي المشاركة في أعمال بعض المنظمات الإسلامية ومنظمات الإغاثة، وبعض الجمعيات الخيرية الدولية.. وبعضهم جاء تحت ستار المتطوعين من منظمات دولية مثل: أطباء بلا حدود والصليب والهلال الأحمر الدولي.. ومنظمات حقوق الإنسان والعفو الدولية وغيرها. وبالفعل.. شارك معظمهم في عمليات الإغاثة الإنسانية والطبية، في مناطق الصراع خاصة في حلب وحمص وبعض أطراف العاصمة: دمشق. ثم مالبث أن جاء آخرون ولكن عن طريق الحدود الشمالية: التركية السورية. وانخرطوا في معسكرات التدريب هناك التي يتولاها الجيش السوري الحر.. وبعض الضباط الأتراك والأمريكان والأوروبيين. وبعضهم الآخر.. جاء لسوريا مباشرة عبر الحدود مع : العراق والأردن ولبنان وانخرطوا مباشرة مع جماعات الجهاد الإسلامي هناك.. رافعين شعارات تحرير سوريا.. والجهاد لإسقاط بشار.. وإقامة الدولة الإسلامية علي التراب السوري كبديل! وهؤلاء هم من تخشي منهم: أمريكا وأوروبا وبعض البلدان الإسلامية والعربية. والخشية هنا من تكرار النموذج الأفغاني.. حينما عاد المجاهدون العرب والأوروبيون بعد انتهاء الحرب ضد الاتحاد السوفيتي السابق هناك وعادوا لبلدانهم وشكلوا جماعات ضغط وقلاقل.. مازالت بعض البلدان تعاني منها الآن خاصة في دول المغرب العربي.. وباكستان.. وبعض بلدان الاتحاد السوفيتي السابق.. وداخل روسيا ذاتها.. وبعض الدول الأفريقية جنوب الصحراء مثل: مالي والنيجر.. والتي مدت أنشطتها الدعوية والجهادية في بلدان مثل: ليبيا وتونس والجزائر. ويبدو أن بعض البلدان الأوروبية قد بدأت في استيعاب الدرس جيدا، وهو ما جعل بعضها يقوم باعتقال هؤلاء فور عودتهم من سوريا.. والتحقيق معهم. ثم وضعهم علي قوائهم المراقبة المشددة.. بل وفي السجون أحيانا!!