المشروع يتفوق علي نظيره الياباني و200 ألف جنيه تكلفة المحطة الواحدة استطاع المهندس عمروعبدالرحمن النمر 27 سنة، أن يحصل علي أسرع براءة اختراع في مصر، لابتكاره حاجز أمان يمنع حوادث مترو الأنفاق ،وذلك بعد عام من تقديمه فكرة المشروع بأكاديمية البحث العلمي، الحاجز مزود بنظام تأمين كامل لتوفير الحماية لذوي الاحتياجات الخاصة ويوفر دخلاً كبيراً لهيئة المترو ووزارة النقل من خلال شركات الإعلانات المختلفة، كما أن هذا الاختراع يوجد شبيه له في اليابان، لكن اختراع الشاب المصري يتفوق عليه لمعالجته بعض العيوب الموجودة في الجهاز الياباني كما أنه ضد الكهرباء والمياه . بداية نود التعرف عليك والبيئة التي نشأت فيها؟ حصلت علي بكالوريوس نظم ومعلومات من إحدي الجامعات الخاصة، أسكن في منطقة المهندسين بالجيزة، لي 4 إخوه، والدي كان يرأس قسم الاتصالات بإحدي شركات الاتصالات وحالياً أحيل علي المعاش، ووالدتي ربة منزل، كل ما يشغل بالي هو الاهتمام بالمخترعين المصريين ودعمهم، وحبي لبلدي هو الذي دفعني للتفكير في مشروع قومي يخدم المصريين. ما هي فكرة اختراعك ؟ عبارة عن حاجز أمان لمحطات مترو الأنفاق، ويستخدم أيضاً في المزلقانات المرورية، ويستخدم في بعض المحطات الرئيسية للقطارات، الحاجز يكون بطول المحطة بارتفاع متر ونصف المتر تقريباً يتم التحكم فيه من خلال نظام تشغيل معين متصل بأبواب عربات المترو لتمكنه من الفتح عند فتح أبواب عربات المترو ويتم أيضاً غلقها مع غلق الأبواب وذلك لتجنب انزلاق أي شخص علي قضبان المترو. ما هي ميزات هذه الفكرة ؟ هو مشروع قومي يفيد الدولة بأكملها، من أهم مميزاته منع حوادث المترو تماماً، ومن المعروف أن أكثر من 3 ملايين شخص يستخدمون المترو يومياً كوسيلة مواصلات، وخاصة في هذه الفترة ونحن في أيام الدراسة، وكثير من الأطفال والموظفين يستقلون المترو، مما يؤدي إلي زيادة التكدس والازدحام أضعاف الأيام العادية، وحدثت حوادث كثيرة بسبب سقوط الناس من أعلي الرصيف أمام عربات المترو، وكذلك عندما يتم غلق الباب علي بعض المواطنين مما يؤدي إلي إصابتهم، كما أن هناك اتفاقا مع بعض شركات الإعلانات لعمل دعاية لها علي هذا الحاجز داخل المحطات مقابل دفع مبالغ نظير ذلك، مما يعني توفير دخل جيد لهيئة مترو الأنفاق ووزارة النقل، بالإضافة إلي وجود نظام تأمين كامل لجميع محطات المترو لتوفير الحماية الكافية لذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال، مما يجعلهم مطمئنين تماماً عند ركوبهم، كما أن تنفيذ هذه الفكرة سيحل جزءا كبيرا من أزمة البطالة لأننا سنقوم بتعيين متخصصين من جميع القطاعات المتعلقة باحتياجات العمل سواء كانوا مهندسين أو فنيي صيانة ..إلخ، ونوفر رواتبهم من دخل الإعلانات. هل حصلت علي براءة اختراع من أكاديمية البحث العلمي ؟ بالفعل حصلت عليها، وقد أكون أسرع من حصل علي براءة اختراع في مصر لأني حصلت عليها بعد عام تقريباً من التقديم، لكني بدأت فيه في شهر مارس عام 2009م، حتي انتهيت من وضع الفكرة أو التصور النهائي للمشروع وقمت بتقديمه للحصول علي براءة الاختراع والحمد لله حصلت عليها بعد ثلاث سنوات من التعب والمجهود للوصول للنظام المناسب الذي يمكنني من تنفيذ هذا المشروع ويجعلني أثق فيه بالفعل من أنه يستطيع حماية الركاب ومنع الحوادث. كم كلفك هذا المشروع ؟ كلفني كثير من المجهود الذهني وكثيرا من المال، وصلت تكلفته إلي ما يقارب 50 ألف جنيه تقريباً . هل يحتاج المشروع إلي تمويل كبير لتنفيذه ؟ المشروع يكاد يكون غير مكلف بالمرة، إذا تم احتسابها بالدول الأخري المتقدمة مثل اليابان أو الإماراتالمتحدة علي سبيل المثال، فقد تتكلف المحطة الواحدة 200 ألف جنيه، وهيئة المترو لن تتكلف شيئا لأني كما ذكرت هناك شركات إعلانية ستدفع مبالغ كبيرة كاشتراكات إعلانات ودعاية لها داخل المحطة وبأنظمة حديثة، كما إننا سنبدأ بتجريب الفكرة علي إحدي المحطات لمدة 15 يوما وعلي المسئولين بالمترو رصد ومتابعة كفاءة المشروع ومدي نجاحه وتفاعل الناس معه، وإذا تمت الموافقة عليه يتم تعميمه علي جميع المحطات الأخري، وأتعهد أنه بعد3 شهور من تنفيذ المشروع سنجمع تكلفة تنفيذه في جميع المحطات في خطوطه الثلاثة، وكل المطلوب من هيئة المترو الموافقة علي تنفيذ المشروع. ما هي الصعوبات أو التحديات التي واجهتك؟ واجهتني معوقات متعلقة بوزارة البحث العلمي، لأن المسئولين هناك في البداية قالوا لي هناك مشروع آخر يشبه فكرتك في اليابان حاول أن تستنتج القصور والعيوب الموجودة فيه وقدم حلولا لها ثم اعرضها علينا حتي نستطيع إعطاءك براءة اختراع، وذلك كان شيئا مرهقا ومكلفا، لأني كنت أترجم مصطلحات علمية هندسية يابانية إلي اللغة العربية ثم أعيد تحويلها واستتنتاج العيوب الموجودة في الماكينة اليابانية وأوجد حلا لها، وبالفعل توصلت إلي ذلك حيث وجدت أن هناك ضحايا وحوادث عن استخدام الجهاز الياباني لأن نظامه يعتمد علي إشعاع الليزر وعند مرور أي شخص يرتدي ملابس ذات ألوان معينة مثل الفوسفوري والأصفر اللذين يعكسان أشعة الليزر تتعطل الماكينة ونتيجة لذلك يقع الناس علي القضبان، وأنا نجحت في معالجة هذه المشكلة. وقدمت المشروع للدكتور ماجد الشربيني رئيس أكاديمية البحث العلمي ومستشار الوزير للبحث العلمي وهو ياباني وأشاد بالموضوع والفكرة، وقام د. الشربيني بإرسال طلب إلي اليابان يطلب فيه دعما من اليابان في صورة خامات ومعدات وفنيين لتنفيذ هذا المشروع ولم يتلق ردا عليه حتي الآن . للتكنولوجيا فوائد وأضرار.. هل ذلك ينطبق علي مشروعك؟ ليس للمشروع عيوب أو أضرار فقد استغرقت في إعداده سنوات من التعب والجهد والاستشارات الهندسية عن طريق مهندسين علي أعلي مستوي لمناقشة المشروع ولتقدير مدي فعاليته وجديته من عدمها، وجميعهم أشادوا بالفكرة، وأنا قمت بتحديد أشياء ومواد معينة غير موجودة في الخارج لاستخدامها للتأمين وتكلفتها قليلة جداً، وهي ضد الكهرباء والصدمات والمياه وأشعة الشمس وضد كل شيء قد يستخدم لإتلاف جهاز التأمين . هل هناك أحد قام بمساعدتك ؟ د.عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق تبني المشروع وأعجب بفكرته وشجعني وأشاد بأهمية تطبيقه علي المترو في مصر، وكان ذلك قبل توليه الحكومة، لكنه بعد ذلك انشغل ولم يتواصل معي، ومن المفترض أني سأقابل قريبا رئيس هيئة المترو لعرض المشروع عليه وبحث كيفية تنفيذه . إلي أي مدي أفادتك دراستك لنظم المعلومات في إنجاز هذا الاختراع؟ تخصصي أفادني في المشروع، لأن هناك جزءا إلكترونياIT) ) متعلقا بالمشروع وذلك يدخل ضمن تخصصي، لكن هناك متخصصين في مجالات أخري مثل الكهرباء والميكانيكا أستعين بهم لتنفيذ المشروع وهم جميعاً من أوائل الدفعات علي كليات الهندسة. هل شاركت في مسابقات معينة؟ علي صدي هذا الاختراع جاءتني منحة لجامعة بون بألمانيا لدراسة العلوم ولتحضير دراسات عليا هناك وذلك عن طريق الاتحاد الأوروبي، وحالياً طلبوني للمشاركة في مسابقة نجوم العلوم بدولة قطر. ما رأيك في منظومة البحث العلمي في مصر ؟ وكيف يمكن تطويرها؟ أعتقد أنه لايوجد بحث علمي في مصر، وكل ما عندنا هو مسمي وليس كيانا، وكل الباحثين المصريين يعانون ظروفا معيشية سيئة، نتيجة البيروقراطية والروتين الذي يواجهونه من المسئولين في وزارة وأكاديمية البحث العلمي، لأنه ليس هناك اهتمام بالمخترع، وكلمة "فوت علينا بكره" مازالت موجودة، وأيضاً بعض الاشتراطات التعجيزية مثل ضرورة أن يدفع المخترع 7 آلاف جنيه سنوياً لتسجيل اختراعه، وأن يدفع ألفي دولار لتسجيل براءة اختراع دولية وبعد كل ذلك الموضوع قابل للرفض أو القبول، ويتم الرد عليه بعد 3 أو 4 سنوات، لماذا كل ذلك وهو باحث علمي يريد أن يفيد البلد ويبذل مجهودا كبيرا فمن الأولي مساعدته وليس إحباطه. هل لك رسالة تريد توجيهها لمسئول معين ؟ لي رسالتان الأولي للدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية أريد أن أسأله أين العلم يا سيادة الرئيس ؟!، لا يوجد تبن لأفكار المخترعين القومية، وهناك أفكار كبري لمخترعين أفضل مني ولا ينظر إليهم أحد، واختراعاتهم موجودة في أدراج المسئولين بوزارة وأكاديمية البحث العلمي ويتم سرقتها أيضاً، أريد أن ينظر الرئيس إلي كل الشباب المصري وليس المخترعين فقط، نحن نتحدث عن حضارة عمرها أكثر من 7 آلاف سنة ونفتخر بأجدادنا الفراعنة، لكن إلي متي سنظل هكذا ؟!، نتحدث عن العصور الماضية ولدينا عقول نيرة يجب أن نستثمرها ،أما الرسالة الثانية لرئيس هيئة مترو الأنفاق أناشده تنفيذ هذا المشروع لمنع حوادث المترو بدلا من الاستعانة بشركات أجنبية لتنفيذ المشروع، ونحن نمتلك عقولا جيدة لتنفيذ المشروع بأقل تكلفة وأفضل من دفع أموالنا للشركات الأجنبية . كيف تقضي أوقات فراغك؟ ما بين قراءة القرآن الكريم والصلاة وقراءة الكتب العلمية والبحث عن الاختراعات الجديدة في المجالات العلمية المختلفة.