عادل إمام فى ناجى عطا الله المسلسلات هذا العام أكثر من الهم علي القلب، مما أوقع الناس في حيرة شديدة، تفوق حيرتهم حول مصير لجنة الدستور، والأسماء التي سوف تظهر مع الوزارة الجديدة، أو مصير فايزة أبو النجا؟ ولكن خلينا في المسلسلات التي يمكن أن نعرف لها رأساً من قدمين! أما السؤال الذي أسمعه في اليوم الواحد عشرات المرات، ولا أعرف لماذا يطاردني، بشكل خاص، فهو يدور حول أفضل مسلسلات هذا العام، يسألك البعض النصيحة نشوف إيه ونسيب إيه، ويبدو أن من يسأل توقع أني شاهدت كل المسلسلات لمجرد أني كنت عضوا في لجنة المشاهدة، وأتيح لي مثل بعض الزملاء متابعة بعض الأعمال! وليس كلها بالطبع، وأنا في الحقيقه أبادر بالإجابة وفقا لنظرتي في السائل، وإدراكي لنوعية ذوقه، فهناك من تقول له خليك في كيد النسا، وشربات لوز، والزوجة الرابعة، أما إذا كانت نيتي الانتقام من السائل لغرض في نفس يعقوب، فسوف أنصحه بمشاهدة البحر والعطشانة، أو أشجار النار، أو النار والطين والخفافيش! وإذا كان شخصاً يبدو عليه الاحترام، والثقه ومن النوعية التي أحرص علي علاقتي بها، ولا أريد أن أفقد ثقتها فسوف أنصحه وألح عليه في النصيحة ألا يفوت مسلسل عمر بن الخطاب للمخرج حاتم علي، ولا مسلسل نابليون للمخرج شوقي الماجري فكل منهما من الإنتاج الفاخر، من حيث المستوي الفني والموضوعي ومشاهدتهما تكفي تماما لأي عاشق حقيقي للفنون! الوقت في رمضان ضيق للغاية، لايكفي بالطبع لمتابعة هذا العدد الضخم من المسلسلات ونصيحتي المخلصة لاتضيع وقتك مع أعمال متوسطة القيمة أو رديئه، ركز في المهم ، والمهم هنا يمكن تحديده من اسم النجم أو اسم المخرج، أو قيمة الموضوع! وسوف تكتشف أن هناك عددا لابأس من المسلسلات يحاول أن يعيد للأذهان شخصية (شجيع السيما)، وهي شخصية اختفت سنوات من السينما، بعد رحيل فريد شوقي أشهر شجيع في تاريخ السينما المصرية، رغم أن مواصفاته الجسدية لم تكن لتساعده، ولكن حكم ربنا، منحت فريد شوقي كاريزما شخصية، تجعلك تبلع له الزلط وتصدق أنه يمكن أن يضرب عشرة فيوقعهم في نفس واحد، أو ممكن يطارد لصا إذا كان يؤدي دور ضابط، أو يهرب من ضابط إذا كان يلعب دور لص! وبعد وفاته ظهر أحمد زكي الذي كان أفضل من يلعب أدوار الشجيع، والشجيع هو الفتي الذي يحمل صفات تبدو متناقضة، قد يكون ابن بلد، شهم وجدع، ولكنه يمكن أن يكون خارجا عن القانون بعض أو كل الوقت، وهو غالبا ما يتمتع بخفة ظل، وتحبه النساء ويكرهه الرجال ويخشون بأسه، وهو سريع الحركة يناصر الضعفاء، وينتقم من المفسدين، المهم أن هذا النموذج سوف تشاهده في اكثر من عمل، بعد ما تبدلت مواصفات الشجيع وأصبحوا يطلقون عليه أحياناً (بلطجي)! أحمد السقا يقدم نفس التركيبة التي يظهر بها في معظم أفلامه السينمائية، مضافا إليها هذه المرة، مشاهد تم تصويرها تحت الماء، يعني بدلا من الجري والنط بين أسطح العمارات، سوف تتابعه وهو يقفز في البحر، ويغوص تحته، في مسلسل خطوط حمراء، أما كريم عبدالعزيز فرغم أنه اقترب من منافسه فريد شوقي من حيث الحجم، إلا أنه يقدم وصلات من المطاردات، والضرب، في مسلسل الهروب، ولكن مضافا إلي ذلك حكاية عن حالة