ناقش المؤتمر العلمي الثامن الذي نظمه معمل توثيق بحوث أدب الأطفال بجامعة حلوان دور أدب الطفل في ضوء المتغيرات المصرية الراهنة بأبحاث ونماذج تطبيقية ومدي تأثير الكلمة المنشورة في ظل استخدام الأجهزة الإلكترونية وكيفية التحكم في مصادر المعلومات والتنافس في طريقة نقلها كهدف أساسي في تحقيق الثقافة العامة للطفل. دارت محاور المؤتمر علي محورين أساسيين الأول: »الإنتاج الفكري للطفل في ضوء المتغيرات المحلية والعربية والدولية«.. والثاني: » دور المكتبات والمؤسسات وأجهزة الإعلام المختلفة المتعاملة مع الطفل في ضوء هذه المتغيرات«.. فالمرحلة الأساسية للطفل هي التي يتحدد فيها السمات والمعالم الرئيسية لشخصيته حيث يكتسب ويتعلم السلوك والعادات والخبرات وتظهر قدرات الطفل واستعداده وميوله وهواياته ونوعية الدراسة التي يحبها ويفضلها وقياس استجابته للتعلم والتعامل بما يتلقاه من قصص وخيالات تثير لديه متعة أو خوفا أو ترقبا يساعده علي الانطلاق في الدراسة والمعرفة وبالثقافة المجتمعية التي يتلقاها من الكتب والإعلام والفنون وغيرها من مكونات شخصية الطفل التي تحولت إلي حصوله علي المعرفة من خلال شاشة التليفزيون وبعده الكمبيوتر الذي أمده بكثير من المعارف المجتمعية .. وتستعرض الدكتورة سهير محفوظ دور مكتبات الأطفال في الصين باعتبارها دولة عبرت من الفقر والتخلف وأصبحت نموذجا يحتذي في إحراز التقدم والفن باعتمادهم علي ثقافة الطفل ومكتباته في مراحل الطفولة المبكرة حيث يوجد بالصين 053 مليون طفل وعدد طلاب المدارس الابتدائية والإعدادية 002 مليون طالب وكان واضحا عند الصينيين منذ البداية العلاقة القوية بين الإدارة الجيدة لمكتبات الأطفال وظهور المواهب المتعددة التي تدفع التطور إلي الأمام ولقد اتبعت أساليب لتوجيه الصغار إلي المكتبات في مراحلهم العمرية المختلفة وتشجيع القراءة علي نطاق واسع وطرق إدارة مختلفة مع الحرص علي التعاون والتواصل فيما بينها والاهتمام بالأبحاث والدراسات النظرية التي تعمل علي رفع كفاءة العاملين.. وإلقاء الضوء علي مستقبل هذه المكتبات والتوسع بها لتشمل المناطق الريفية والنائية وسن قوانين وتشريعات تضمن تواجدا مستمرا وتطويرا إبداعيا شاملا. أدب الطفل والمتغيرات تري الدكتورة عطيات أبوالعينين أن هناك من ينظر إلي الثقافة العربية بتشاؤمية لكونها لم تقدم للطفل ثقافة عربية خالصة ليس بسبب الوعي لأهمية الابتكارات أو قصور اللغة بل لأسباب أهمها إطلاق ضعف التواصل بين الأجيال.. وهشاشة العلاقة بين الكبار والصغار وتصادمها المستمر والجهل بعالم الطفولة ومعرفة دخائله ويريدون فرض تصوراتهم علي الطفل دون احترام لاستعداداته الخاصة وإرادته وإبداعه والمفروض هو التوعية والعمل علي تحرير العقل لاستقبال الثقافة والتفاعل معها.. وإن كانت الثقافة العربية لم تنجح حتي الآن في تحقيق الهدف.. وبالمقابل هناك من يري أن ثقافة الطفل قديمة وهو موجود طالما وجدت طفولة وهو جزء لا يتجزأ عن باقي الاحتياجات المادية والنفسية والروحية حتي لايكون عرضة للمعاناة والاضطراب ومن أهم ماروي للأطفال من أدب كانت قصص الأنبياء ثم يبدأ تثقيف الطفل بالتربية الحديثة ولايمكن الكتابة للطفل بمعزل عن المتغيرات السياسية والتاريخية والاجتماعية التي لايمكن فصلها عما يحدث علي المستويين المحلي والدولي قائلة: ليس بالضرورة أن يقدم كل الأدباء الذين يكتبون للطفل هذه النوعية وعندما حاولت عمل مسح لما كتب في السنتين الماضيتين وهي مايعلق عليها سياسيا بفترة ربيع الثورات العربية التي حدثت فيها الكثير من الأحداث وسقوط شهداء وجرحي وقصص لبطولات وأهم من ذلك سقوط نظام استمر ثلاثين سنة.. لم أجد دور النشر مهتمة بتقديم هذه النوعية لكنها مشغولة بحسابات أخري الخط السياسي وهل ماقام به الشعب المصري يعد ثورة أم لا؟ وهل بدأ الشباب أم الكبار؟ وهل الشهداء يعدون شهداء ويمكن كتابه قصص بطولاتهم أم لا؟ هل نقدم هذه النوعية أم ننتظر حتي ولو تقدم بها الكتاب.. هل ستتماشي هذه الأعمال مع السياسات الحالية ومايدعون إليه من مفاهيم مختلفة«. واستعانت الباحثة برأي يعقوب الشاروني الذي يقول فيه: »إن الاهتمام بالمعاصرة هام في مجالات الأطفال حتي تساعد الطفل أن يعيش أحداث عصره العلمية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية علي أن تقدم ذلك بأسلوب يتناسب مع قدرة الأطفال علي الاستيعاب خاصة عن طريق اختيار وصياغة الأخبار المعاصرة حول هذه الموضوعات علاوة علي ابتكار أساليب جديدة لتقديم الثقافة والمعرفة العلمية والاهتمام بتعريف الأطفال العرب بأدب الأطفال الأفريقي والآسيوي والأمريكي وكل مانقدمه للأطفال من أدب يتم ترجمته يربطنا بالغرب دون غيره من ثقافات العالم وحضاراته ولابد أن نعمل علي انفتاح أطفالنا علي ثقافات أخري وأن نهتم بثقافتنا العربية والمصرية كعامل أساسي في تكوين شخصية الطفل وثقافته. النشر الإلكتروني النشر الإلكتروني جاء في تعريف الدكتورة مرفت عبدالستار ببحثها »النشر الإلكتروني للأطفال بين المحلية والعالمية أنه استخدم الأجهزة الإلكترونية في مجال إنتاج وإدارة وتوزيع المعلومات بغرض استخدامها في مجالات شتي وهو يماثل النشر بالأساليب التقليدية الورقية وهناك تعريف آخر بأنه العملية التي يتم من خلالها تقديم الوسائط المطبوعة كالكتب والأبحاث العلمية بصيغة يمكن استقبالها وقراءتها عبر شبكة الإنترنت وهو يشهد انتشارا واسعا كاد أن يسبق نظيره التقليدي لما له من مزايا ولعل أهمها مواكبة العصر والتطور مع زيادة اهتمام الأطفال باستخدامه ولقد انتقل ماكان يتلي شفاهه للأطفال إلي مرحلة التدوين والتوثيق ثم زاد الاتجاه نحو كتابات الأطفال وأصبح نوعا أدبيا له كتاب وشروط ومميزات وهي الوسيلة المثلي لنشر كل مايخص الطفل هي النشر التقليدي الذي يعتمد علي طباعة الكتب وقيام دور النشر بتسويقها أو عبر نشر قصص الأطفال في مجلاتهم أو كموارد تعليمية ودراسية وعند مجيء النشر الإلكتروني للأطفال كخطوة جديدة تعلن عن عالم أكثر رحابة للمعلومات تستطيع الكلمة فيه تجاوز كل الحدود وسجلت أولي الملاحظات عليه بقلة الإسهامات للمحتوي من أدب وثقافة ومناهج تعليمية وهو أمر يدعو للاستحياء في العالم العربي لأن هذه الإسهامات تفتح بابا جديدا بين مؤلفين ودور النشر للطفل للتكاتف معا لتمويل المحتوي الفكري لديهم للطفل إلي محتوي إلكتروني بكل دول العالم. وعلي المستوي المحلي تطوع شباب لإنشاء وإدارة مواقع لمكتبات عربية وإلكترونية مجانية بجهود فردية وغير مدعومة وليس من أهدافها منافسة دور النشر بل دعمها وتأييدها وضربت مثلا بتجربة موقع المكتبة العربية التي يقوم عليها ثلة من شباب إخوة تتراوح أعمارهم بين 41 و 02 عاما يدير أصغرهم مكتبة عربية انطلقت في عام 6002 وتضم أكثر من 005 كتاب عربي في مختلف المجالات وسوف يزيد عدد الكتب بها زيادة نوعية وعددية مستمرة إضافة إلي التحضير لإطلاق مكتبة تضم أكثر من 0001 كتاب وهم يسعون إلي تدعيم الثقافة العربية ولغتها علي الإنترنت.