جلسة المباحثات بين الوفدين المصرى و الهندى زيارة الرئيس محمد مرسي الأخيرة للهند التي اصطحب خلالها وفدا كبيرا علي مستوي عال ضم العديد من الوزراء والمتخصصين ورجال الأعمال كان أهم نتائجها الإيجابية تعميق التعاون الثنائي بين القاهرة ونيودلهي في عدة مجالات متنوعة بما يخدم الاقتصاد المصري بخلاف الارتقاء بمستوي التقدم العالمي الذي يواكب العصر الحديث. ومن هذا المنطلق فقد أشار السفير (نافديب سوري) سفير الهند لدي مصر إلي أن النتائج التي أسفرت عن زيارة القيادة السياسية لمصر فيما بعد ثورة 25 يناير كانت إيجابية ومثمرة فقد تم خلال هذه الزيارة التي تضمنت لقاءات هامة للرئيس محمد مرسي مع كافة القيادات والمسئولين ورجال الأعمال وأعضاء البرلمان الهندي توقيع عدد من الاتفاقات في مجالات متعددة وعلي رأسها توقيع اتفاقية للتعاون في إطار تكنولوجيا المعلومات حيث اتفق الجانبان المصري والهندي علي إقامة مجموعة عمل مشتركة لمتابعة تقدم التعاون في هذا المجال. وفي إطار تكنولوجيا المعلومات تم أيضا توقيع اتفاق يقضي بإقامة مركز علي مستوي عال في جامعة الأزهر الشريف وذلك بناء علي مطلب رسمي من الجامعة. وقد أوضح السفير نافديب سوري أن الهند من الدول المتقدمة في إطار تكنولوجيا المعلومات وتبلغ عائداتها من هذا القطاع مائة مليار دولار ويعمل في هذا القطاع لديها 12 مليون مواطن. وأضاف بأن الهند قد أقامت مراكز مماثلة لما سوف يتم إقامته في جامعة الأزهر في مورشيوس وغانا اللتين تحولتا إلي مراكز إقليمية تخدم المناطق المبادرة للدولتين ونأمل أن يكون مركز جامعة الأزهر مركزا إقليميا يخدم الدول المجاورة لمصر. الفضاء والطاقة من الجدير بالذكر أن الهند تمتلك برانامجا فضائيا ناجحا وقد أطلقت بالفعل 27 قمرا بنجاح خلال السنوات الماضية ومن هذا المنطلق فقد تم خلال زيارة الرئيس مرسي للهند مؤخرا توقيع اتفاق للنوايا بإطلاق قمر مصري عن طريق برنامج الهند الفضائي وسوف تتحمل الهند تكاليف الإطلاق والغرض من إطلاق هذا القمر المصري هو استخدامه في الأغراض العلمية. كما تم توقيع اتفاق للاستفادة من الخبرات الهندية في شئون الطاقة الشمسية حيث تقوم الهند بتأسيس محطة للطاقة الشمسية في إحدي قري واحة سيوة ولاسيما أن الهند لديها القدرة علي تخفيض تكاليف إنتاج هذه الطاقة وتأمل حكومة نيودلهي بأن يكون هذا المشروع نواة لمشروعات أخري في مجال الطاقة الشمسية عندما يحقق هذا المشروع في واحة سيوة النجاح المتوقع منه. وذلك بخلاف اتفاقات في مجال التدريب المهني للعاملين في قطاعات الغزل والنسيج ومن ثم إقامة مركز للتدريب المهني في شبرا الخيمة ويمول بالكامل من الهند ونأمل أن يتم تشغيل هذا المركز خلال عام.. وذلك بخلاف إقامة مراكز ومعاهد للتدريب في مجالات الري والبترول والهدف منها تدريب المهندسين والفنيين والعاملين في هذه القطاعات ليصبحوا مؤهلين لاستخدام أحدث وسائل التكنولوجيا. نموذج ناجح وتعتبر الهند من الدول التي تمثل نموذجا ناحجا في مجال المشروعات الصغيرة ومن ثم فقد تم توقيع اتفاقين بين الصندوق الاجتماعي للتنمية في مصر والهيئة المسئولة