الظلم والابتلاء التي عاشها المواطن المصري لسنوات، وأدت الي اندلاع ثورة يناير، ربما يكون الهروب من أول الأعمال الفنية التي تتخذ من أحداث الثورة إطارا كاملا للأحداث، بالإضافة إلي فيلم بعد الموقعة للمخرج يسري نصر الله، أما آسر ياسين فيلعب بطولة مسلسل البلطجي الذي يخرجه خالد الحجر، وهو يقدم صورة أكثر عمقاً لحياة البلطجي والأسباب الاجتماعية والسياسية التي أدت إلي ظهوره، وفرض وجوده في الشارع المصري أثناء وبعد الثورة! خالد النبوي يقدم في ابن موت، تنويعة مختلفة لشجيع السيما، أو "الواد الصايع" اللي الدنيا أجبرته علي احتراف أعمال ضد القانون ومسلسل ابن موت من إخراج سمير سيف! المرأة هذا العام لن تكون مجرد وردة في عروة جاكتة الرجل النجم، فكثيرمن مسلسلات هذا العام من بطولة النساء، سواء بشكل جماعي أو فردي، هند صبري تلعب بطولة مسلسل فيرتيجو وهو مأخوذ عن رواية لأحمد مراد، كتب لها السيناريو محمد ناير وأخرجها عثمان أبو لبن، وتدور الأحداث في أجواء من التشويق والإثارة، وهو من الأعمال التي يمكن الرهان عليها، وأعتقد أن فرص غادة عبدالرازق ضعيفة جدا هذا العام مع مسلسل مع سبق الإصرار الذي يخرجه محمد سامي عن سيناريو لأيمن سلامة، وقد يكون مستوي المسلسل أفضل كثيرا مما قدمته مع محمد النقلي في سمارة، والحاجة زهرة، ولكن سوء حال المسلسلين، مضافا لها آراء غادة عبد الرازق في الثورة، ومناصرتها لنظام المخلوع، جعل الناس تقفل منها، وخاصة وأن أفلامها الأخيرة أكدت أنها أصبحت خارج السباق، ثم إن مسلسلاً يشارك في بطولته ماجد المصري وطارق لطفي، صعب أن يقنع أحدا بمشاهدته، إلا إذا كان غاوي تبديد وقته واعصابه! ليلي علوي تبدو الأكثر ذكاء بين نجمات جيلها (يسرا وإلهام شاهين) فهي لم تكترث هذا العام بأن تلعب بطولة مسلسل يحمل اسمها، واكتفت بالمشاركة بدور صغير في مسلسل محترم وضخم الإنتاج هو نابليون سوف يجعل الجمهور يحترمها ويقدرها، علي جرأتها وقدرتها علي وضع نفسها في المكان المناسب! أما مسلسل (حكايات بنات) فهو يعتمد علي البطولة الجماعية لأربع ممثلات، سوف يبرز من بينهن اسم حورية فرغلي، التي تألقت العام الماضي في مسلسل "دوران شبرا" و"الشوارع الخلفية" وربما تعلو أسهمها مع مسلسل "سيدنا السيد" الذي يلعب بطولته جمال سليمان، أما البطلة الثانية "لحكايات بنات" فهي النجمة السورية صبا مبارك ، وتدور أحداث المسلسل حول أربع صديقات تجمعهن علاقة قديمة من أيام الدراسة، وقد تفرقت بهن السبل، ثم عدن للالتقاء مرة أخري، وإحداهن تعمل مع شركة محمول، وقد اعتادت أن ترسل للأخريات رسائل سريعة تلخص بها تجاربها العاطفية والإنسانية! وللمرة الأولي تظهر شرين رضا، في مسلسل تليفزيوني بعد طول اختفاء وعزلة وتشارك شريف منير مسلسل الصفعة الذي يخرجه مجدي أبو عميرة، شيرين ظهرت علي شاشة التليفزيون للمرة الأولي من عشرين سنة تقريبا، عندما لعبت بطولة فوازير رمضان، أمام مدحت صالح، ولم تلق نجاحا، ثم تزوجت من عمرو دياب وانسحبت عن الأضواء، لمدي عامين، وبعد طلاقها منه، شاركت النجم الراحل أحمد زكي بطولة فيلمين هما (نزوة) إخراج علي بدرخان، وحسن اللول إخراج نادر جلال.