رغم حالة التفاؤل التي طغت علي مشاعر الوفد المصري في بورصة برلين السياحية علي مدي الأسبوع الماضي طبقا للمؤشرات الإيجابية التي لمسها الوفد المصري بكافة أطيافه السياسية في اللقاءات التي جمعتهم بوفود الدول المختلفة ووسائل الإعلام العالمية التي توقعت أن تنهض السياحة المصرية في أقرب وقت .. برغم كل تلك التوقعات بأن الخير قادم لا محالة طبقا لتخطيط شركات السياحة العالمية التي أكدت استعدادها لتنظيم رحلات للأفواج السياحية لزيارة مصر .. إلا أن الوفد المصري اصطدم بعد وصوله إلي مصر بتقرير التنافسية في السياحة والسفر لعام 2013 الذي صدر عن منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الدولية OECD والذي أوضح تراجع ترتيب مصر إلي المركز 85 من بين 140 دولة مقارنة بالمركز 75 من بين 139 دولة في التقرير الصادر في عام 2011 ويري التفسيرالرسمي بوزارة السياحة أن تراجع مصر في تقرير المنظمة الدولية يعزو إلي تدني ترتيب مصر في بعض مؤشرات تقرير التنافسية وعلي رأسها الأمن والأمان والاستدامة البيئية وجودة نظام التعليم وتدريب العمالة وجودة الطرق.. ورغم مطالبة مصر بإعادة النظر في أسس مؤشرات تنافسية السياحة والسفر حيث إنها تأتي في غير صالح العديد من الدول النامية ومنها مصر حيث يتم احتساب نسبة البيانات الأساسية إلي عدد السكان بكل دولة فعلي سبيل المثال يتم احتساب عدد الطاقة الفندقية علي أساس غرفة لكل 1000 نسمة.. ولكن يتضح أن التحديات التي تواجه قطاع السياحة والسفر في مصرليس أسس المنظمة الدولية فحسب ولكن عناصر أخري أهمها عودة الأمن والأمان والاستقرار و تحسين الانطباع عن السياحة لدي بعض القوي السياسية والاهتمام بالبيئة النظيفة (مشكلة عدم النظافة في الشوارع) والاستثمار في البنية التحتية في النقل البري والجوي والاتصالات (وأهمها الحد من حوادث القطارات والأتوبيسات السياحية) والاستثمار في الموارد البشرية من خلال التعليم والتدريب (توعية سائقي التاكسي والحنطور والبازارات).. السياحة عمل مشترك بين جميع الوزارات حتي لا ينفخ وزير السياحة في قربة مقطوعة ونفاجأ بأن مصر أصبحت في ذيل القائمة. وكفانا ما يحدث من استمرار المظاهرات وأحداث الشغب في محيط الفنادق الشهيرة بكورنيش النيل وكأننا نوجه رسالة للسياح »اخرجوا من بلادنا«..