تؤكد الباحثة إيناس ضاحي في رسالتها لكلية التربية النوعية بأسيوط »رؤية تشكيلية معاصرة مستلهمة من أشعار الحب في الأدب المصري القديم« علي أن قصائد الحب المصرية القديمة من أقدم دواوين الشعر في العالم فرن هذه القصائد ترجع لأكثر من ثلاثة آلاف عام بل وربما كانت أقدم من هذا حيث تعود إلي عهد الأسرة الثامنة عشرة (1550 1307ق.م) وشهد هذا العصر طرازا فريدا من الفنون وإصلاحات دينية كبري وأصبحت القصور الملكية في طيبة ومنف والعواصم الجديدة في شرق الدلتا مراكز عالمية للثقافة والإبداع.. وقال »ريتشارد باركنسون« ربما كان الشعر أعظم الكنوز المنسية من مصر القديمة.. كما أضاف أنه في حين أن الروايات والسير الذاتية المدونة علي جدران المقابر غالبا ما تعطي صورة مثالية عن الحياة المصرية القديمة أما الشعر فيعطي رؤية واقعية لطبيعة النفس البشرية وعيوبها ومن خلال القصائد الكثير من خلجات العشق والعاطفة ومشاعر التحفظ والاحتشام والقلق واللهفة ونجد في سطورها نضارة ورونق المشاعر العاطفية الجياشة وقالت فتاة عن حبها »لقد آثار حبيبي قلبي بصوته.. ومع ذلك لا أعرف كيف أذهب نحوه.. إن قلبي يسرع في دقاته عندما أفكر في حبي«.. هذا وقد شكلت أغاني الحب من عصر الدولة الحديثة نوعا فريدا في الأدب المصري القديم من قرية دير المدينة بالبر الغربي وأغلب الظن أن النشاط الإبداعي المكثف في عصر الرعامسة (الأسرتين 19، 20) قبل الميلاد وراء الدافع الرئيسي لظهور وتطور هذه الأغاني التي ربما ألفتها الصفوة المثقفة في مدينة طيبة القديمة وأعاد كتابتها فنانو وكتاب دير المدينة.. وتعد أغاني الحب معروفة من مصادر محددة أهمها بردية شستر بالمتحف البريطاني وبردية تورين وقطع أوستركا بالمتحف المصري ورغم أن كاتبي أغاني الحب كانوا من الرجال غالبا فقد نجحوا بصورة كبيرة في التعبير عن مشاعر النساء القوية تجاه عشاقهن وهي تعني في المقام الأول بالإنسان وتصور الحب كحالة شعرية فريدة وتمتلئ هذه الأغاني بالايحاءات الحسية الصريحة ومثلت تعبيرا متمررا عن الحب في مجتمع المدينة المفتوح علي الثقافات الوافدة إلي مصر الفرعونية وتحمل الأغاني في طياتها رسالة غير مباشرة تعبر عن الحب والرغبة الحميمة بين العاشق والمعشوقة لكنها تلمح ولا تصرح بأية أنشطة جنسية صريحة واهتم مؤلفوها بمديح الحب والسعادة والدعوة للاستمتاع بالتمتع فوق سطح الأرض.. ويتميز بدقة اللفظ وموسيقيته وانسجامه خاليا من التكلف والصفة واعتبر نوعا من الجمال المعنوي عند المصري القديم.