في الهند عن المشروعات الصغيرة. وأشار السفير نافديب سوري السفير الهندي لدي مصر إلي أن الهند من خلال اهتمامها بالمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر توفر فرص عمل ل 60 مليون مواطن بداخلها ومن ثم فإن هذه المشروعات تساهم في خفض مستوي البطالة بدرجة كبيرة. ومن خلال توقيع هذه الاتفاقات بين مصر والهند توفر الهند معلومات عن تكنولوجيا بسيطة يمكن لأصحاب المشروعات الصغيرة في مصر استخدامها كما أن الهند من خلال هذه الاتفاقات سوف تعمل علي تدريب أصحاب المشروعات الصغيرة في مصر علي تسويق منتجاتهم وعمل سجل لهذه المنتجات بصفة وثيقة والهدف الأسمي من هذه المشروعات هو المساهمة في حل مشكلة البطالة في مصر. وأوضح السفير نافديب سوري أن التعاون في هذا المجال في نطاق ثلاثي حيث يتم في نطاق التنسيق بين البنك الدولي وبنك تنمية الصناعات الصغيرة في الهند والصندوق الاجتماعي للتنمية في مصر. ومن المعروف أن الهند هي واحدة من الدول الهامة في تجمع (البريكس) الذي انعقد خلال الفترة الماضية في جنوب أفريقيا وتم دعوة الرئيس مرسي للمشاركة في اجتماعاته كممثل للنيباد. وأوضح السفير الهندي بالقاهرة أن الهند لم ترفض أي مطلب مصري بشأن الانضمام لتجمع البريكس أولا.. لأن مصر لم تعرب عن رغبتها بصفة رسمية بالانضمام وثانيا لأن الموافقة علي الانضمام لهذا التجمع لابد أن تأتي بالتوافق بين الدول الأعضاء في البريكس.. وأكد أنه من خلال محادثاته مع رجال الأعمال الهنود والمستثمرين فإنه وجد لديهم تحمسا بالاستثمار في مصر التي يعتبرونها سوقا كبيرا وموقعا متميزا يمكن من خلاله للمنتجات الهندية الانتشار في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والبحر المتوسط. وأشار إلي أن وجود خط ملاحي جوي مباشر بين القاهرة ونيودلهي سوف يدعم من فرص التعاون بين البلدين ولاسيما في تنشيط السياحة. الهند علي ضفاف النيل من المتوقع أن تنطلق فعاليات المهرجان الثقافي الهندي من القاهرة يوم 13 أبريل الجاري وتستمر لمدة شهر. بما يعرف باسم مهرجان (الهند علي ضفاف النيل). كما يشارك المجلس الهندي لترويج صادرات الدواء (فارمكسيل) في معرض إيجبت فارم الذي يقام في الفترة من 13 إلي 15 من أبريل الجاري بمركز القاهرة الدولي للمؤتمرات وتعد تلك هي المرة الأولي التي يأتي فيها عدد كبير من شركات الدواء الهندية إلي مصر في إطار الترويج لصادرات الدواء ولاسيما أن الهند تعد حاليا وكما أشار السفير نافديب سوري صيدلية العالم وتحتل المرتبة الثالثة علي مستوي العالم من حيث حجم إنتاج الدواء الذي يتميز بالتكلفة الأقل مع الجودة. وفي نهاية الأمر فإن السفير الهندي لدي القاهرة يعتقد بأنه من المتوقع أن تنمو فرص التعاون في مجالات التجارة والاستثمار بين مصر والهند وهناك هدف طموح أن يصل حجم الاستثمارات الهندية في عام 2016 إلي 8 مليارات دولار في مصر بدلا من 5 مليارات دولار وأن الجانب الهندي يأمل في أن تستقر الأوضاع في مصر لأن الاستقرار يساعد علي نجاح مثل هذه الأهداف الطموحة ويمهد المناخ لجذب المزيد من الاستثمارات الهندية علي أرض مصر.