سلاح وجوعى! لأول مرة منذ 51 عاما.. يتراجع الإتفاق العسكري في العالم.. وبنسبة وصلت لنحو نصف في المائة عن مثيلاتها من العام الماضي فقط.. أما الرقم فكان أن العالم أنفق نحو 57.1 تريليون دولار لشراء السلاح وما يتبعه من إنفاق آخر علي الجنود والعتاد الموجودين بالفعل.. ورغم التراجع والرقم غير المسبوق الذي أعلنه معهد استكهولم الدولي لأبحاث السلام.. إلا أن أمريكا مازالت هي الرابح الأكبر ليس في الإنفاق العسكري.. ولكن في مبيعات السلاح حول العالم.. هنا وهناك؟! وبحسب ما أعلنه المعهد في السويد.. فإن الإجراءات التي اتخذتها دول مثل: أمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا بالإضافة لكندا واليابان.. من استقطاعات في ميزانياتها العسكرية.. قد ساهم في هذا الخفض الملحوظ. ويضاف لتلك الدول.. دول أخري منها: استراليا وبعض دول وسط أوروبا خاصة الدول التي تنتمي لأوروبا الشرقية سابقا. وخفف بعض الشيء من حدة الانخفاض في الإنفاق العسكري العالمي.. زيادات مقابلة فيه في مناطق ودول في : بعض مناطق شرق أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالإضافة لبعض مناطق في آسيا.. وأمريكا اللاتينية. وبصورة أكثر تفصيلية.. يؤكد التقرير الصادر في منتصف إبريل الماضي.. أن هناك دولا شهدت ارتفاعات ملحوظة في إنفاقها العسكري وعلي رأسها: المملكة العربية السعودية وعمان. وتضم قائمة أكثر البلدان إنفاقا علي السلاح.. أمريكا وحلفاءها في حلف شمال الأطلنطي »الناتو« في المرتبة الأولي.. وبحجم إنفاق وصل إلي نحو واحد تريليون دولار »ألف مليار دولار أمريكي«. بينما جاءت الصين في المرتبة الثانية بنحو 5.11 مليار دولار.. وجاءت روسيا ثالثة بنحو 3.21 مليار دولار ونسبة الإنفاق هنا هي نسبة الزيادة لكل دولة في العام الماضي عن العام السابق له.. وهو مايعني أن حجم إنفاق دولة مثل الصين كان أكبر من حجم انفاق روسيا.. رغم أن الأخيرة مازال رقم انفاقها العسكري أكبر من الأولي. ولكن ماذا يعني ذلك كله؟ يعني وببساطة.. وحسب التقرير العالمي الصادر مؤخرا.. أن حجم الإنفاق العسكري العالمي مازال في معدلاته القوية مقارنة بفترة مثل الفترة التي تلت نهاية الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي سابقا. كما أن حجم الإنفاق العسكري العالمي.. انتقل من دول مثل أمريكا وأوروبا واليابان.. لدول أخري بالعالم خاصة في مناطق الصراع الرئيسية في: آسيا وبالذات في شبه الجزيرة الكورية ومع تصاعد حدة التوتر العسكري بين شطري كوريا وسباق التسلح المحموم هناك خاصة في كوريا الشمالية وتهديداتها المستمرة لجاراتها وإنذارها الأخير.. بالرد النووي الجاهز. ويضاف لذلك.. مناطق في بعض بلدان آسيا.. خاصة مناطق النزاع في باكستان مع مطاردتها المستمرة لفلول القاعدة.. وبعض المنظمات الجهادية.. وبلدان مثل: بورما والحرب الأهلية المستمرة هناك خاصة مع المسلمين بالجنوب. بينما انخفض الإنفاق في أفغانستان.. بعد بدء الانسحاب العسكري الأمريكي والغربي منها بانتظام منذ نهاية عام 1102. ونفس الحال.. في العراق بعد الانسحاب الأمريكي منها. وفي جانب آخر تزايد الإنفاق العسكري في بلدان بالشرق الأوسط وأبرزها.. سوريا مع الحرب الأهلية الدائرة فيها منذ أكثر من عامين.. وتدفق السلاح بكافة أنواعه للنظام والمعارضة وإيران خاصة مع التهديد العسكري المستمر لها من كل من أمريكا واسرائيل وحلف الناتو.. وتزايد إنفاقها العسكري مع تزايد إنتاجها العسكري المحلي من الأسلحة التقليدية والخفيفة والطائرات بدون طيار.. وبعض نوعيات من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدي وغيرها.. ثم الإمارات العربية المتحدة.. مع تزايد الخطر الإيراني عليها من وقت لآخر. وهناك دول عززت من إنفاقها العسكري بشمال أفريقيا.. وعلي رأسها: الجزائر والسبب هنا هو مواجهة خطر الإرهاب المتزايد خلال الفترة الأخيرة من بلدان مجاورة.. والتي تم شن عدة هجمات إرهابية ضدها مؤخرا خاصة في بعض مصافي البترول هناك. والمتوقع حسب التقرير العالمي.. أن يواصل الإنفاق العسكري العالمي تراجعه خلال السنوات القليلة الماضية.. في مناطق في آسيا خاصة في أفغانستان مع الانسحاب الكلي منها مع نهاية العام القادم. بينما سيواصل ارتفاعه في بلدان مناطق الصراع.. في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا.. وشبه الجزيرة الكورية. وستواصل بلدان علي رأسها: أمريكا وأوروبا وبعض دول شرق أوروبا.. وروسيا.. والصين.. زيادة صادراتها من السلاح لهذه الدول.. ويضاف إليها بالتأكيد دولة مثل: إسرائيل ضاعفت من إنفاقها العسكري منذ سنوات قليلة ومن صادراتها العسكرية وإن كانت الإحصائيات عن حجم إنفاقها أو صادراتها.. غير معلومة ومؤكدة حتي الآن.