أربعة شهور هي عمر الزواج الفعلي الذي جمع بين زوجين تحابا قبل زواجهما وتربطهما قرابة قوية فوالداهما توءمان تمت الزيجة في سهولة وسلام وبعد شهور دب الخلاف بينهما ويتزايد كل يوم فالعريس يريد إثبات ذاته ورجولته والعروس أيضا تريد إثبات نديتها له وعلي حسب آخر الإحصائيات المعلنة عبر وسائل الإعلام أنه توجد حالة طلاق كل 6 دقائق نتيجة انعدام الحوار وسوء خلق أي من الزوجين والبخل والخيانة أو العقم وعدم القدرة علي تحمل المسئولية يجعلني أجد حالة الخلاف المستعصية التي وصل إليها الزوج والزوجة حديثا الزواج مسألة عادية بحساب هذه الأيام طلب الزوج من زوجته أن تتفرغ للبيت بعد أن عيرته أن مرتبها أكبر من مرتبه وتعامل معها مستخدما عضلاته مما أصابها بكدمات وتورمات بوجهها فذهبت لبيت أبيها وبعد جلسات الصلح التقليدية عادت وقد وافقت علي النصيحة أن بيتها له الأولوية والأهمية في حياتها حتي تجدد الخلاف وبقيت في بيت أهلها لأربعة شهور مماثلة للشهور التي قضتها ببيتها حتي دب الخلاف من جديد لا لشيء إلا لإثبات كل منهما لذاته أمام الآخر فلا توجد مشكلة جوهرية يهون معها خراب البيت كما كنا نقول أما الآن كل منهما ينطق مطالبا بالطلاق هو لأنها تركت البيت ثم قررت العودة لعملها دون إذنه وهي لأنه من وجهة نظرها لا يحسن معاملتها وعبثا حاول الموجودون القول إنه يوجد في قاموس الحياة الزوجية ما يسمي بفترة التعود والاحتمال حتي يتبين كل من الزوجين طباع الآخر ويعتاد علي التعامل معها من منظور الحب والتفاهم وأن كل الأخطاء من الممكن إصلاحها ويجب الانتظار لنري هل يمكن الاستمرار مع الترويض علي أن تكون فرصة أخيرة قبل التسرع بالطلاق لزواج لم يبدأ، الإصرار علي الطلاق بات هدفا ورحم الله زمنا فات كانت فيه المرأة أكثر كياسة ودبلوماسية تستميت لتحافظ علي بيتها وزوجها تتفاني داخل المنزل وتكد وتكدح في عملها بموازنة تحقق لها السعادة والاستقرار ولو بشيء من التعب تتحمل قدر استطاعتها وفوق استطاعتها في سبيل أن تصل لهدفها دون أن تشعر أنها قامت بتضحية أو تنازل أما استسهال الطلاق دون أي محاولات جادة مخلصة فهي سمة جديدة من سمات هيمنة العصر الإلكتروني الذي نعيشه.