لقاء الرئيس مرسى مع كيرى زيارة جون كيري وزير الخارجية الأمريكي لمصر التي تعد الزيارة الأولي له بعد توليه مقاليد وزارة الخارجية جاءت وسط مشاعر مختلطة من الغضب والقلق من القوي الثورية التي أعلنت عن اعتراضها علي زيارته ولاسيما أن دعوته لقوي المعارضة المصرية بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية قد قام بإطلاقها قبل أن تطأ قدمه الأراضي المصرية وهو ما اعتبره الكثيرون تدخلا في الشأن الداخلي المصري. وقد حفلت زيارة كيري لمصر والتي استمرت يومين بالعديد من اللقاءات الهامة جاء علي رأسها لقاؤه مع الرئيس محمد مرسي ووزيري الخارجية والدفاع ولقائه مع الأمين العام للجامعة العربية وذلك بخلاف لقاءاته مع عدد من رموز القوي السياسية والمعارضة ورجال الأعمال.. وقد حرص كيري خلال زيارته لمصر علي التأكيد علي عمق الصداقة المصرية الأمريكية وعلي أن مستقبل مصر الزاهر هو أمر هام لأمريكا. وشدد كيري علي أنه جاء لزيارة مصر من أجل المساعدة وليس من أجل التدخل في الشأن الداخلي لأن أمريكا حليف وصديق طويل الأمد لمصر ونحن نتطلع لدعم مصر من أجل تحقيق النجاح الاقتصادي والسياسي خلال المرحلة المقبلة. الاحترام المتبادل وقد أكد محمد كامل عمرو عقب مباحثاته مع وزير الخارجية الأمريكي أن العلاقات المصرية الأمريكية مبنية علي أساس من التكافؤ والاحترام المتبادل بين الطرفين وأن العلاقات بين الدولتين استراتيجية ومتعددة الجوانب مشيرا إلي أن هذه العلاقات تنعكس علي الشرق الأوسط ككل وليس لصالح البلدين فقط. ومن الجدير بالذكر فإن لقاء كيري مع الرئيس محمد مرسي كان فرصة هامة لبحث العديد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين الدولتين وعلي رأسها عملية السلام في الشرق الأوسط والأوضاع في سوريا بالإضافة إلي العديد من الملفات الدولية والإقليمية الراهنة وذلك بخلاف بحث العلاقات الثنائية بين القاهرة وواشنطن في إطار بحث الطرق الممكنة لدعم الاقتصاد المصري لعبوره من أزمته الراهنة. وشدد كيري علي أنه لايزور مصر من أجل التدخل في الشأن الداخلي المصري ولكن للاستماع من المسئولين المصريين حيث أن أمريكا لديها وجهات نظر معينة ونحن هنا لدعم الديمقراطية والشعب المصري. وقال كيري بأنه استمع لوجهات النظر المعارضة مشيرا إلي أن الديمقراطية مهمة جدا لصحة وقوة النظام الديمقراطي وأن تشجيع المشاركة السياسية واحترام حقوق المرأة والمواطنين والمنظمات غير الحكومة والحريات من أهم المعالم لقيام نظام ديمقراطي قوي. الملف الاقتصادي وفي إطار الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر كان لابد أن يطرح الملف الاقتصادي نفسه وبقوة خلال مباحثات وزير الخارجية الأمريكي مع الرئيس مرسي وكبار المسئولين، وقد أكد كيري أنه من الضروري علي الشعب المصري أن يلتف من أجل تحقيق نجاح اقتصادي واتخاذ قرارات صائبة في هذا الشأن حيث إنه من الضروري ومن الملح جدا أن يتعزز اقتصاد مصر من خلال إيجاد فرص عمل للجميع ولابد من تركيز الجهود في هذا الاتجاه وأشار كيري إلي أنه بحث مع الرئيس مرسي السبل التي يمكن لأمريكا من خلالها تقديم المساعدة الاقتصادية وذلك من خلال تقديم مساعدة اقتصادية أكبر ودعم الأعمال الحرة الصغيرة والمتوسطة وتنمية صادرات مصر إلي أمريكا والاستثمار في شباب مصر من خلال التعليم. وعلي كافة الأحوال فقد شدد كيري علي رسالة هامة مفادها أهمية الالتزام بالديمقراطية وضرورة الاهتمام بالتنمية الاقتصادية باعتبار أن فشل الدولة اقتصاديا يؤدي إلي فشلها سياسيا. وأوضح كيري وقبل مغادرته القاهرة أنه لأمر أساسي للغاية وعاجل أن يصبح الاقتصاد المصري أقوي وأن يقف علي قدميه مجددا لأنه لابد من إبرام الاتفاق مع صندوق النقد الدولي لأن هذا الاتفاق سيعيد الثقة في الاقتصاد المصري. والسؤال الذي يطرح نفسه في أعقاب زيارة كيري لمصر هل تصدق النوايا الأمريكية ورغبتها في دعم الاقتصاد المصري أم لا؟ تساؤل تجيب عنه الأيام القادمة.