تعلمت الصحافة في »آخر ساعة« من أستاذين كبيرين: وجدي قنديل (متعه الله بالصحة وأطال في عمره)، والدكتور رفعت كمال الذي رحل عن دنيانا الأسبوع الماضي، وبرحيله فقدت الأخ والصديق والأستاذ. ولقد ارتبط الدكتور رفعت بآخر ساعة عبر ثلاث مراحل تاريخية مختلفة: الأولي في الستينات مع أحمد بهاء الدين الذي عين رئيسا لدار الهلال فأخذه ليؤسس »طبيبك الخاص« ويرأس تحريرها باعتباره رائدا للصحافة الطبية والعلمية، والمرحلة الثانية عام 1976 عندما عين الأستاذ موسي صبري رئيسا لمجلس إدارة أخبار اليوم فعاد مرة أخري نائبا لرئيس تحرير »آخر ساعة« لحوالي خمس سنوات قبل أن ينتقل لجريدة أخبار اليوم، والمرحلة الثالثة في التسعينات كمدير لتحرير المجلة بطلب من الأستاذ جلال عيسي رئيس التحرير (رحمة الله عليه). وأهم ما تعلمته منه في حياتي الصحفية والعملية أن دخل الصحفي في هذا العصر مهما كبر فهو محدود، وبالتالي لابد أن أضاعف هذا الدخل بأعمال أخري بشرط أن تكون هذه الأعمال إعلامية ومتجانسة مع طبيعة العمل الصحفي، فاخترت الإعداد الإذاعي والتليفزيوني في بداية حياتي الصحفية، وبعد ذلك أنتجت برامج طبية ودينية علي حسابي الخاص لأبيعها في السعودية، ثم احترفت بعد ذلك نشر الكتب وإصدارها، وقمت بتأليف كتب متعددة عن شخصيات عربية وإسلامية بارزة، وهو نفس نهج المرحوم رفعت كمال الذي كان معدا للبرامج في مرحلة من حياته، ثم ناشرا ولكن لكتب علمية، ولم ينل كل ذلك من مكانته الصحفية البارزة حتي وصل لمنصب رئيس تحرير كتاب اليوم الطبي. وتعلمت منه التسامح، والترفع عن الصغائر، والإحساس بآلام الغير ومساعدته بقدر ما أستطيع. أسأل الله تعالي أن يشمل أستاذي الدكتور رفعت كمال بعفوه ورضاه ورحمته.