أجمعت الآراء على النجاح الباهر لزيارة الرئيس محمد مرسي لنيودلهي التي ضخت دماء جديدة لعلاقات الصداقة القوية بين البلدين التي كانت قد شهدت جمودا في العقود السابقة. وأعطت لغة الخطاب الرفيعة بين الرئيس مرسي ورئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج زخما سياسيا وعبرت عن الرغبة الصادقة في توطيد العلاقات حيث أكد مرسي سعيه لتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والسياحية والعسكرية والثقافية لتصل إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، معربا عن شكره للقيادة الهندية على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة. وفي حين رحب سينج بمرسي كأول رئيس مصري منتخب، وقدر بعمق أن يقوم بهذه الزيارة بالرغم من التزاماته الداخلية ما يعكس التزامه الشخصي نحو العلاقات الهندية. وفي هذا الإطار، أكد نافديب سوري السفير الهندي بالقاهرة على نجاح زيارة الرئيس محمد مرسي لنيودلهي وأن بلاده تعتزم البناء على أساس الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم التوقيع عليها خلال الزيارة، فضلا عن العمل مع المؤسسات المصرية لوضع الآليات التي تسعى لتحقيق هذه الأهداف في إطار زمني محدد. وأوضح سوري، أنه من المقرر عقد اللجنة العسكرية المشتركة في نيودلهي الشهر المقبل لاستكمال ما تم بحثه على مستوى وزيري الدفاع خلال زيارة مرسي، مشيرا إلى الرسالة الإيجابية التي أرسلها مرسي لمجموعة كبيرة من قادة الأعمال الهنود خلال منتدى الأعمال المصري الهندي. وأفاد نافديب سوري السفير الهندي بالقاهرة، بأن مجلس الأعمال المشتركة سيلعب دورا هاما في خلق قاعدة للتعاون على أن يتم الإعداد لاجتماع آخر في القاهرة أواخر هذا العام، مضيفا أن مذكرة التعاون بين الصندوق الاجتماعي للتنمية والبنك الدولي وبنك التنمية للصناعات الصغيرة الهندي ستلعب دورا هاما في جلب الخبرة الهندية في مجال التمويل الصغير لمصر بطريقة تعطي دعما حقيقيا للمشروعات الصغيرة وخلق وظائف عمل. وأوضح سوري، أنه سيعمل على التنسيق بين منظمة الأبحاث الفضائية الهندية والهيئة الوطنية لعلوم الفضاء والاستشعار عن بعد لتحديد موعد لإطلاق القمر الصناعي الصغير المصري بنهاية هذا العام، مؤكدا أن الهند - كإيماءة خاصة تعبر عن الصداقة - قررت تحمل تكلفة إطلاق هذا القمر. وذكر أنه سيعمل مع جامعة الأزهر لتحديد الإطار للمركز الهندي للتميز في مجال تكنولوجيا المعلومات الذي سيتم إنشاؤه داخل مبنى الجامعة وضمان أن يخدم احتياجات وطموحات الجامعة ويصبح رمزا للتعاون. وأضاف أن الهند قررت إقامة مهرجان النيل الثقافي الذي سيبدأ من 14 أبريل حتى 9 مايو الذي سيقدم الموسيقي والرقص والمأكولات والسينما والأدب وغيره، مؤكدا أن التزام بلاده نحو إقامة هذا المهرجان شهادة على إيمانها بمصر الجديدة والمضي قدما في دعم العلاقات بين الشعوب والثقافة في كلا البلدين. وبدورها قالت الباحثة مينا سينج روي من معهد الدراسات الدفاعية والتطوير التابع لوزارة الدفاع الهندية، إن زيارة مرسي للهند تعد بداية لشراكة جديدة بين البلدين وبالرغم من الاضطرابات في مصر إلا أن مرسي قرر زيارة نيودلهي وما يعد إيماءة قوية على الأولوية التي تعطيها الحكومة الحالية لعلاقات أقوى مع الهند، مشيرة إلى أن هذه الزيارة تعد أطول زيارة يقوم بها رئيس للهند. وأوضحت روي أن مذكرات التفاهم التي تم التوقيع عليها في مجالات تكنولوجيا المعلومات وأمن الإنترنت والمشروعات الصغيرة والمتوسطة وأمن الطاقة ستأخذ الشراكة إلى مستوى أعلى، مؤكدة أن هذه الزيارة تمنح للهند فرصة لإحياء علاقات الصداقة القديمة مع مصر. ومن جانبه.. أشار راجيف صموئيل باحث معهد الدراسات الدفاعية والتطوير التابع لوزارة الدفاع الهندية أن زيارة مرسي تعد انطلاقة لعدة أسباب فهي تظهر اعتراف مصر بأهمية الهند من حيث اقتصاد بازغ كبير وقوة إقليمية هامة، موضحا أن اهتمام مصر بعضوية البريكس جديرة بالاهتمام لأنه يعكس رغبتها في أن تصبح جزءا من الدول الناشئة الكبرى إذا وضع في الاعتبار كونها أكبر دولة عربية. وقال سواشباوان سينج سفير هندي سابق إن زيارة مرسي للهند تضع أجندة جديدة للتعاون والشراكة بين البلدين وهي بداية لتعاون حقيقي في مجالات جديدة وهامة، مشيرا إلى أنه يمكن إحياء وإعطاء توجه جديد لعلاقات صداقة كانت تعمل بأقل من مستواها. وبدوره.. أكد الدكتور أحمد السمان المستشار الصحفي بالسفارة المصرية في الهند على أهمية توقيت زيارة الرئيس محمد مرسي والتي حظيت برد فعل إيجابي شديد من جانب الهند حيث أظهرت الحرص على دعم العلاقات الثنائية في كافة المجالات وهذا تمثل في الاستقبال الحار على كافة المستويات سواء رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج والرئيس براناب موخرجي ورجال الأعمال الهنود الذين التقوا بمرسي خلال أعمال المنتدي أو اللقاءات الجانبية.