كشفت صحيفة «لوموند» الفرنسية عن وكالتي المخابرات الداخلية والخارجية الفرنسيتين أن ما يتراوح بين 180 و200 مواطن فرنسى سافروا إلى سوريا العام المنصرم للمشاركة فى القتال ضد النظام السورى. وأضافت، الصحيفة عبر موقعها الإلكترونى اليوم الأحد أن هذه الأعداد تفوق تقديرات سابقة أشارت إلى نحو 50 فرنسيا ينخرطون فى القتال بسوريا ويحملون السلاح مع جماعات معارضة مثل جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة. وذكرت، أن نحو 20 مواطنا عادوا إلى فرنسا بالفعل..مشيرة نقلا عن مصادر أمنية أن باريس تخشى أن ينفذ الفرنسيون المشاركون فى الصراع هجمات بعد عودتهم إلى بلادهم. وأضافت، المصادر الأمنية أنها تفتقر إلى الوسائل القانونية اللازمة لمراقبة المقاتلين العائدين بشكل فعال إذ لا يتوافر إلا معلومات قليلة للغاية عن الكتائب الإسلامية التي انضموا إليها لا تكفى لتبرير التحقيق معهم ومراقبتهم عن كثب. وأشارت، الصحيفة إلى أن نحو 20 جهاديا فرنسيا عادوا إلى بلادهم من سوريا لم يعتقل سوى واحد فقط وهو شاب فرنسى من أصل كورى يدعى فلافيان موريو «25 عاما» قاتل مع جماعة أحرار الشام المعارضة فى سوريا. وفي السياق ذاته، كانت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية قد كشفت الأسبوع الماضى عن أن نحو 800 من الأوروبيين ينخرطون فى الجهاد ضد الرئيس السورى بشار الأسد، وأن هناك ما يقرب من مائة من الفرنسيين وما بين 50-70 من البلجيكيين، ومئات من البريطانيين، العديد من الألمان من أصول تركية، بالإضافة إلى عدد من أيرلندا والدانمارك وكوسوفو. وأضافت، أنه وبفعل القتال المتواصل بدأ نحو أربعين من هؤلاء الفرار إلى تركيا مما يثير تخوفات سلطات مكافحة الإرهاب، مشيرة إلى أن بعض المجموعات الجهادية الأوروبيين إنضموا إلى «جبهة النصرة» المصنفة كمنظمة إرهابية من قبل الولاياتالمتحدة. وذكرت، أنه ولأول مرة يتوافد هذا العدد الكبير من مواطني أوروبا فى هذه الفترة القصيرة فى حوالى عام للإنخراط في «الحرب المقدسة» ضد نظام يقمع معارضيه بطريقة دموية. وأشارت، الصحيفة الفرنسية إلى أن بعض هؤلاء المقاتلين الأوروبيين قتلوا والبعض الآخر اعتقل من قبل النظام السورى، وحفنة منهم لا يزالوا ينخرطون فى الحروب على أراضى أخرى للجهاد. ونقلت عن دبلوماسى من الاتحاد الأوروبى قوله «كان لدينا لقاء بين السفراء الأوروبيين، وقامت كل دولة أوروبية بتقديم عدد مواطنيها الذين يشاركون فى الجهاد بسوريا». وذكرت، أنه خلال الأيام الأخيرة، فر أعداد من الجهاديين الآخرين من بلدة القصير التي استعاد الجيش النظامى، وبدعم من وحدات النخبة بحزب الله، السيطرة عليها. وأضافت أن أحد قادة المعارضة السورية قد أكد أن هؤلاء فروا باتجاه لبنان المجاورة، ولكن أغلب هؤلاء الجهاديين هم من العرب وليس من الأوروبيين. وإعتبرت «لوفيجارو» أن عودة هؤلاء الشباب الراديكاليين والذين على اتصال مع قادة الجهاد، إلى بلادهم تمثل «صداع» في رأس الأجهزة الأمنية الأوروبية، لاسيما وأن بعضهم اكتسب بعض المهارات التى يمكن استخدامها لتنفيذ عمليات إرهابية فى بلدانهم الأصلية.