عادل إمام عرفت عادل إمام منذ بداياته في الستينات.. كنت التقي به أحيانا في استديوهات السينما.. حيث كنت أقوم في ذلك الوقت بعمل باب اسمه »جولة الاستديوهات« في مجلتي هذه.. إنسان ظريف لطيف نلتف حوله أنا والمصور الذي معي وبعض الموجودين في الاستوديو لنستمع إلي تقليده لبعض الشخصيات السينمائية والمسرحية.. يوسف وهبي.. حسن البارودي.. أحمد الجزيري.. حسين رياض.. وغيرهم وكأننا نتابع فقرة في الحفلات علي المسرح.. هذا اللون الذي كان يجيده منير مراد ولبلبة. كان عادل إمام في ذلك الوقت لا يكتب اسمه علي الأفيش في الإعلانات.. وكان أول مرة يكتب اسمه في ذيل النجوم.. كان في »عقريت مراتي« بطولة شادية.. كان ذلك تقريبا في عام 1968.. ومع ذلك كان عادل إمام الجوكر في معظم الأفلام.. حتي أخرج له نيازي مصطفي فيلم »أزواج طائشون« بطولة صفاء أبوالسعود. وظل يتأرجح بين البطولة الثانية والأولي مثل فيلم »شباب يرقص فوق النار« ❊ ❊ ❊ في أواخر السبعينات قام عادل إمام ببطولة فيلم اسمه »المحفظة معايا« مع نورا وسمير صبري وعمر الحريري. وحصل عادل علي جائزة التمثيل من جمعية كتاب ونقاد السينما التي أتمتع بعضويتها.. كان ذلك في أول مهرجان تقيمه الجمعية في الإسماعيلية. وبعد توزيع الجوائز جلسنا في بهو الفندق الذي نقيم فيه.. وتصادف أن جلست قريبة من عادل إمام الذي فوجئت به يقول جملة لم أصدقها. قال لي عادل إمام في هذا اليوم: »إنتي بتهاجميني لصالح مين؟«.. فرددت عليه قائلة: »لصالح السينما المصرية«. فأنا لا أنتمي لشلة في الوسط الفني.. كلهم أصدقائي وأحبائي وكنت حتي إذا نقدت فيلما من أفلامهم فهم يستفيدون من هذا النقد.. هكذا قال لي نور الشريف وأنا أكتب مذكراته. لم أكن أتخيل أن ممثلا يواجهني بهذا السؤال الذي اعتبرته »شتيمة«.. فالمعروف عني أنني سلطت أضواء علي ممثلين لم أكن أعرفهم وذلك في باب اسمه »ناس تحت الأضواء« ومنهم محمود ياسين الذي رأيته في دور صغير جدا في فيلم »القضية 68« مع حسن يوسف »البطل«.. وكل الذين كتبت عنهم دون أن أعرفهم علي المستوي الشخصي أصبحوا أهم نجوم السينما. إن عادل إمام يتمتع بحضور قوي.. وقد ضحكنا حين قدم أفلامه »رجب«.. و»شعبان«.. و»رمضان«.. ولكنها أفلام لا قيمة لها سوي تقديم »الضحك للضحك«. ❊ ❊ ❊ وأعتقد أن بدايته الحقيقية كانت في فيلم »احنا بتوع الأتوبيس« الذي تعرض لمراكز القوي في ذلك الوقت والإطاحة بالإبرياء وتعذيبهم.. والقائهم وراء الشمس.. وهو الفيلم الذي كتب السيناريو له فاروق صبري وأخرجه حسين كمال. ومنذ ذلك الوقت أصبح عادل إمام النجم السوبر.. ونجم الشباك.. وكان اسمه يكتب في الإعلانات قبل اسم سعاد حسني في فيلم »حب في الزنزانة«.. ومن أهم أفلامه في تلك الفترة »الأفوكاتو« و»كراكون في الشارع«. لكنه بدأ يقدم نفسه في دور »الدون چوان« في أفلام »عنتر شايل سيفه« و»سلام ياصاحبي« وغيرهما.. وظل عادل يقدم ما بين الأفلام التي لها قيمة وأفلام ليس لها أي قيمة.. إلي أن التقي بالكاتب الموهوب وحيد حامد والمخرج القدير شريف عرفة في فيلم سياسي متميز هو »اللعب مع الكبار«.. وإذا كان عادل قد قدم أفلاما لاقيمة لها في البداية.. فيكفيه أنه قدم أول فيلم عن الإرهاب وهو »الإرهابي، أيضا »الإرهاب والكباب« أيضا سيناريو وحيد حامد وإخراج شريف عرفة اللذين قدما عادل إمام في صورة جديدة أيضا »المنسي« و»النوم في العسل« و»الواد محروس بتاع الوزير«. ❊ ❊ ❊ إن عادل يقوم بدور سياسي هام فهو يعيش هموم البسطاء انضم للدفاع عن الوحدة الوطنية من خلال عمله كسياسي.. كما قدم فيلما من أهم الأفلام التي ستظل في الذاكرة.. وهو فيلم »حسن ومرقص« مع عمر الشريف.. وهو الفيلم الذي أحرز نجاحا لا مثيل له.. عزيزي عادل إمام: حقيقة إننا نحبك.. ونعتز بك كزعيم الفنانين.. ولكن نصيحتي لك.. بالرغم من أني لا أحب النصائح.. وهي بعد كل هذه الأفلام التي تعتبر محطات مضيئة في السينما.. وفي حياتك ورحلتك مع الفن. أرجو أن تبتعد في هذه الفترة وبعد هذا العمر عن أداء دور الرجل الذي تموت في »دباديبه« النساء وآخرها فيلم »بوبوس« لأنها لم تعد من مقامك!