علي امتداد أيام المحفة الأخيرة.. أيام الفوضي العارمة التي غطت أرض العباسية وصولا إلي وزارة الدفاع.. من منا لم يرتفع صوته مطالبا بنزول الجيش إلي الشوارع من منا لم يطالب الجيش بفرض الأحكام العرفية من منا لم يقل: لابد أن ينهي الجيش هذه المهزلة.. لا أبدا ليس هذا حكم »العسكر« كما ينادونه وإنما هو حكم الجيش »المصري« الواعي بوقت الضرورة للنزول إلي الشارع المصري.. ليسوا العسكر لأن العسكر قد تعني »قوات غازية« وليست أخي وأخاك وأبي وأباك وابني وابنك قوات الجيش أبناء الوطن والحامية ليس فقط لحدود الوطن سمائه وأرضه وإنما أيضا لأرواح الناس من كل شبر علي أرض هذا الوطن! ولماذا نذهب بعيدا ونغظي أفكارنا ولا نستدعي عقولنا. أريد أن أقول: هاتوا لي واحدا من الجيش المصري أساء لهذا الوطن أو سرق أمواله ونهب أرضه وجلد أبناءه ومن ثم استحق أن يدخله الناس أو القضاء المصري إلي ماوراء الأسوار الحديدية سنعجز جميعا عن ذكر أي من أسماء أبناء الجيش وقادته. الجيش دائما هو الواقع الموجود عندنا »يغلب غلبنا« أو كما نقول »يغلب حمارنا« فلا نجد حلا إلا نزول الجيش إلي الشارع المصري.. الكبار منا يذكرون عندما ثار أعضاء الأمن المركزي وهم أكبر قوة شرطة تنزل إلي الشارع مرة واحدة وقد يعيثون في الأرض فسادا استنجدت الدولة بالجيش فنزل أبناء الجيش ليعيدوا الأمن والأمان إلي كل شارع علي أرض مصر وليشعر الناس بالأمن أيضا في خلال ساعات قليلة.. أما من هم بعيدون عن الجيش سواء كانوا أبناء الأحزاب المتناحرة أو حتي أبناء الشرطة التي ثارت بغير حق فكل هؤلاء عاثوا ويعيثون في الأرض فسادا منذ قيام الثورة ومازالوا حتي المرشحون لرئاسة الجمهورية الذين بدأوا يهاجمون بعضهم بعضا والأنصار طبعا يدخلون إلي حلبة المعركة ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.