(ماجدة) شحاتة هارون سيدة يهودية.. ولكنها تصر علي أنها مصرية في المقام الأول.. تم اختيارها مؤخرا كرئيسة للطائفة اليهودية في مصر.. بعد وفاة الرئيسة السابقة (كارمن وينشتين).. وقامت الدنيا ومازالت لم تقعد في إسرائيل.. قالوا: إن اليهود المصريين اختاروا سيدة نشأت وسط مجتمع مناهض للصهيونية التي لاتعترف بها. وأنها ترفض تماما فكرة نقل التراث اليهودي المصري لإسرائيل.. والأهم هو أنها ابنة الراحل (شحاتة هارون)؟! وأول من انتقد السيدة (ماجدة).. كانت صحيفة (ها آرتس) الإسرائيلية الواسعة الانتشار.. والتي أكدت في أكثر من تقرير إعلامي بالإضافة لصحف ووسائل إعلام يهودية أخري.. أن رئيسة الطائفة اليهودية المصرية أظهرت نواياها من أول لحظة بعد اختيارها عندما قالت إنها مصرية في المقام الأول قبل أن تكون يهودية، وأنها ستبذل أقصي ما تستطيع للحفاظ علي ماتبقي من تراث وأملاك اليهود في مصر.. ولن تسلمه أبدا لإسرائيل. والسيدة التي حصلت علي أصوات أكثر من 99٪ من الناخبين اليهود في مصر.. عينت شقيقتها نائبة لها.. وتؤكد أن يهود مصر جزء لا يتجزأ من نسيج الوطن.. وأنها ستكون أكثر المعبرين عن اليهود المصريين. ويذكر هنا أن عدد أفراد الجالية اليهودية في مصر.. تقلص حتي وصل إلي مايقرب ال 200 شخص فقط الآن.. بعد أن كان قد وصل في أربعينيات القرن الماضي إلي مايقارب ال 80 ألفا طبقا لتقرير نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.. ورحل معظمهم بعد اندلاع حرب فلسطين عام 1948.. ثم كان نزوحهم الأكبر من مصر في عهد عبدالناصر في خمسينيات القرن الماضي. والآن.. وماتبقي منهم يعيش في مدن: القاهرة والإسكندرية والفيوم.. ولهم أملاكهم الخاصة.. ومعابدهم وأشهرها المعبد اليهودي بشارع عدلي بوسط القاهرة. وما أزعج إسرائيل أكثر.. أن ماجدة هي ابنة الراحل شحاتة هارون.. ولمن لايعرفه .. فهو من السياسيين البارزين المصريين.. وكان دائما ما يقول إنه مصري يعتنق الديانة اليهودية ولم يكن يوما صهيونيا. كما كانت له مواقفه المعارضة علي طول الخط لإسرائيل.. وكان محاميا يساريا.. تم اعتقاله أكثر من مرة في مصر. وكانت من بين مرات اعتقاله، حينما اعقتلوه بسبب ذهابه للمعبد اليهودي بوسط العاصمة.. أثناء زيارة أول سفير إسرائيلي في مصر له.. ويومها أعلن الرجل بصراحة رفضه لوجود السفير علي الأراضي المصرية.. ولزيارته للمعبد. وكان ذلك استكمالا لمعارضته لاتفاقية كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل والتي كان يري أنها ستكرس بالكامل لخدمة المصالح الأمريكية بالمنطقة. ويؤكد أن الحكومات العربية أسهمت بجهد وافر قي قيام وتثبيت وجود دولة إسرائيل علي الأرض بسماحها بتهجير اليهود منها لإسرائيل.. وساهمت بذلك بنحو 06٪ من عدد السكان هناك. وفي أثناء حرب عام 7691 تقدم شحاتة الأب بطلب التطوع بالجيش المصري للحرب ضد إسرائيل.. ورغم ذلك لاحقه نظام عبدالناصر وقتها.. والذي وجد فيه شخصا ذا انتماءات سياسية لم تكن محببة للنظام. وهي أنه كان يساريا وشيوعيا.. والأهم أنه كان يهوديا!! وما أزعج إسرائيل أكثر وأكثر.. أن ماجدة انحدرت من أسرة لأبوين مصريين يهوديين.. وكان الجد الخواجة (هارون) كما كان يطلق عليه المصريون في أوائل القرن الماضي. يعمل بائعا في محل شيكوريل الشهير للملابس في وسط البلد. والغريب: أن الجد عندما ولد ابنه شحاتة، لاحظ ضعفه في تعلم أصول الديانة اليهودية، فجاء له بحاخام ليعلمه أصول الديانة، ولما وجد ضعفه في إجادة العربية أحضر له شيخا أزهريا.. ليعلمه قواعد النحو والصرف. بينما كان يتلقي دروسه في مدرسة الفرير المسيحية. وهنا قال شحاتة إنه تلقي علومه وتأثر بالديانات الثلاث معا. وعاش شحاتة الأب بين كلية الحقوق والانضمام للتنظيمات الشيوعية.. وبعدها عمل بالمحاماة واعتقل ورفض الهجرة لإسرائيل أكثر من مرة وفي آواخر أيامه أصيب بالزهايمر وتوفي في مارس منذ 21 عاما. وهنا.. رفضت أسرته المصرية اليهودية.. أن يصلي عليه الإسرائيليون في مصر.. وأرسلت في طلب الحاخام من فرنسا.. حتي لايحضر حاخام من إسرائيل الذي كان رافضا لوجودها طوال حياته. واحتارت أسرته، في نشر خبر نعيه في أي جريدة مصرية.. لأنها لم تكن تستطيع نشر آية من التوراة، مثلما يفعل المسلمون مع القرآن والمسيحيون مع الإنجيل. وهنا قاموا بنشر كلمة كانت تلخص كل فلسفته في الحياة.. وكان قد ضمها في كتابه الوحيد »يهودي في القاهرة« وقال فيها: إن لكل إنسان أكثر من هوية وأنا إنسان مصري حين يضطهد المصريون، أسود حين يضطهد السود .. يهودي حين يضطهد اليهود .. فلسطيني حين يضطهد الفلسيطينون.